الشريط الإخباري

جمال الفطرية الفنية في لوحات شلبية ابراهيم-فيديو

دمشق-سانا

توافد جمهور الفن التشكيلي إلى المركز الوطني للفنون البصرية لرؤية أعمال الفنانة التشكيلية شلبية ابراهيم بما تحمله من فطرية فنية وفرح يغسل روح المشاهد من التعب رغم انهمار عدد كبير من القذائف الإرهابية على مختلف المناطق في دمشق.

المعرض الذي احتفى بمسيرة الفنانة السورية المصرية ضم حوالي سبعين عملا تنوعت احجامها بين الكبير والمتوسط وكان أغلبها بالوان مائية على ورق بالإضافة إلى الرسم على الحرير والقماش بتقنيات الاكريليك والزيتي مستخدمة أسلوبا تعبيريا فطريا متناغما ومدروسا ركزت فيها على الأنثى وحالاتها الإنسانية المتعددة إلى جانب عدد كبير من الرموز مثل الورد والحصان والسمك.

وعن عودتها لعرض أعمالها بعد توقف لسنوات قالت الفنانة ابراهيم في تصريح لـ سانا: “أقدم أعمالي لجمهور دمشق كي أقول أن سورية لا تزال بخير ومستمرة في العطاء وناسها يمتلكون الفكر والفن وأني لم أتوقف عن الرسم طيلة السنوات الماضية”.

وأوضحت ابراهيم أن حالة الرسم تنتابها لفترات تكون خلالها منكبة على إنجاز عدد كبير من الأعمال فتدخل عالم الفن وتنعزل عن المحيط لتعود بعدها لحياتها الطبيعية بانتظار حالة وجد فني جديدة.

وبينت ابراهيم أن كل أنثى موجودة في لوحاتها ومن حولها الورود هي رمز “للشام” كما أن لمصر الأم أعمالا تعبر عنها من خلال البورتريه لافتة إلى أن كلا من مصر وسورية بمثابة الأم بالنسبة لها مع اختلاف العطاء الذي أخذته من كليهما.

وبينت ابراهيم أن التعامل مع الألوان المائية من أصعب أنواع التقنيات الفنية ولا يتجرأ على التعامل معها إلا القليل من الفنانين أما الرسم على الحرير والاكريليك والزيتي فهو تقنيات مكملة لأعمالها الفنية.

وحول الأمل والفرح الذي ينبع من لوحاتها قالت زوجة الفنان الراحل نذير نبعة: “حاولت أن أرسم ما يعبر عن الحرب ولكني لم أستطع لما تحمله من قسوة فوجدت نفسي متجهة نحو الجمال والفرح والخير وفضلت في ذلك اللوحات ذات الحجم الكبير لأنها تمكن الفنان من تملك العمل بشكل أفضل” مبينة أن قلة معارضها جاءت نتيجة لما تتعرض له سورية من حرب ودمار.

وأكدت ابراهيم أن الفن حضارة وعلم وطالما الفنان يرسم والكاتب يقدم نتاجه الأدبي فهذا يعتبر رسالة قوية بأن الحياة ما زالت مستمرة لافتة إلى أن المعرض هدية لسورية ولأهلها وعربون محبة لبلد عاشت فيه طويلا.

الدكتور غياث الأخرس رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للفنون البصرية قال في تصريح مماثل: “منذ افتتاح المركز سعينا لاستضافة أعمال الفنانة شلبية وأعمالها تتميز بالفرادة كونها بدأت الرسم بفطرية عندما كانت طفلة في الريف المصري ليكبر الرسم معها دون أن يغير وجهه الفطري”.

ولفت الأخرس إلى أن لوحات الفنانة شلبية لا تشبه بعضها كما أن لوحاتها تتسم بطريقة رسمها مع الألوان المائية وتمازج السلام والشقاء بين اللون والخط بفطرية موجزة حيث تعطي زهد المضمون مع تحميلها للتفاصيل في لوحاتها أكثر من معنى واصفا هذا المعرض بأنه من أجمل الفعاليات التشكيلية التي استضافها المركز منذ افتتاحه.

بدوره قال التشكيلي أحمد أبو زينة: “ما تقدمه الفنانة شلبية مهم جدا فهي استطاعت خلال حياتها أن تكون مركزة على أسلوب فني خاص للتعبير عن فكرها من أعمال تبهر الجميع في الأشكال والوجوه والشخوص التي تحمل البراءة والجمال والحركة الطفولية ومعاني كثيرة قلة من الفنانين تناولونها بهذا الجمال الفطري”.

من جهته الناقد عمار حسن قال: “تجربة الفنانة شلبية تنتمي للفن الفطري وإن كنت لست مع هذه التسمية فالفن يجب أن يكون دائما تلقائيا وعفويا وانفعاليا وصادقا معا ويستقي تفاصيله من الأساطير والتراث الشعبي والحكايات والفنانة شلبية تقص عبر لوحاتها حكاياتها مستخدمة العديد من الرموز كالطيور والأحصنة والزهور والسمك وبعضها مشترك مع لوحات زوجها الراحل”.

والفنانة شلبية ابراهيم من مواليد عام 1944 في المنوفية بمصر درست الفن دراسة خاصة وبدأت الرسم عام 1961 ولفتت الانتباه إلى أسلوبها الفطري وموضوعها المستمد من الحياة الريفية والشعبية ومارست الرسم بتقنية المائي لتنتقل بعدها إلى تقنيات أخرى دون أن تترك تقنيتها الفنية الأساسية وهي متفرغة للعمل الفني وأعمالها مقتناة من قبل وزارة الثقافة “المتحف الوطني بدمشق” وضمن مجموعات خاصة وشاركت خلال العقود الثلاثة الأخيرة بمعارض جماعية داخل سورية وخارجها إلى جانب معارضها الفردية.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

معرض فني منفرد للفنانة جيهان حجة في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق

دمشق-سانا دون تعقيد أو تكلف وبدلالات رمزية بدأت بالمرأة وانتهت بالوطن، أقامت الفنانة جيهان حجة …