الشريط الإخباري

عندما تتحرر الحاضنة الشعبية من الإرهاب.. بقلم عبد الرحيم أحمد

كثيراً ما يتداول البعض عن قصد أو غير قصد أن المنطقة الفلانية هي بيئة حاضنة للإرهاب لمجرد سيطرة الإرهابيين عليها واحتجاز المدنيين فيها رهائن ودروعاً بشرية.

هذه النظرة قد تكون في ظاهرها صحيحة لكنها بالتحليل والواقع ليست كذلك. وبحكم الميدان واختباراته تبين أن الأغلبية العظمى من السوريين الموجودين في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية أو ما يطلق عليه (الحاضنة الشعبية) هم ضحايا ومحتجزون تخضعهم تلك التنظيمات بقوة السلاح وسطوة القتل والذبح والاعتقال.‏

الدليل على ذلك أن معظم المناطق، إن لم نقل جميعها، كانت مع كل تقدم للجيش العربي السوري لتخليصها من الإرهاب تخرج لتلاقي الجيش بالترحاب والمساعدة بالإبلاغ عن مقرات الإرهابيين ومخازن أسلحتهم ومفخخاتهم وغير ذلك، ناهيك عن الخروج الجماعي متى أتيح لهم إلى كنف الدولة هرباً من التنظيمات الإرهابية.‏

ما جرى في الغوطة الشرقية دليل واضح على ذلك، إذ إن خروج المدنيين (الحاضنة الشعبية) إلى حضن الدولة قصم ظهر الإرهابيين ورعاتهم الإقليميين والدوليين الذين يمسون ويصبحون على تصريحات وصرخات تتهم الدولة السورية والجيش العربي السوري باستهداف المدنيين وحصارهم، وصورة تلاقي الدولة والحاضنة الشعبية نسفت كل حملات الكذب والتلفيق ضد الدولة السورية وسحبت من التداول الكثير من التهم الجائرة بحقها، فلم يعد مسلسل الكيماوي يجدي نفعاً ولم تعد قصص الفبركة تحظى بالمستوى نفسه من القبول لدى الرأي العام العالمي.‏

بالأمس خرج أهالي بلدة الرحيبة بالقلمون الشرقي رافعين أعلام الوطن مرحبين بالجيش العربي السوري ومؤكدين الرغبة بالبقاء في البلدة ورفض الخروج منها مع الإرهابيين وتبعهم أهالي جيرود.. هذه الصورة مع صور تسليم الإرهابيين لعتاد كبير من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، جعلت التنظيمات الإرهابية التي كانت تدّعي يوماً أنها تمتلك (الحاضنة الشعبية) في مناطق سيطرتها توجه التهم للأهالي بالخيانة فتنظيم «جيش الإسلام» الإرهابي أصدر بياناً بالأمس اتهم فيه أهالي القلمون الشرقي بمنع من سماهم (الفصائل المسلحة) من بدء أي معركة لفك الحصار عن الغوطة الشرقية عندما كان التنظيم يتحصن في دوما.‏

هذه التهمة هي وسام على صدر أهل الغوطة الشرقية وأهالي القلمون الشرقي الذين خبروا الإرهابيين وعرفوهم، فكان خيارهم الدولة التي تحتضن وتحمي، وهذه الصور تؤكد أن الحاضنة الشعبية في سورية هي بيئة لافظة للإرهاب والتطرف والقتل والتدمير، هي بيئة الدولة ومؤسساتها الخدمية، هي بيئة الحياة والحب والتعليم والعمل وليست بيئة التكفير والذبح التي أتانا بها مرتزقة الوهابية أحفاد القاعدة وفكرها التدميري.‏

واليوم في الحجر الأسود جنوب دمشق تجري عمليات عسكرية مركزة تهدف إلى إنهاء الإرهاب في خاصرة العاصمة، وفي هذه المنطقة مدنيون محتجزون، ومع اقتراب الجيش سيكون لهم مخرج، وقريباً ترفع رايات النصر وتتحرر المنطقة من سطوة الإرهاب لتعود بيئة حاضنة للحياة والعمل والأمل.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام الولايات المتحدة “الفيتو” لمنع حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة