الشريط الإخباري

التنظيمات الإرهابية تجند الأطفال.. طفلان من حلب يتحدثان عن جرائم “داعش” و”جبهة النصرة”-فيديو

دمشق-سانا

من “داعش” إلى “جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية تختلف المسميات فقط لتتطابق في فكرها التكفيري وجرائمها لتتصدر جريمة تجنيد الأطفال وإشراكهم في الأعمال الإرهابية قائمة طويلة من الجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين قاطبة.

سانا التقت بنماذج من هؤلاء الأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل الإرهابيين حيث رووا المعاناة والصعوبات التي عاشوها تحت مظلة التنظيمات الإرهابية وإجبارهم على التقيد بأوامرهم التي قد تصل إلى حد قطع الرؤوس كما يؤكد الطفل إبراهيم نجم النزال ذو الأربعة عشر ربيعا في منطقة دير حافر بمحافظة حلب.

تنظيم داعش الإرهابي احتجز الأطفال كباقي أهالي دير حافر وقام خلالها بتعذيبهم حيث كانوا يدفعونهم في السيارات المفخخة لتفجيرها

ويقول الطفل النزال بحزن بالغ “تنظيم داعش الإرهابي احتجزني كباقي أهالي دير حافر لأكثر من 3 سنوات قام خلالها بتعذيب الأطفال حيث كانوا يدفعونهم في السيارات المفخخة لتفجيرها فيما أجبرت النساء على ارتداء اللباس الأسود حصرا كما خضع الرجال لتعذيب من نوع آخر عبر حفر الأنفاق وزرع الألغام علما أن تنظيم “داعش” الإرهابي لم يسمح لأحد بالخروج من المنطقة”.

ويضيف النزال “كل من يتجرأ على مخالفة تعليمات الإرهابيين وأوامرهم اللاإنسانية يكون مصيره الذبح أو قطع الرأس أمام مرأى ومسمع الناس كلهم بما فيهم الأطفال إلى أن دخل الجيش العربي السوري للمنطقة وتم تخلصينا من قبضتهم وحمانا وأخرجنا من ظلمهم”.

الإرهابيون مدعو الإسلام سلبوا الأهالي الأمن والأمان ونشروا الجوع والقهر والخوف بينهم

بدوره يشير والد الطفل ابراهيم نجم النزال إلى أن المعاناة التي عاشوها تحت وطأة الحصار لا يمكن وصفها فـ “الإرهابيون مدعو الإسلام سلبونا الأمن والامان ونشروا الجوع والقهر والخوف بيننا… كنا مجبرين على لباس التنظيم ومنعونا من استخدام التلفاز وأجهزة الاتصالات وممارسة حياتنا الطبيعية”.

في حين يقول الطفل يحيى الأخرس من حي بستان الباشا في حلب إن “التنظيمات الإرهابية من جبهة النصرة وحركة نور الدين الزنكي وأحرار الشام وغيرها كانت تستخدم الأطفال في عمليات التفجير والتفخيخ وتسهب في غسل أدمغتهم بأفكارهم التكفيرية السوداء طيلة أكثر من 5 سنوات كما أجبروهم على نقل المواد الغذائية عبر الأنفاق” متحدثا عن “الأفعال الإجرامية التي ارتكبها الإرهابيون تجاههم في المنطقة من حرق للمنازل والسيارات والممتلكات ونهب الأموال”.

التنظيمات الإرهابية نهبت الممتلكات وأخرجت السكان من منازلهم بقوة السلاح واحتلتها

من جانبها أكدت والدة الطفل يحيى رويدة أنهم “كانوا يعيشون حياة آمنة قبل دخول التنظيمات الإرهابية إلى منطقتهم التي بات يسيطر عليها الخوف والرعب لدى دخولهم لها كما انعدمت الحرية وحق الرأي” مشيرة إلى أن التنظيمات الإرهابية نهبت منازلهم وممتلكاتهم وأخرجتهم من منازلهم بقوة السلاح واحتلتها كما انتشرت ظاهرة الخطف خلال تلك الفترة”.

رغم كل المعاناة التي كابدوها مع الإرهابيين والفترة المظلمة التي مروا بها يتمسك أهالي الأطفال بحقهم في الرجوع إلى مناطقهم شاكرين جهود الجيش العربي السوري الذي يقدم التضحيات في سبيل تطهير سورية من دنس الإرهاب.

وعن التخفيف من الآثار النفسية للأطفال الذين عايشوا إرهاب المجموعات الإرهابية يقول شادي ليان جوجو مسؤول الشؤون الإنسانية في هيئة مار أفرام السرياني البطريركية بمنطقة الزبداني إن “الهيئة عملت على إقامة اجتماعات وحفلات ووجبات طعام وتعارف بين الأطفال وإعطائهم الأمل بالجانب المضيء في الحياة وتعليمهم الرسم والموسيقا واخراجهم من الجو المرعب الذي تشكل في اذهانهم من ممارسات الإرهابيين التي شاهدوها أمام أعينهم من قتل وتنكيل بالمواطنين”.

ويضيف جوجو إن “الهيئة لديها عدة مشاريع لإعادة الأطفال إلى المدارس بالتعاون مع اهاليهم وإدخالهم في الصفوف المتقدمة عبر برامج مكثفة إضافة إلى المشاريع التي تستهدف العائلات المهجرة بغية ايجاد فرص عمل ودخل ثابت لها يساعدها على تامين احتياجاتها اليومية وذلك عبر تدريب النساء على عدة مهن كالخياطة والصوف والتريكو ومشاريع فنية يدوية وتعليم اللغات”.

وتبقى أمنيات الطفلين “النزال” و”الأخرس” في الرجوع إلى مقاعد الدراسة واللعب والتمتع بحياة طفولية تناسب أعمارهم وتبني مستقبلا لطموحاتهم بذرة لا يمكن لأي إرهابي في العالم أن ينزعها من قلوبهم مهما حاولوا تشويه طفولتهم وتعويدهم على الاجرام والقتل لأن الطفولة بداخلهم أقوى من طغيانه.