الشريط الإخباري

«كيميا التعمية» بين باريس ولندن-بقلم: أحمد ضوا

تلعب الدول الغربية بالقيادة الأميركية دور القاتل والقاضي في نفس الوقت ليس مع سورية فقط بل كل دولة ترفض إملاءاتها ولا تخضع لها، وتلعب واشنطن وباريس ولندن هذا الدور بالتوزيع فيما بينها وعلى نحو منسق ومستمر.

التهم الجاهزة والملفقة للدول الغربية تتبعها التهديدات والعقوبات إحدى أبرز وسائل الدول الغربية لاستهداف الدول الرافضة لسياساتها مسخرة لذلك أعتى وسائل الإعلام العالمية التي يعتبرها الكثير من الصحفيين والسياسيين أدوات غير مباشرة لسياستها الخارجية.‏

في الحرب الإرهابية على سورية انفضحت على نحو مشين هذه السياسة الغربية بسبب دعم كل من واشنطن وباريس ولندن وحلفائها، فيما يسمى التحالف الدولي لمحاربة داعش للتنظيمات الارهابية في سورية تحت مسمى «المعارضة المسلحة» لدرجة أن هذه الدول لم تجد ضيراً في دفع «جبهة النصرة» لتغيير اسمها من أجل شرعنة وجودها في سورية والالتفاف على قرارات مجلس الأمن التي توجب على هذه الدول القضاء على هذا التنظيم الذي يشكل الوجه الآخر للقاعدة.‏

آخر مفارقات وزارة الخارجية الفرنسية التي تعيش أسيرة السياسة الأميركية اتهام روسيا بمنع التحقيق بمزاعم استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية في محاولة بائسة لتضليل المجتمع الدولي وتغييب حقيقة أن الحكومتين الروسية والسورية أول من دعتا منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» للتحقيق بهذه المزاعم قبل العدوان الثلاثي الفرنسي البريطاني الأميركي على سورية الذي كان من ضمن أهدافه العدوانية منع التحيق الدولي ودفع الحكومة السورية لإلغاء دعوتها للتحقيق بهذه المزاعم المفبركة من منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية ذراع الاستخبارات البريطانية في « جبهة النصرة «.‏

لا شك أن الحكومة الفرنسية التي تواجه اليوم تظاهرات كبيرة على سياساتها الداخلية والخارجية تبحث عن مبررات وذرائع للتغطية على مشاركتها في العدوان على سورية، وتأخذ على عاتقها تنفيذ الشق المتعلق بقلب الحقائق فيما يتعلق باتهامات استخدام الأسلحة الكيميائية.‏

إن حالة الغطرسة والنفاق والشعور العدواني التي تتحكم بالسياسة الغربية لم تترك فرصة لوزير الخارجية الفرنسية للتفكير بمدى مطابقة تصريحه للواقع الساخن لهذه القضية والمهم بالنسبة له توجيه الاتهامات لروسيا الاتحادية بما يلبي دحض التصريحات الروسية حول توافر أدلة حقيقية عن تورط الحكومة البريطانية في فبركة «كيميائي دوما».‏

ما يريد أن يصنعه الغرب هو حالة إعلامية هدفها تكوين قناعة لدى الرأي العام الغربي بأن «العدوان الثلاثي» على سورية كان ضرورياً ومبرراً في محاولة للتعمية على أي نتائج تدحض ذلك لاحقاً وعلى ما يبدو أن إعلان موسكو امتلاكها أدلة دامغة على تورط الحكومة البريطانية في فبركة كيميائي دوما كان الدافع الأساسي للاتهامات الفرنسية لروسيا.‏

من الواضح أن دول العدوان الثلاثي على سورية تحاول نسف أي مصداقية لحقيقة عدم استخدام الكيميائي في دوما وتعتمد طريقة التعمية على الحقائق تفادياً لعواقب العدوان القانونية والسياسية ولكن بالمقابل هناك واقع لا ينكره أحد بأن العدوان الثلاثي كان هدفه الأساس إطالة أمد الإرهاب في الغوطة الشرقية.‏

صحيفة الثورة