الشريط الإخباري

فنانو اللاذقية يحلقون في فضاء فني منوع

اللاذقية-سانا

تنوعت الطروحات الفنية التي قدمها فنانو اللاذقية في معرضهم السنوي الذي أطلقه فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في المحافظة بصالة الباسل للمعارض وسط المدينة والذي استقطب شريحة واسعة من المهتمين بالاطلاع على تجربة خمسين فنانا وفنانة تشكيليين من مختلف الأعمار وضعوا خلاصة تجربتهم بين أيدي الحضور بانتظار النقاش والتقييم.

رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية فريد رسلان قال في حديثه لنشرة سانا الثقافية إن غالبية الأعمال المشاركة في المعرض تتميز بجدتها وتنوع اساليبها الفنية واختلاف طروحاتها إضافة لوجود حالة من تلاقي جيلين من الشباب والمخضرمين ما يتيح المجال لتبادل الخبرات كما أن تفاعل الجمهور مع الاعمال عن قرب لفك رموزها الفنية جعل الإيجابية طاغية على الأجواء.

المرأة حضرت كعنصر أساسي لعدد كبير من أعمال الفنانين لكنها اختلفت في طريقة الطرح بين فنان وآخر فنجدها هادئة ومتأملة في لوحة عبد العزيز فريق ومبتهلة للسماء في عمل رسمية طايع لتحيط بها ضجة الألوان في عمل جورج كفا أما لينا شريقي ففضلت اعتماد الالهة الأم عشتار كبطل لعملها الذي يسلط الضوء على الحضارة الأوغاريتية التي أهدت العالم الأبجدية الأولى حيث بينت شريقي أنها احتفت في عملها بهذه التفاصيل من خلال توزع الظلال والنور في فضاء اللوحة للإضاءة على تاريخنا ودورنا في بناء الحضارة منذ الأزل.

الشغف في الوجوه والبورتريهات ظهر أيضا في المعرض فكل فنان حاول تناول البورتريه بأسلوب خاص به سواء من ناحية التقنية او الألوان لكن الفنانة رانية كرباج جسدته بطريقة تعبيرية فيها خروج عن الواقع معتبرة انها ابتعدت عن المثالية في ضربات الريشة مبرزة الإحساس في تقديم العمل وليس التجسيد الحرفي للتفاصيل.

أما رؤى حسن التي استخدمت الأحبار لتصميم عملها الذي يندرج في إطار الغرافيك محملة إياه الكثير من المجسمات والتفاصيل الدقيقة فلفتت إلى أن العمل يحتاج تأملا لفهمه واكتشاف تفاصيله خاصة أنه يضم أشكالا هندسية متنوعة جسدت الحب والفرح والجمال ونجد إلى جانبه لوحة الفنان تيسير رمضان الذي قدم ثنائية المراة والرجل ببصمته المميزة التي يعتمدها عادة في خطه الفني كاستطالات الرقبة والذراعين لكليهما معتبرا أن اللوحة هي حالة روحانية شفافة وليست كتلة من التعقيدات.

التجريد والبعد الفلسفي برزا في عمل الفنان اشرف الياس الذي بنى عمله الفني على قواعد مدروسة ظهر فيها الانسجام والتضاد اللوني الكثيف في الوقت نفسه مطوعا الألوان الحارة والباردة لخدمة مضمون عمله الذي قال عنه ” فيه شيء من النغم بدأ في حركة الفرشاة العشوائية” فلوحته المنطلقة من الواقع فيها روح المدينة ببيوتها وبشرها وحجرها لكنها تسعى في الوقت ذاته لخلق حالة الصدمة التي تظهر لدى المتلقي بمجرد إلقائه النظرة الأولى على العمل ليطلق الفنان أحمد جمعة صرخة في لوحته التي تدعو البشر لكبح جماح غضبهم وإخراج الشيء الجميل بداخلهم وظهر ذلك بشخوص العمل وتكويناته التي امتزجت فيها الألوان الصارخة بما هو أكثر هدوءا.

النحت أيضا كانت له حصته من برنامج المعرض وكان الخشب مادة أساسية للفنانين لاستنباط الجمال وطرح العناوين التي تناولت الكائنات البحرية والطيور في منحوتات الفنان مصطفى شخيص ليتفنن محمد بعجانو بتقديم المرأة مرة بتفاصيل واضحة وأخرى أكثر تماهيا مع ميلان الخشب ليحذو حذوه النحات جابر اسعد الذي قدم عملين اثنين عن المرأة وقال عنهما: “هما عملان جديدان كليا يعتمدان ميلان الخطوط لتشكيل جسد الأنثى في كل منهما فالحراك الجسدي واضح فيهما وفيهما بعض الموسيقا التي تتلائم مع جسد الانثى بطبيعة الحال وحاولت أن أبرز أيضا حالات انثوية وروحانية متعددة ساعدني فيها الخشب لما فيه من عمق وأثر بصري”.

شارك في المعرض أيضا نخبة من فناني اللاذقية كالفنان بولص سركو وعلي مقوص اللذين قدما اعمالا فنية لم تبتعد عن خطهما من حيث البعد الوجداني لسركو والرحيل والهجرة في عمل مقوص بالإضافة لحضور بصمة فنية لكل من لينا ديب وعفيف اغا و اياد ناصر وحسن حلبي وغيرهم من الأسماء.

ياسمين كروم

 

انظر ايضاً

فنانو اللاذقية بمؤتمرهم السنوي.. إقامة ملتقيات لمعالجة قضاياهم وتعزيز دور الفن بالمناهج التربوية

اللاذقية-سانا دعا أعضاء فرع نقابة الفنانين باللاذقية إلى ضرورة إقامة ملتقيات دورية للفنانين وعدم الاقتصار …