الزبداني تنبض بالحياة.. والأهالي مصرون على إعادة الألق السياحي إلى مدينتهم- فيديو

ريف دمشق-سانا

لدى وصولك إلى مدينة الزبداني تتفاجأ بالحركة الموجودة فيها وحجم الأعمال الكبيرة المنفذة منذ استعادتها من قبل بواسل الجيش العربي السوري في 19-5-2017 فترى آليات تعمل هنا، وعمال هناك، ومحال تجارية استأنفت عملها، ونساء تتسوقن حاجياتهن، وطفل يركض، وآخر يقود دراجة صغيرة قديمة، سيارات قمامة وباصات النقل الداخلي بدأت تخدم المدينة.

الأهالي الذين اتعبتهم وانهكتهم الحرب رفضوا الانكسار وبدؤوا لملمة جراحهم والعمل بأقصى ما يملكون من جهد وبإمكانيات متواضعة لاستعادة الصورة الجميلة لتلك البلدة التي كانت واجهة دمشق السياحية.

سانا التقت بعض العائلات أثناء انهماك أفرادها بالعمل لإعادة ترميم وتأهيل بيوتهم المدمرة والمخربة نتيجة ممارسات التنظيمات الارهابية حيث أجمعوا على أن “العمل والمتابعة المستمرة من قبل محافظة ريف دمشق بالتعاون مع الأهالي أسهم في تحقيق هذه الصورة التي نراها للمدينة”، مشيرين إلى الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل الحكومة لإعادة تأهيل البنى التحتية وفتح الشوارع والطرقات وتعزيلها من مخلفات الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمؤسسات الحكومية والمنازل وصيانة وتركيب شبكات الهاتف والكهرباء والمياه التي كانت حافزا لعودة الكثير من الأهالي وبدء حياتهم من جديد.

فواز عز الدين رب لأسرة تتألف من أربعة أفراد تعرض منزله للدمار وبمجرد رجوعه إلى الزبداني باشر بإعادة الحياة لمنزله والأرض الزراعية المحيطة به حيث قام بتعزيلها وفلاحتها وزراعتها بأنواع مختلفة من الخضراوات الشتوية بمساعدة إحدى المنظمات.

وأكد فواز لمندوبة سانا أن المنزل كان غير صالح للسكن مثل أغلب البيوت في المنطقة نظراً للخراب الكبير الذي لحق به جراء الإرهاب إلا أن تعاون الأهالي والمساعدة التي تلقاها من المحافظة وجهات أخرى والعمل المستمر مكنه من ترميم غرفتين مع منافعهما والسكن فيهما وقال: “إنه رغم عدم توفر السيولة والإمكانيات المادية إلا أن الأهالي سيتابعون العمل حتى يعود الألق السياحي إلى المدينة”.

وأشار عز الدين أن “الأهالي لا يعتمدون على مورد دخل واحد والأغلبية يعملون بالزراعة والتجارة والصناعة نظرا لصعوبة المعيشة بالوقت الحالي”.

عائلة أخرى منزلها يتألف من طابقين محاط بارض زراعية واسعة تعرض للحرق والدمار لكنها أصرت على العودة والسكن فيه قبل الانتهاء من تأهليه وتركيب الأبواب والنوافذ.

زياد عز الدين صاحب المنزل بين لمندوبة سانا إن “العمل كان صعباً في البداية كون الحريق كان كبيراً والتهم كل شيء.. لكن رغم ذلك بدأت مع عائلتي في إعادة ترميم البيت خطوة خطوة وتمكنا بعد ستة أشهر من إيصاله للوضع الحالي، وقبل الانتهاء من ترميه انتقلنا للعيش فيه ومتابعة العمل في الوقت نفسه” مضيفاً “كل الأعمال التي نفذت هي بمجهود شخصي ومساعدة الأهالي مع بعضهم”.

وأكد عز الدين أن الوضع تحسن كثيراً في الزبداني قياساً بالخراب الكبير الذي لحق بها وباتت الخدمات افضل ولا تزال ورشات المحافظة تعمل بكامل طاقتها لإعادة الحياة لطبيعتها في المدينة.

مواطنون آخرون كانوا يراقبون ما تقوم به آليات المحافظة من اعمال اكدوا ان وتائر اعادة الاعمار في المدينة تسير بخطا متسارعة وهناك جهود كبيرة تبذل من قبل الحكومة والأهالي لاعادة اعمار ما دمره الإرهاب بالسرعة الممكنة لتكون خلال الموسم السياحي القادم جاهزة لاستقبال السياح كما كانت.

هذا ما أكده محافظ ريف دمشق المهندس علاء منير ابراهيم أن “الأعمال ستكون منجزة بالكامل خلال الموسم السياحي القادم وستعود المدينة إلى زهوتها ونضارتها قريبا” مشيرا إلى أن العمل جار لترميم المنازل بمساعدة الاهالي وبعض المنظمات وخلال الفترة القريبة القادمة سيتم تبديل شبكة الصرف الصحي بالكامل اضافة إلى شق شوارع جديدة كانت ملحوظة في المخطط التنظيمي سابقا وتعبيدها مع الطرقات القديمة ما يسهم في اعادة الحياة للمنطقة التنظيمية الجديدة وفرصة لعودة كامل الأهالي واستئناف عجلة الحياة في المدينة مجددا.

رئيس المجلس البلدي في الزبداني المهندس باسل الدالاتي أشار إلى أنه منذ تحرير المدينة من التنظيمات الارهابية وحتى اليوم نفذت أعمال ضخمة في المدينة وهناك أكثر من عقد موقع مع شركات القطاع العام بينها عقد ترحيل وفتح الطرقات بقيمة /450/مليون ليرة تم الانتهاء منه قبل نهاية العام 2017 نفذته الشركة العامة للطرق والجسور وشركة المشاريع المائية.

وقال الدالاتي: “هناك عقود لتأهيل شبكة الكهرباء بقيمة مليار ليرة وعقود لصيانة شبكة المياه بنحو 650 مليون ليرة وجميع هذه المشاريع هي قيد العمل والانجاز وتم قطع أشواط كبيرة” إضافة إلى أن العمل جار لتعزيل وصيانة حرم مجرى نهر يخترق مدينة الزبداني من شمالها إلى جنوبها ويمر ضمن الأراضي الزراعية والأحياء التنظيمية هدم وردم بشكل كامل من قبل التنظيمات الارهابية لاستخدامه كمعبر بتكلفة تصل إلى نحو 50 مليون ليرة .

وبشأن الطرقات لفت رئيس المجلس البلدي إلى أن أطوالها تبلغ نحو 10 كيلومترات داخل المدينة وباتت مفتوحة بالكامل حتى الدخلات الصغيرة أهلت وهي قيد الاستثمار وتمت إزالة جميع الردميات .

وكانت أعلنت محافظة ريف دمشق عودة أكثر من 1500 عائلة إلى مدينة الزبداني من أصل عشرة آلاف عائلة مشيرة إلى توقيع ثلاثة عقود بين مجلس المدينة ومؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية لتأهيل وصيانة مدخل الزبداني الجنوبي والشرقي بقيمة 85 مليون ليرة وإزالة الأبنية الآيلة للسقوط والتي لا تحقق السلامة الإنشائية بقيمة 65 مليون ليرة وتأهيل المجمع الحكومي بقيمة 113 مليون ليرة ليتسنى لجميع الدوائر الحكومية العودة إلى المدينة واستئناف نشاطها.

سفيرة اسماعيل

انظر ايضاً

افتتاح كنيسة رقاد السيدة العذراء في الزبداني بعد ترميمها – فيديو

ريف دمشق-سانا افتتح بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر ورئيس دائرة العلاقات الخارجية …