الشريط الإخباري

الخطاط عرابي أبو بكر.. لا حدود أمام الموهبة مع الإرادة والعمل-فيديو

اللاذقية-سانا

لم يكن الخطاط عرابي محمد أبو بكر عندما بدأ تعلم فن الخط العربي وهو في سن الـ 18 في وضع مادي يساعده على التدرب على أيدي الخطاطين أو اقتناء كراسات لتعليم الخط العربي لذلك كان يلجأ إلى دفتره المدرسي للتدرب.
الحلم الذي راود أبو بكر دفعه لاحقا لاقتناء كراس بخطوطه وأشكاله.. فتعلم رسم الخط وقواعده وطرق قد القصبة للكتابة ليضعه شغفه في واجهة الخطاطين بسورية بعد 28 عاما من التدرب المستمر والاطلاع على مختلف مدارس الخط العربي فاستحق جائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون عن العام 2016 التي تنظمها وزارة الثقافة.

وخلال لقاء مع سانا في مكتبه بجامعة تشرين حيث يعمل خطاطا قال أبو بكر: “الخط أحد أهم اهتماماتي الشخصية منذ الطفولة.. بدأت أتعلمه في وقت متأخر وبشكل شخصي وساعدني على ذلك كراس لتعليم الخط العربي وبعدها التحقت بمعهد الثقافة الشعبية بحلب وتعلمت منه مبادئ خطي الرقعة والديواني.. وانتسبت بعدها إلى معهد الفنون التطبيقية الذي مكنني من تطوير موهبتي وقدراتي في مختلف أنواع الخطوط “.

ويستذكر أبو بكر رفض بعض الخطاطين قد قصبة الكتابة له بشكل مناسب للخط معتبرا أنها كانت حافزا له للاستمرار وطلب التعلم والاعتماد على نفسه مؤكدا ضرورة المحافظة على هذا التراث ونشره وعدم إخفاء أي معلومة عن المهتمين ليبقى حيا.

ودعا أبو بكر كل من عنده موهبة إلى السعي لصقلها وتنميتها والإبقاء على الرغبة والدافع مهما تقدم من العمر وبالنسبة للمتدرب على الخط يجب أن يبدأ التعلم بخط الرقعة لأنه أقرب إلى خط الكتابة ثم حسب موهبة الشخص وميوله باتجاه أي من الخطوط العربية الأساسية وهي “الرقعة والديواني وجلى الديواني والإجازة والنسخ والثلث والثلث الجلي والتعليق والتعليق الجلي والكوفي”.

ويحتاج الخطاط بحسب أبو بكر إلى أن يكون لديه إلمام بهذه الخطوط والإبداع باثنين منها.

ورغم مشاركته في عدد من المعارض الدولية والعربية واقتناء لوحاته في كل من إيران والعراق ومصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة إلا أن فوزه بجائزة الدولة التشجيعية هو الأغلى على قلبه رغم أنه جاء مصادفة لأنه حصد من خلالها نتيجة جده وتعبه.

ويعمل الخطاط أبو بكر حاليا على كتابة المصحف الكريم بخط النسخ الكلاسيكي على ورق حرير بأبعاد “متر واحد و70 سنتيمترا” مشيرا إلى أنه انتقل بكتابة الخط إلى الفن كاملا بعيدا عن المهنة وله كتاب قيد الطبع من قبل وزارة الثقافة بعنوان بدائع الخطاطين الذي يضمنه كراسات لتعليم الخط العربي للمهتمين.

ورغم أن الاهتمام بالخط العربي في حدوده الدنيا في الوقت الحالي برأي أبو بكر إلا أنه يصف مستوى الحركة الخطية في سورية “بالممتازة على الصعيد العالمي” حيث أن معظم الجوائز يحصدها السوريون في المسابقات العربية والعالمية وأغلبهم من مدينتي حلب ودمشق.

ويطالب أبو بكر بتخصيص حصة درسية للخط العربي في المدارس أسوة بباقي الفنون وتشجيع وزارة الأوقاف للخطاطين على كتابة القرآن الكريم والمطبوعات الإسلامية وإحداث نقابة للخطاطين تعنى بشؤونهم إضافة إلى اهتمام وزارة الإعلام وتسليط الضوء على هذا المجال.

وللخطاط أبو بكر مشاركات في سورية وخارجها واقتنت وزارة الثقافة عددا من لوحاته وفي عدة دول له مشاركات في 3 معارض ففي سورية معرضان منها في مركز الفنون التشكيلية بحلب عامي 2005 و2006 وآخر في جامعة حلب عام 2008 معربا عن أمله بأن تسنح له الفرصة لإقامة معرض في جامعة تشرين وأن تنظم وزارة الثقافة معارض دورية خاصة بهذا الفن حتى يتعرف الخطاطون على تجارب بعضهم أكثر.

وعرابي أبو بكر عضو جمعية العاديات السورية والجمعية المصرية للخط العربي وله مؤلفات ودراسات متعددة عن الخط العربي.