الشريط الإخباري

مونديال 2022 في قطر… ملف حافل بالفساد وانتهاكات حقوق الإنسان

دمشق-سانا

صفقات سرية .. فساد وانتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان وسائل اعتمدت عليها مشيخة قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في محاولة منها للظهور على الساحة الاقليمية والدولية ولعب دور أكبر من حجمها.

فضائح الفساد المتعلقة بمونديال 2022 تلاحق مشيخة قطر منذ عام 2010 وحتى قبل حصولها على حق استضافته حيث فضحت وسائل إعلام عدة ممارسات الفساد التي قام بها نظام آل ثاني وتقديمه الرشاوى من أجل تنظيم هذا الحدث الرياضي المهم.

الغارديان البريطانية كشفت أن مشيخة قطر عقدت صفقة سرية مع الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم

صحف أجنبية عدة بما فيها الغارديان البريطانية كشفت أن مشيخة قطر عقدت صفقة سرية مع الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” سيب بلاتر تضمنت بقاءه في منصبه مقابل عدم حرمان الدويلة الخليجية من حق استضافة مونديال 2022 .

وعادت صحيفة ديلي ميل البريطانية هذا الاسبوع لكشف أسرار جديدة عن صفقة استضافة مشيخة قطر للمونديال وكان فيها بلاتر المتهم الرئيسي عبر حصوله على رشوى لمنح قطر حق تنظيم المونديال.

ونشرت الصحيفة تفاصيل كتاب جديد أعدته الكاتبة الأسترالية بونيتا ميرسياديس التي كانت أحد أعضاء وفد أستراليا للحصول على حق تنظيم المونديال وقادت مجموعة من الدعاوى القضائية ضد بلاتر.

وتضمن الكتاب نص مقابلة اجريت مع بلاتر الذي كشف معلومات جديدة حول ملف تنظيم المونديال حيث أكد أنه كان يشعر بقلق بالغ من الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي والقطري محمد بن همام الذي كان يسعى للوصول إلى منصب رئيس الفيفا باي شكل من الأشكال.

بلاتر عقد صفقة باهظة مع شبكة “بي أن سبورت” القطرية مقابل حصوله على وعد بتراجع بن همام عن أي نوايا لتولي رئاسة الفيفا

وأوضح بلاتر أنه عقد صفقة باهظة مع شبكة “بي أن سبورت” القطرية مقابل حصوله على وعد بتراجع بن همام عن أي نوايا لتولي رئاسة الفيفا كما كشف بلاتر ان مأدبة غداء جمعت أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي غيرت مسار التصويت ومنحت مشيخة قطر تنظيم المونديال.

الكتاب الجديد أشار إلى أن بلاتر كان على علم مسبق بفوز مشيخة قطر بتنظيم المونديال قبل التصويت بأيام كما علم بخسارة الولايات المتحدة واتصل هاتفيا حينها بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وابلغه بالخسارة.

المطالبات بسحب استضافة مشيخة قطر للمونديال تعالت منذ عام 2010 مع تكشف الفضائح المتعلقة برشاوى دفعتها لتحقيق هذا الهدف إلى جانب انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها بحق العاملين في بناء منشآت المونديال حيث كشفت عدة تقارير مقتل عشرات العمال نتيجة فرض السلطات القطرية شروطا قاسية عليهم منها العمل في درجات حرارة عالية وعدم توفير البيئة المناسبة للعمل دون أخذ أي اعتبار لحياتهم في ظل استهتار كامل بحقوقهم الأساسية.

المنظمات الدولية أدانت ممارسات سلطات النظام القطري بحق العمال الأجانب

المنظمات الدولية أدانت ممارسات سلطات النظام القطري بحق العمال الاجانب حيث اكد المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق المهاجرين فرنسوا كريبو وجود انتهاكات لحقوق الإنسان في مشيخة قطر يتعرض لها العديد من العمال الوافدين في مواقع العمل معرباً عن قلقه إزاء مستوى الحوادث التي تحدث في مواقع البناء وظروف العمل الخطرة التي تؤدي إلى الإصابة أو الموت وأوضح كريبو أن بعض العمال الوافدين إلى مشيخة قطر لا يحصلون على رواتبهم أو يتقاضون رواتب وأجوراً أقل من المتفق عليها مطالبا السلطات القطرية بتعديل قانون الكفالة الذي يتم تجاوزه عبر الممارسة غير القانونية عن طريق حجز الكفلاء لجوازات او وثائق سفر مكفوليهم.

وحول تفاصيل انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها العمال الأجانب في مشيخة قطر كشفت صحيفة الغارديان ان الانتهاكات تشمل عدم انتظام دفع الأجور أو تخفيضها ومصادرة جوازات السفر إضافة إلى دفع أجر أقل من المتفق عليه عندما تم الاتفاق مع العمال في بلدانهم الأصلية كما تحدث العمال عن سياسة الترهيب والتهديد بالاعتقال أو الترحيل إذا خرجوا عن الخط المرسوم لهم من قبل إدارة الشركة وفي تقرير لها انتقدت منظمة العفو الدولية بشدة استغلال العمال الأجانب في مشيخة قطر على الرغم من الإصلاحات التي تعهدت المشيخة بتنفيذها بعد فوزها بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم موضحة أن الإجراءات التي اتخذتها الدوحة لا تعدو كونها “مجرد ترقيع”.

لا تزال عمليات استغلال العمال مستمرة حيث توقع اتحاد النقابات الدولي أن يلفظ آلاف العمال أنفاسهم الأخيرة في حظائر العمل

ولا تزال عمليات استغلال العمال هذه مستمرة حيث توقع اتحاد النقابات الدولي “ايتوك” أن “يلفظ آلاف العمال أنفاسهم الأخيرة في حظائر العمل اليومي الشاق في مشيخة قطر بحلول كأس العالم 2022” بينما كشفت صحيفة ديلي ميرور البريطانية في تحقيق سابق لها أن النظام القطري متهم بإجبار 1200 شخص على العمل حتى الموت من أجل التجهيز لكأس العالم.

ويشكل عدد ضحايا مونديال قطر من العمال أكبر نسبة وفيات في تاريخ البطولات الرياضية حيث شهدت بطولة أولمبياد لندن وفاة عامل واحد فقط أثناء التحضير لها وفي اولمبياد فانكوفر عام 2010 قتل عامل واحد أيضا اما مونديال جنوب أفريقيا فقد شهد حالتي وفاة .

العمال يعانون في مشيخة قطر من أزمات بالجملة خاصة أن النظام القطري يستقطب مجموعات كبيرة من دول شرق آسيا

ويعاني العمال في مشيخة قطر من أزمات بالجملة خاصة أن النظام القطري يستقطب مجموعات كبيرة من دول شرق آسيا وفي مقدمتها بنغلادش والهند وباكستان لكنهم يتعرضون لظروف غاية في الصعوبة.

وبين فساد نظام آل ثاني واستهتاره بحقوق الإنسان من جهة وتغاضي الدول المرتبطة معه بمصالح اقتصادية وتجارية عن جرائمه من جهة أخرى تتلاشى في قطر قيم المحبة والإسانية التي من المفترض أن يحملها حدث مهم مثل بطولة كاس العالم لكرة القدم ليحل محلها مونديال غارق في الفساد ودم الأبرياء.