الشريط الإخباري

أريج بوادقجي: الطفل بحاجة لمن يلامس واقعه ويبعده عن العنف

دمشق-سانا

أريج بوادقجي أديبة تكتب بموهبة عفوية ذهبت إلى الصغار لتزرع حقول الأمل في حياتهم بصفتهم المستقبل الوطني الأجمل.

عن الدوافع التي جعلتها تكتب للأطفال قالت: “الصغار هم أكثرنا صدقا وقربا من الحقيقة فهم يحكمون على الأشياء بعيدا عن كل مغريات عالم الكبار وغاياته وأنا لا أكتب لصغار السن فحسب بل لأصحاب القلوب الصغيرة الغضة لأعيد معهم اكتشاف العالم نفسياً ونطرح تجارب أخرى.

وتؤكد بوادقجي أن الكتابة للطفل تختلف عن غيرها من الآداب فهي لها خصوصيتها وذهنيتها معتبرة أن ليس كل كاتب قادر على الخوض في مغامرة الكتابة للأطفال لأنها مسؤولية كبيرة ملقاة على كاهله وكل كلمة إيجابية كانت أم سلبية ستترك أثرها في فكر الطفل وشخصيته وسلوكه.

وترى بوادقجي أن قصص الأطفال تمتاز عن غيرها من أجناس القصة بانها من السهل الممتنع وعليها أن تقدم فكرة تتسم بالجدية والتميز لكن بشرط أن تكون تربوية ومصاغة بلغة سليمة قوية وبنفس الوقت سلسة ومناسبة للشريحة العمرية المستهدفة.

كما على قصة الأطفال بحسب بوادقجي أن تكون جاذبة دون التطرق للأدوات المعتادة التي يستخدمها معظم الكتاب في عالم الكبار من الدين والسياسة والجنس كما عليها أن تطعم بشيء من الخيال لتصل إلى نتيجة أن الكتابة للأطفال مغامرة صعبة تسبر أدوات الكاتب ومدى صدقه الفني.

وعن أسماء كتاب الأطفال التي تلفت نظرها اليوم تذكر بوادقجي سلمى قريطم ومهند العاقوص في مجال القصة والدكتورة علياء الداية وسلام عيد في مجال القصة المترجمة أما في مجال الشعر فهناك بيان الصفدي وقحطان بيرقدار.

وعن تجنبها للبطولات والخوارق وتركيزها على الواقع في القصص التي تكتبها للأطفال قالت بوادقجي: “أرى أن الطفل في حاجة لمن يلامس واقعه ويشاركه التجربة والشعور والحل كما يحتاج لمن يخرجه من غربته في عالم باتت شخوصه من كرتون وأفلام وبرامج يطغى عليها الخيال والعنف واللاجدوى”.

ولا تجد أمين تحرير مجلة أسامة سابقا ضيرا بالنسبة لكاتب الأطفال في الاطلاع على الأدب العالمي المكتوب للطفل مع ضرورة أن يخلق لأعماله شخصية خاصة مستقاة من تجربته وفكره وبيئته المحلية.

وعن رأيها بتعامل المؤسسات الرسمية والخاصة مع أدب الأطفال توضح بوادقجي أنها من خلال تجربتها مع الهيئة السورية للكتاب لاحظت أن المؤسسات الرسمية تعمل ما بوسعها لتقديم منتج مميز بالشكل والمحتوى وتقدم إصدارات بعضها تنافس إنتاج شركات النشر الخاصة ولكن هذه الأخيرة برأيها ونتيجة للحرب على سورية تمنح الكاتب انتشارا عربيا وربما عالميا لامتلاكها أدوات الوصول إلى القارئ من خلال وضع خطط تسويقية وحرص هذه الدور على المشاركة بمعظم معارض الكتب العربية والدولية.

وتربط مؤلفة قصة راعي الحروف صعوبات وصول أدب الأطفال إلى أوسع شريحة ممكنة في سورية بمسألة التوزيع الذي يحتاج تحقيقه بصورة أفضل إلى تكاتف وتعاون عدة جهات هي على تماس مباشر مع الأطفال سواء أكانت تربوية أم اجتماعية أم إعلامية.

وعن الحاجة لإطلاق قنوات تلفزيونية سورية متخصصة بالأطفال قالت: “ظهرت في الآونة الأخيرة عدة قنوات للأطفال منها من يعتمد الأسلوب المسيس والممنهج والذي يهدف إلى بث أفكار واتجاهات معينة لا تنتمي لثقافتنا السورية ومنها ما يعتمد على أسلوب التخدير كقنوات أغاني الأطفال لذلك نحن بحاجة لبديل هادف لتنمية الطفل معرفيا وتربويا وفكريا” معربة عن اعتقادها أن هذا المشروع يحتاج لإمكانيات ضخمة.

بوادقجي التي عملت لأعوام عديدة في التنمية المجتمعية عبر الإعلام وصلت إلى قناعة أن أطفالنا هم الأولى بالاهتمام وأن إهمالهم سيجعلنا بلا مستقبل معتبرة أن العمل معهم ولأجلهم هو لب العمل التنموي وقلبه.

يشار إلى أن أريج بوادقجي كاتبة قصة وسيناريو للأطفال عملت أمين تحرير لمجلة أسامة ما بين عامي 2014و 2018 نشرت في عدة مجلات ودور نشر
سورية وعربية وعملت في مجال الصحافة الثقافية والتنمية منذ عام 2007.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

ترجمة مجموعة من قصص كاتبة الأطفال أريج بوادقجي إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية

دمشق-سانا استطاعت الكاتبة أريج بوادقجي أن تخطو خطوات ثابتة في عالم أدب الطفل من خلال …