انتشار الأسلحة الفردية يؤرق الأميركيين وإدارة ترامب تتجاهل

اوتاوا-سانا

يشهد المجتمع الاميركي بين الحين والآخر حوادث إطلاق نار في ظل استمرار قوانين التسلح الفردي الذي تشجعه السلطات الاميركية بحجة ما يسمى “الدفاع عن النفس” في حين عانت مدن أميركية خلال السنوات الماضية من العديد من الهجمات الدامية بأسلحة فردية ورشاشة استهدفت مدارس وجامعات وكنائس وغير ذلك سقط خلالها عشرات القتلى والمصابين.

العديد من الهجمات المسلحة في أميركا كانت أيضاً تكتسي بطابع عنصري تجاه الأجانب وفي مقدمتهم الأفارقة الذين يعانون من تمييز عنصري واستغلال كبيرين.

موقع غلوبال ريسيرتش الكندي أكد في مقال له اليوم في هذا الإطار أن السبب الجذري والجوهري للعنف الذي ينتشر في المجتمع الاميركي وتزايد حوادث اطلاق النار يعود إلى النظام الاجتماعي الرأسمالي في الولايات المتحدة القائم على الاستغلال المتزايد وعدم المساواة .

الموقع اعتبر أن حقيقة سهولة الحصول على الأسلحة حتى من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة تعد تعبيرا واضحا عن “اللاعقلانية” في المجتمع الأميركي فيما تشير الكثير من الدراسات والاحصائيات الأخرى إلى أن الولايات المتحدة تتصدر دول العالم من حيث عدد حوادث إطلاق النار وما ينتج عنها من ضحايا عدا عن مناطق الحروب والنزاعات الساخنة المختلفة في العالم.

وكان آخر حوادث إطلاق النار في الرابع عشر من الشهر الجاري عندما قتل 17 شخصاً وأصيب العشرات على يد شاب يبلغ من العمر 19 عاما حيث فتح نيران رشاش كان بحوزته من نوع  “ايه ار” في مدرسته الثانوية السابقة مارجورى ستونمان دوغلاس بمدينة باركلاند في ولاية فلوريدا ما أدى أيضا إلى إثارة حالة من الهلع الشديد.

وفي أعقاب الحادث دعا طلاب المدرسة التي شهدت حادث إطلاق نار إلى استصدار تشريع متشدد حيال امتلاك الأسلحة النارية في الولايات المتحدة في محاولة للضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذى يعتبر مؤيداً قويا لحيازة الأسلحة النارية في بلاده وبدلا من أن يعالج المشكلة دعا مؤخراً إلى تسليح المعلمين زاعماً أن تسليحهم قد يساعد على منع وقوع مجازر كتلك التي وقعت في مدرسة بولاية فلوريدا.

كما أقدم احد المتطرفين في اب الماضي بمدينة شارلوتسفيل على قتل امرأة شابة عندما دهس بسيارته حشدا كان يتظاهر ضد العنصرية فيما جاء رد الرئيس الأميركي على هذه الأعمال ضعيفاً إذ انه حمل المسؤولية للطرفين ما أثار موجة انتقادات واسعة لمساواته بين العنصريين والمناهضين لهم.

ويؤشر تزايد وتصاعد حوادث اطلاق النار في الولايات المتحدة إلى حجم الأزمات التي يعاني منها المجتمع الأميركي والتي تتفاقم بشكل مستمر في ظل استمرار السياسات الاجتماعية والثقافية للإدارات الأميركية المتعاقبة على مستوى الداخل الاميركي إضافة إلى السياسات الخارجية الداعمة للإرهاب والحروب وافتعال الأزمات والنزاعات على مستوى العالم.

انظر ايضاً

نواب أمريكيون يطالبون إدارة ترامب بالتراجع فوراً عن إجرائها بشأن حركة أنصار الله اليمنية

واشنطن-سانا دعا نواب أمريكيون إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى التراجع فوراً عن إجرائها …