الشريط الإخباري

ترامب المثير للجدل يضيف إلى سجله قرارا جديدا أطاح بـ تيلرسون

دمشق-سانا

يثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجدل في الأوساط الأمريكية والعالمية منذ وصوله إلى البيت الأبيض بداية العام الماضي وهو الحال الذي انطبق على قراره الأخير بإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون وإن لم يكن هذا القرار مفاجئا لمتابعي اتهامات الغباء بين رجلي الأعمال السابقين إلا أنه أضاف علامات استفهام كثيرة حول الغاية من هذه الخطوة الجديدة ولاسيما بعد تعيين مدير وكالة الاستخبارات المركزية المعروف أنه يتبنى سياسة أكثر تشددا حيال الشرق الأوسط.

وجاءت إقالة ترامب لتيلرسون التي أعلنها عبر تويتر أمس كنتيجة متوقعة لأشهر طويلة من التناقضات والخلافات الحادة التي طفت على السطح بين الرجلين حول العديد من القضايا الدولية ولعل الاتفاق النووي الإيراني وملف كوريا الديمقراطية كانا أبرزها.

وظهرت الخلافات بوضوح بين ترامب وتيلرسون الذي لعب دورا في التخفيف من اندفاعات رئيسه في الاتفاق النووي الإيراني حيث أن ترامب صرح علنا بشكل متكرر عزمه على نقض الاتفاق إلا أن تيلرسون كان يصف الاتفاق بـ “الجيد” وأكد ضرورة الحفاظ عليه وفي المقابل أكدت طهران أن الاتفاق النووي ليس ثنائيا بل اتفاق دولي وانسحاب الولايات المتحدة سيضعها في عزلة كبيرة.

وقال ترامب: “بالنسبة للاتفاق النووي الإيراني أعتقد إنه رهيب وأردت إما إلغاءه أو القيام بأمر ما بينما كان موقف تيلرسون مختلفا بعض الشيء لذلك لم نتفق في مواقفنا” في حين أن المعلومات المتوافرة عن الوزير الجديد مايك بومبيو تشير إلى أنه يشاطر الرئيس ترامب موقفه من الاتفاق النووي الإيراني إن لم يكن أكثر تشددا حياله.

وحسب تقارير إخبارية فإن إقالة تيلرسون ستتسبب بمزيد من التوتر في علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها الأوروبيين الرئيسيين الذين أعلنوا أكثر من مرة تمسكهم بالاتفاق النووي الإيراني ردا على تصريحات ترامب ومحاولاته الحثيثة للتنصل والانسحاب منه حيث من المنتظر أن يعلن ترامب موقفه من الاتفاق في الثاني عشر من أيار المقبل في ظل غياب تيلرسون.

وحول كوريا الديموقراطية فقد كان الخلاف علنيا بينهما حين نشر ترامب تغريدة على تويتر قبل عدة أشهر قال فيها: “إن تيلرسون يضيع وقته” في مساعي التفاوض مع كوريا الديموقراطية كدليل على أن التنسيق لم يكن بأعلى مستوى بينهما حين أعلن ترامب الشهر الجاري أنه سيجري محادثات مع نظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون.

وذهب بعض المحللين إلى أن إبعاد تيلرسون الذي علم بإقالته من تغريدة “تويتر” قد يكون له صلة كبيرة بالعلاقة الوثيقة التي تربطه مع مشيخة قطر ووقوفه إلى جانبها في العزلة التي تفرضها عليها باقي ممالك ومشيخات الخليج في الوقت الذي يميل فيه ترامب إلى إرضاء ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان الذي فتح خزائن أموال آل سعود على مصراعيها أمام ترامب وعائلته.

كما أفادت تقارير صحفية عن دور للإمارات في إقالة تيلرسون حيث كشفت رسائل بريد الكتروني مسربة حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن سعي إماراتي للضغط من أجل دفع ترامب لإقالة تيلرسون بسبب موقفه غير الداعم لها في مواجهة مشيخة قطر على خلفية الأزمة الخليجية الناشبة منذ العام الماضي.

ومنذ تسلم ترامب الرئاسة الأميركية قبل أكثر من عام واجه انتقادات واسعة داخل البلاد وخارجها وشهدت ولايات أميركية كثيرة احتجاجات مناهضة له بينما أرخت قراراته المتسرعة والمتهورة من بينها الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومرسومه حول منع رعايا بعض الدول في الشرق الأوسط من الدخول إلى الولايات المتحدة وقراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة على شعبيته لتصبح الأدنى على الإطلاق لرئيس أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة.

 

انظر ايضاً

ترامب وبايدن يضمنان ترشيح حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة

واشنطن-سانا حصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه السابق دونالد ترامب على النصاب اللازم من أصوات …