الشريط الإخباري

(الأرض القديمة وقصص أخرى).. الأعمال الكاملة لناظم مهنا

دمشق-سانا

صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب الأعمال القصصية الكاملة للكاتب ناظم مهنا وهي عبارة عن ست مجموعات قصصية دمجت في مجلد واحد تحت عنوان (الأرض القديمة وقصص أخرى).

والمجموعات هي حراس العالم – مملكة التلال – الأرض القديمة – منازل صفراء ضاحكة – العبور في الظلام – حيث يتضح من هذه المجموعات وتسلسلها الزمني المسار التطوري للكاتب مهنا منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ويسبح الكاتب مهنا في قصصه في فضاء الأمكنة متجاوزا الزمن ليأخذنا إلى ممالك ومدن غابرة كاشفا عن حكايات عمرها آلاف السنين نافخا فيها من روحه ليحييها كما في قصة أبناء الملوك التي تتحدث عن امرأة من عامة الناس من قرية فينيقية تسمى زاما ترفض الزواج من أمير مملكة سيانو من أجل حبيبها وما زالت قريتا زاما وسيانو في محافظة اللاذقية حتى اليوم تشهدان على هذه القصة.

والكاتب مهنا مزيج من القدامة والحداثة فكأنه ذلك المخرج الذي يجري عملية تبادل الأدوار بين الماضي والمعاصر فينقب في أعماق التاريخ عن شخصيات يونانية وتوراتية وفينيقية وآرامية وآشورية ليعيد إخراجها بحلة حديثة ليأخذ القارئ منها عبرا جديدة ففي قصة الكتاب يروي بطريقته تعلق الإنسان بالكتاب من خلال إنشاء مكتبة نينوى الآشورية من قبل الملك آشور بانيبال بعد استكمال المكتبة العملاقة في نينوى بأمر من آشور بانيبال جعلها تحتوي آلافا من الألواح.

ويبدو أن الكاتب مهنا لاعب ماهر في استحضار التاريخ فنجد قصصه مليئة بالشخصيات البارزة في التاريخ العربي كالمعري وأبي النواس وابن عربي وابن العميد والطبري وغيرهم.. مسبغا عليهم دلالات واقعية لكي تتناغم مع واقع الحال وبدا ذلك واضحا في مجموعته القصصية العبور في الظلام فيروي لنا على سبيل المثال في قصة قصيرة بعنوان النكبة الكبرى كيف كان ابن الأثير شاهدا على زحف هولاكو على الشرق.. شهد ابن الأثير مؤلف كتاب البداية والنهاية يوم زحف هولاكو على ديار المسلمين .. وعلق على ذلك الحدث الفادح “لقد بقيت عدة سنين معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها”.

والكاتب ناظم مهنا في مجرى أعماله القصصية متأرجح بين الواقعي والخيالي وبين الرمزي والسردي وبين العقلاني والأسطوري وبين واقع الحال والماضي القريب والبعيد ليقدم لنا شخصياته القصصية ورؤيته لهذا العالم الموغل في القدم واللامتناهي والذي كان الإنسان هو المخلوق الأكثر دهشة وإدهاشا فيه.

ويقع الكتاب في 480 صفحة من القطع الكبير وهو من إصدارات العام 2017.

يذكر أن الكاتب ناظم مهنا يعمل رئيسا لتحرير مجلة المعرفة الصادرة عن وزارة الثقافة وترأس وشارك في تأسيس عدد من المجلات الثقافية والاقتصادية منها مجلة ألف ومجلة كراس ومجلة الينابيع الثقافية ومجلة المشهد الاقتصادي.

بلال أحمد