غصن الزيتون أم سكين «داعش» ؟! بقلم عبد الرحيم أحمد

لبس الثعلب جلد خروف ودخل بين القطيع واغتنم أول فرصة ليقتنص فريسته، وبعد أن أصبحت بين فكيه رمى جلد الخروف متباهياً بدهائه. أردوغان تعلّم الدرس جيداً أو ربما علّمه للثعلب!! فتحت شعار غصن الزيتون ومحاربة الإرهاب، دمّر المجرم العثماني البنية التحتية لبلدة عفرين السورية وشرد أهلها لتخليصهم من أبنائهم «الإرهابيين».

لكن ما إن تمكن جنود الطاغية وإخوتهم في تنظيم «داعش» من الوصول إلى ساحة عفرين حتى رمى جنوده ورفاقهم غصن الزيتون الذي حملوه شعاراً واستظلو به ستاراً لعدوانهم ضد أبناء عفرين وأهلها لمدة تزيد عن شهرين، ورفعوا سكاكين «داعش» وكشفوا عن زيّهم الداعشي الذي أضحى ماركة مسجلة.‏

لن نضيف الكثير إلى سجل أردوغان الإجرامي إذا ما تحدثنا عن عمليات النهب والسرقة التي وثقتها عدسات الصحافة الغربية لجنود أتراك وأعضاء «داعش» ومعتدلي النظام التركي وهم يستبيحون المدينة وينهبون محالها ومنازلها وسياراتها وكل ما يقع عليه بصرهم، فمن نهب حلب عبر أدواته «المعتدلة» وسرق معاملها لن يتوقف عن عادة متأصلة فيه عبر جينات عثمانية خبرها السوريون جيداً على مدى أربعمئة عام.‏

ليس بعيداً في الإقليم رفع بني سعود شعار حربهم على اليمن تحت عنوان «إعادة الأمل».. وما حملت حربهم غير الدمار والقتل والجوع وتقطيع أوصال الأطفال والنساء بأحدث الأسلحة الغربية الذكية في انتقاء ضحاياها.‏

ما بال غصن الزيتون لا يرتاح إلا على كتفي قاتل.. في سجله الإجرامي أربعمئة عام من قتل وقهر في وطننا العربي، ومئة عام من مجازر الأرمن؟، وما بال رياح الأمل لا تهب إلا من صحارى اليأس والقتل والظلام حيث السجِّل متخم بالقاعدة و«داعش»؟.‏

فهل يتعلم أبناء سورية من الأكراد ومن يسير في الركب ذاته أن الدول الغربية ومعها تركيا لا تهتم إليهم إلا كسلاح وخنجر داعشي لطعن جسد الوطن وذبحه؟ وإن لم يستطيعوا فلتقطيع أوصاله وشل حركته؟.‏

لكن التاريخ يقول ونحن نؤكد لأردوغان وأمثاله إن سكين «داعش» لم تنجح في إرهاب السوريين وأن عفرين منبت الزيتون، وأن أغصانها التي تكسرت ستنمو من جديد لتلتف حول عنقك علها تذكرك بأن مشانق جدك السفاح لم تستطع أن تقف في وجه شعب أراد الحياة، وبأن أربعمئة عام من احتلال همجيٍ أضحت فقط مجرد عنوان للإجرام في كتاب التاريخ.‏

انظر ايضاً

السوداني: العراق يعمل للدخول مجدداً في مجال التطبيقات السلمية للطاقة النووية

بغداد-سانا أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عزم بلاده على استعادة