الشريط الإخباري

معابد (قنوات) الأثرية تروي تاريخاً يعود لآلاف السنين

السويداء-سانا

تشكل المعابد الأثرية في بلدة قنوات الواقعة على بعد 7 كم إلى الشرق من مدينة السويداء نموذجا معماريا فريدا وشاهدا حيا على حضارة المنطقة وعراقتها.

وتعد المعابد الخمسة في قنوات أو كاناثا قديما جزءا مهما من الأوابد الأثرية التي تحتضنها البلدة التي تعد درة المدن التاريخية في محافظة السويداء وإحدى المدن الرومانية الأثرية العشر الديكابوليس وهو ائتلاف أنشأه الإمبراطور بامبي وكان يجمع عدداً من المدن التجارية المنتشرة في الأردن وسورية وفلسطين.

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان إلى أن قنوات هي من أقدم المدن الأثرية بالمحافظة سكنها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ ولعبت دوراً مهماً في العصور التاريخية المختلفة خلال الفترات النبطية والرومانية والبيزنطية واحتلت مكانة متميزة كمركز ديني للمنطقة الجنوبية خلال الفترة الرومانية وخير شاهد على تنوع طابعها الأثري الأبنية القديمة والأوابد التاريخية المنتشرة في أرجائها والمبنية بحجارة البازلت المنحوتة والمسقوفة بقناطر وأعمدة حجرية.

ويبين كيوان أن أبرز الآثار التي تضمها البلدة خمسة معابد تعد من أجمل معالم العمارة فيها وهي مبنية من الحجارة البازلتية لافتا إلى أن المعابد الخمسة تشمل معبدهليوس الذي كرس لعبادةإله الشمس ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي وتظهر أطلاله في الجهة الجنوبية للبلدة القديمة وكان له ستة أعمدة في واجهة مدخله ذات تيجان زينت بأكاليل من أوراق الأكانت ذات الطراز الكورنثي ومعبد زيوس‏ إله السموات الذي يقع في الجزء الجنوبي من المدينة الأثرية ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي ومعبد أثينا اللات ‏وهو آلهة الحكمة ويقع ضمن مجموعة الكنائس المعروفة بالسراي وبقي أربعة من أعمدته ذات الطراز الكورنثي ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي.‏

وتشمل المعابد الأثرية في قنوات أيضاً معبد آلهة المياه الذي يعود تاريخ بنائه إلى النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ويقع ضمن وادي قنوات إلى الشرق من سور البلدة القديمة وخصص لعبادة آلهة المياه وله ثمانية محاريب ومعبد الأود يون الذي يعود بناوءه إلى النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي وهو مسرح صغير الحجم يقع على الضفة الشرقية لوادي قنوات وإلى الشمال من معبد آلهة المياه وبقي منه تسع درجات بعضها محفور في الصخر.

وتضم بلدة قنوات عددا كبيراً من الأوابد الأثرية أبرزها مجموعة الكنائس السراي ويرجع تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الميلادي والحمامات القديمة‏ التي يعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الثاني الميلادي.

يشار إلى أن بلدة قنوات التي ترتفع عن سطح البحر بنحو 1250 متراً تعد منطقة سياحية بامتيار ومصيفاً جميلا لما تمتلكه من طبيعة خلابة وهواء عليل وآثار ضاربة جذورها في عمق التاريخ بالإضافة إلى انتشار الأشجار الحراجية وكروم التفاح والعنب.

تقرير : سهيل حاطوم