الشريط الإخباري

الحكواتي.. تراث شعبي وترجمة لحنين إلى الماضي

دمشق-سانا

شخصية جسدها كثيرون على مدى عقود من الزمن.. الحكواتي مهنة عرفتها دمشق وانتشرت في مقاهيها منذ القدم وحظيت بشعبية كبيرة فكانت جزءا من التراث الشعبي ووسيلة للترفيه وتكريس القيم التي تحلى بها أبطال القصص والروايات.

وعلى الرغم من تقلص مساحة الحكواتي في حياة الدمشقيين اليومية إلا أن العديد من الأشخاص يحرصون على ارتياد بعض المقاهي التي حافظت على هذا التراث في ترجمة لحنين إلى الماضي.

وفي هذا السياق ينفرد مقهى النوفرة بدمشق القديمة باحتضان الحكواتي ليعيد لشهر رمضان والسهرات الدمشقية العريقة أجواء الماضي رغم كل التغييرات التي حصلت مع انتشار التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.

يجلس الحكواتي أبو سامي في صدر المقهى مرتديا لباسه الدمشقي حاملاً سيفاً بسيطاً لتشويق مستمعيه عند الإشارة به أو تحريك يديه ورفع صوته أو تضخيمه حالماً يبدأ بسرد الرواية أو الحكاية التي غالباً ما تكون عن شخصية أو قصص تاريخية تدور جميعها عن البطولة والشجاعة والشرف والمروءة ونصرة المظلوم ويختلط فيها الواقع بالخيال مستعينا بكتاب صغير يرافقه بشكل دائم.

أبو سامي تحدث لـ سانا عن مهنته وكيف كان يتردد في صغره على المقاهي للاستماع إلى الروايات والقصص الشعبية والاستفادة من العبر التي تقدمها، مشيراً إلى أنه ليس بمقدور أي شخص أن يصبح حكواتياً وينجح بذلك لأن المهنة تتطلب الفصاحة وفن سرد الحكايات والقدرة على استحواذ انتباه الحضور وإشراك المستمع بالحدث.

عدد من مرتادي المقهى أكدوا أنه رغم ثورة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وما تحمله من تسلية وترفيه يظل  للحكواتي نكهته الخاصة فهو الذي يجمع الناس على حكاياته ويقص عليهم بطريقة مشوقة سيراً شعبية شهيرة شكلت جزءاً من تراث الماضي.

جوليا عوض

انظر ايضاً

(الحكواتي) دراما الزمن الجميل وونيس السهرات الرمضانية

دمشق-سانا ليست الصورة التي يقدمها لنا الفضاء المرئي عبر قنواته التي تتنافس بقوة على العرض …