الشريط الإخباري

الأميركي يبدل جلده.. والعثماني يتجرع كأس الهزيمة – صحيفة الثورة

ساعة الصفر التي حملها مريدو تسليم المفاتيح السورية إلى الكيانات والدول المجاورة لفترة نافت السبع سنوات، ماتت عقاربها بسمِّ إخفاقاتهم، وحاروا بأمرهم ذات مرة رغم تبديل جلودهم ووجوههم وهيئات وأشكال أدواتهم، وهو ما دفعهم بالنتيجة للإسراع باستعراض إمكاناتهم، وعرض شروطهم ومطالبهم وتسريع انسحاباتهم، دون أن يدرك أولئك أن المفاتيح لن تبرح جيوب أصحابها، يفتحون ويغلقون بها أبوابهم لمن يريدون و متى شاؤوا.‏

غيرة الانسحاب من وجه بندقية الجيش تنتقل من مكان لآخر وعلى بساط ريح الانتصارات، لكونها نتيجة طبيعية للتطورات الحاصلة، وما سيعقب قمة هلسنكي، وهو ما سيدفع أيضاً الإرهابيين على اختلاف انتماءاتهم وتنظيماتهم، ولاسيما في الشمال الشرقي، لطلب التفاوض مع الحكومة السورية وفتح أبواب الحوار معها، وما رشح من أخبار عما يسمى (قسد) بأنه يدرس فكرة إنشاء منصّة تمثّل سكان تلك المنطقة استعداداً لذلك ما هو إلا بداية الغيث، لأن أولئك لن يجدوا بدّاً من الإقدام على ذلك في ظل استكمال الجيش العربي السوري للعمليات العسكرية التي تحقق الإنجازات تلو الأخرى، وسوف تشمل هذه المنصة كل المناطق التي يوجد فيها (قسد) كما ستشمل الرقة ودير الزور ومنبج.‏

بالتحولات الجارية في الشرق السوري، يتبدل جلد الأميركي مع تلك الفئة التي دعمها لمدة أعوام، وجعل منها ذراعاً لإزاحة (داعش) ثم تركيب بعض من أصابع التنظيم الإرهابي في تلك اليد، إذا لم نقل كلها، وهذه التبديلات بالتأكيد تشير إلى أن واشنطن ممثلة بإدارة ترامب فقدت كثيراً من هيبتها التي تقهقرت وانسلخت، وهو ما تسبب بتبديل جلد الأفعى الأميركية، فضلاً عن أن تهديداتها ومساوماتها ومناوراتها لم تعد تخيف أحداً، وما حدث في هلسنكي يؤكد ذلك، حتى لو شوّشت تصريحات مستشار الأمن القومي جون بولتون على وعود ترامب وناقضتها بشأن انسحاب قوات بلاده من التنف.‏

سورية تجبر العالم على الاعتراف بنصرها، بغض النظر عن التفاهمات التي تدعم هذا النصر بالتأكيد، كما أكرهت إدارة البيت الأبيض لوضع كل ما لديه على الطاولة دفعة واحدة دون تردد، والإفصاح عما لديه، وهي أيضاً رسائل مزدوجة الغاية، قد تصل للتركي المهزوم الذي يتذاكى من أجل الالتفاف على مسار آستنة، متجاهلاً التعهدات التي وقّعها مع الكبار لمحاربة إرهابيي النصرة في إدلب ومناطقها، ولن يتم السماح له بلحس تلك التواقيع أو إنكار تلك الوثائق، وبالتالي سوف يكتفي بالسكوت على الهزيمة، حتى لو أبدى امتعاضه من تكرار سيناريوهات الجنوب والغوطة وشمال حمص وغيرها من المناطق، فإن ذلك لن يجدي نفعاً.‏

حسين صقر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency