الشريط الإخباري

الرموز السورية في منحوتات محمد بعجانو بصالة آرت هاوس-فيديو

دمشق-سانا

سافر جمهور صالة آرت هاوس عبر الزمن مع منحوتات الفنان محمد بعجانو التي أتى بها من مدينته اللاذقية ليطلع عليها جمهور التشكيل في دمشق بما تحمله من قيم فنية ورموز تاريخية ملتصقة بالثقافة السورية القديمة إلى جانب الأسلوبية المعاصرة والتقنيات الفنية القوية التي خدمت المواضيع المعنية بالمرأة والقوة والجمال وأظهرت الخامات الخشبية والحجرية ببهاء كبير.

المنحوتات التي تجاوز عددها الخمسين عملا نحتيا جاءت متنوعة فمنها ما كان أقرب للنصبي أو ذي قاعدة ارتكاز ومنها ما كان أقرب للروليف واللوحة النافرة مع مجموعة من البورتريهات الأنثوية حيث جاءت المنحوتات بخامتي الخشب والحجر من عدة أنواع بما يخدم الموضوع وبأساليب تراوحت بين الواقعي و الواقعي التعبيري والتجريدي مع زخم كبير بالرموز مثل الثور والنسر والسمكة والمرأة فكانت الأعمال احتفاء بالجمال والأسطورة والقوة والشموخ.

وعن المعرض قال النحات بعجانو في تصريح لـ سانا: إنه “يأتي بعد انقطاع عن إقامة معرض فردي لمدة عشر سنوات فجاءت أعمالي المعروضة متنوعة من حيث الخامات والأحجام والمواضيع والأساليب ليطلع الجمهور على مجمل ما أنتجته خلالها” مبينا أن اختياره لخامة الخشب يأتي لقربها من الإنسان ولما تعطيه للمشاهد من إحساس بالارتياح مع المحافظة على الأسلوبية الخاصة التي يعتمدها.

وتابع بعجانو: إن الأعمال المشغولة من خامة الحجر تنوعت بين الرخام والبازلت والغرانيت والحجر الرملي والحجر الأخضر وكل خامة أعطيت لها خصوصيتها وروحها بالأسلوب والتقنية لافتا إلى أن محبة العمل هي أساس النحت مهما كانت الخامة التي يتعامل معها النحات.

وأوضح بعجانو أن أعماله تنتمي لتاريخ سورية والمنطقة وهذا جاء نتيجة دراسة وبحث دام لسنوات إلى جانب عمله في المتحف الوطني باللاذقية ما مكنه من التقاط المفردات والرموز السورية القديمة للعمل على إعادة وصل النحت المعاصر بالقديم مشيرا إلى أن عمل النحات السوري هو امتداد للنحت السوري القديم.

ولفت بعجانو إلى أن النحاتين السوريين هم أهم النحاتين العرب اليوم بما يمتلكونه من قدرة فنية والتصاق بالحضارة القديمة وما ينقصهم هو الدعم ليستمروا في تقديم النتاج الفني المهم ويتطوروا أكثر مشيرا إلى أن النحت السوري يمتلك هوية فنية وثقافية خاصة به رغم بعض المحاولات التي تمول من الخارج لحرف التوجه نحو الأساليب المنتمية لثقافة العولمة.

وعبر ابن محافظة اللاذقية عن تفاؤله بمستقبل النحت السوري الذي يمتلك كل مقومات العالمية إذا ما توفرت له الإمكانات والدعم اللازم خاصة مع ما نتعرض له من ظروف صعبة في تأمين مستلزمات العمل الفني من أدوات وصولا إلى العرض اللائق للأعمال في صالات احترافية بتجهيزات مناسبة مبينا أن العرض مهم دائماً للنحات وخاصة بين المحافظات المختلفة للتعريف بنتاجه الفني لجمهور التشكيل.

من جهته النحات أكثم عبد الحميد قال: إن النحات بعجانو تجاوز مرحلة التعريف بأعماله منذ زمن ووصل إلى مرحلة إنتاج منحوتات خاصة به عبر الأسلوب والتقنيات فامتلك اسما وشخصية فريدة في الحركة التشكيلية السورية المعاصرة وله بصمات واضحة في النحت السوري من خلال استفادته من التراث القديم لحضارتنا مضيفا إن الأعمال المعروضة التي تنتمي لعشر سنوات هي من ذات الخط الذي يلتزمه النحات منذ بداياته.

وأوضح عبد الحميد أن الأعمال المعروضة حملت تطورا تقنيا في الاختزال والمساحات وبساطة التكوين وهذا دليل الخبرة الطويلة للنحات بعجانو لافتا إلى أن النحات يأخذ رموزه من الأسطورة السورية القديمة ويعيد صياغتها برؤيته الفنية الخاصة.

بدوره رأى النحات والناقد التشكيلي غازي عانا أن النحات بعجانو اجتهد على تقديم أعمال مميزة تقنيا وأسلوبيا من خلال الاهتمام بالثقافة وهذا يظهر بوضوح في منحوتاته التي تنتمي للحضارة السورية إلى جانب قدرته على محاكاة الأسطورة القديمة فهو قادر على صياغة أسطورته الخاصة لانتمائه لبيئته الغنية بالآثار القديمة والفنون الجميلة مبينا أن منحوتات بعجانو تحمل تأثير الأداة بشكل واضح ما يجعلها أكثر صدقا وتواصلا بينها و بين المشاهد.

والنحات محمد بعجانو من مواليد اللاذقية عام 1956 خريج كلية الفنون الجميلة قسم النحت عام 1980 وعمل مدرسا لمادة الفنون في معهد اعداد المدرسين باللاذقية وله العديد من المشاركات في ملتقيات نحتية داخلية وخارجية ومعارض فنية فردية وجماعية وأعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية وضمن مجموعات خاصة داخل سورية وخارجها.

محمد سمير طحان