الشريط الإخباري

جراح الوطن تتسامى بالكلمة واللوحة بإبداع الجريح فادي كيوان

دمشق-سانا

صنع الإبداع من رحم الألم متساميا على كل الجراحات فجسده بلوحاته ليشكل الفنان فادي كيوان من جرحى الجيش العربي السوري بريشته مشهدا إنسانيا عبر عمله الأخير الذي قدمه للأطفال.

وجاء توقيع قصة الأطفال “بابا مونه” للأديب محمد منذر زريق في المركز الثقافي بأبو رمانة احتفالا برسومات الفنان كيوان التي ترجمت أحداث القصة لتكون باكورة أعماله الفنية وليعكس الحضور في حفل التوقيع التكامل الإنساني بين من أبدع الكلمة ومحبي الجريح كيوان.

وأعرب الأديب زريق عن سعادته بهذه التجربة التي اعتبرها من أجمل تجارب حياته رغم أنه يكتب القصة منذ أكثر من 20 عاما وقال: “خصوصية (بابا مونه) تأتي من كون من صنع رسوماتها مقاتلا في صفوف الجيش العربي السوري منذ 12 عاما وشهيدا حيا تعرض قبل ثلاثة أعوام لإصابة بليغة أقعدته لكن روحه الوثابة والعظيمة لم تجعله يستسلم فانفجرت موهبته بالرسم لتكون هذه المجموعة باكورة رسوماته المصورة للأطفال”.

وأشار زريق إلى أن القصة كتبها عام 2012 باصعب الظروف التي مرت على سورية نتيجة الحرب الارهابية عليها وراعى من خلالها خصوصية التعامل مع الأطفال وتحكي عن إرادة الحياة والحب والتمسك بالوطن والدفاع عنه.

أما كيوان فبين أن هذه أول مشاركة له في القصة المصورة ولديه مشاركات عديدة في معارض متنوعة مؤءكدا صعوبة دمج الكلمة مع الصورة لانتاج لوحة توضح مغزى الكلمة المراد ايصالها للأطفال.

كيوان الذي بدأ الرسم منذ صغره ليتعلم وينمي موهبته ذاتيا قال عن مضمون لوحات قصة (بابا مونه): “تتكلم اللوحات عن الازمة التي نعيشها بوطننا سورية على لسان طيور القصة مستعيدة صورا من حياة السوريين قبل الحرب عليهم إلى فترة ظهور التنظيمات الارهابية الظلامية في بعض أجزاء وطننا”.

واستخدم كيوان في اللوحات الألوان الزيتية معتمدا على الفاتحة منها وعلى عناصر الطبيعة التي تتناسب مع ميول الأطفال.

وخاطب كيوان رفاقه الجرحى بالقول: “الحياة لا تتوقف مهما كانت الظروف صعبة وعلينا تخطيها وان نكمل المسيرة رغم الجراح وفتح أبواب الإبداع الجميل”.

رشا محفوض

انظر ايضاً

تحية محبة إلى الأديب الراحل محمد منذر زريق

دمشق-سانا عرفانا بفضل الأديب الراحل محمد منذر زريق وتقديرا لدوره في الحركة الثقافية والفنية السورية …