الشريط الإخباري

التقنيات السردية في السينما ضمن سلسلة الفن السابع

دمشق-سانا

عملت الكاتبة جينيفر فان سيجيل من خلال كتاب “التقنيات السردية في السينما” الذي يعد من الكتب التقنية في الفن السابع على تجميع وتطبيق الممارسات التي لجأ اليها العديد من السينمائيين وكتاب السيناريو للتعبير عن أفكارهم حيث تصبح الصورة والتقنيات الاخرى رديفا للحوار ان لم تكن بديلا منه.

والكتاب حسب مترجمه زياد خاشوق ليس للمطالعة العادية بل للدراسة والتعمق حيث يضم 15 فصلا اختص كل منها بناحية معينة مقرونا بامثلة مدعمة بالصور التوضيحية وبمقتطفات من السيناريوهات حيث تناول مئة تقنية غير حوارية ليكون بمثابة الموسوعة في السرد السينمائي معززة بالشواهد والامثلة المستقاة من اشهر مشاهد الأفلام في تاريخ السينما.

واستعرض الكتاب السرد السينمائي فخلال السنوات العشرين الاولى من عمر الشاشة الذهبية كانت الحكاية تروى بواسطة الصورة وحدها وكانت وسائل السرد الوحيدة تتمثل في وضعية الكاميرا والاضاءة والتشكيل والحركة والمونتاج.

ومع دخول الصوت إلى السينما عام 1926 ظهرت في الفيلم الحوارات والاصوات الخارجية فالحوار كان مستقى من الادب في الروايات والمسرحيات حيث انقسمت الآراء إزاء دخول الصوت بين بعض المتشددين الذين أبدوا استياءهم من ذلك بينما وصفه آخرون بالتطور الحميد ليتحولا إلى ما يشبه نظامين مختلفين في السرد تحت تصرف كتاب السيناريو والمخرجين حتى هذه اللحظة.

ويبين الكتاب أنه رغم ظهور أدوات سردية مستقاة من الادب حيث برز المخرج وودي الن كأحد اكثر المخرجين ارتباطا بالادب فقد تابعت التجديدات السينمائية المحضة تطورها لتفسح التقنيات السينمائية المجال للتعبير عن أنواع مخصصة بما يتناسب مع أفلام الحركة وأفلام الرعب والأفلام السوداء والدراما النفسية والتشويق.

ولفتت مؤلفة الكتاب إلى أن الكتب التي بحثت في الكتابة السينمائية قليلة نوعا ما وظل التركيز مقتصرا على طريقة رواية القصة موضحة أن السرد السينمائي كان واضحا في بعض الأفلام الا انه بقي مستترا وضمنيا في أفلام اخرى كثيرة لكنه ظل يتلاعب بانفعالات المشاهدين حيث يظهر لهم الشخصيات والاحداث.

وبينت المؤلفة أن السيناريو ليس سوى المدونة التمهيدية لقصة تروى بالسينما أي بواسطة الصور والصوت وينبغي أن يلبي السيناريو الجيد مطلبين هما وجود قصة جيدة وترجمتها الى لغة سينمائية مشيرة إلى أن الفيلم يختلف اختلافا كليا عن الرواية والقصة القصيرة لأنه يستوجب استخدام مجموعة من العناصر التقنية يفترض ان يقوم كاتب السيناريو باستثمارها.

وذكرت فان سيجيل أن العديد من الكتاب المبتدئين يهملون الامكانيات الابداعية في الفيلم ويهتمون بالحوارات على حساب السرد وبالتالي يهملون العناصر التي تسهم في كتابة سيناريو جيد اي كل ما يتيح للقارئ رؤية وسماع ما سيظهر على الشاشة.

وقدم الكتاب مقتطفات من السيناريوهات وأكثر من 500 صورة فوتوغرافية و76 من مقتطفات السيناريوهات الموجهة خصيصا لكتاب السيناريو والتي توضح الطريقة التي استطاع بها اساطين كتابة السيناريو تمثل السرد السينمائي دون الاضرار بالقراءة ودون الحلول محل المخرج.