الشريط الإخباري

في ذكرى سلخ لواء اسكندرون.. السوريون يكتبون الفصل الأخير من الحرب على الإرهاب المدعوم من نظام أردوغان

لواء اسكندرون-سانا

حقائق الجغرافيا والتاريخ لن يمحوها كتاب محرف أو معلومة مسيسة أو مصور جغرافي مزور أو سياسة الأمر الواقع التي فرضها الاستعمار الغربي في المنطقة ولؤلؤة تلك الحقائق في الجغرافيا السورية هي لواء اسكندرون المحافظة الخامسة عشرة التي سلبها الاستعمار الغربي وقدمها هدية غالية لتركيا الأتاتوركية عام 1939 .

أسماء الجبال والسهول والمدن في لواء اسكندرون تنطق بتاريخ وهوية الأرض فأنطاكية واسكندرون والريحانية والسويدية أسماء تفوح منها عروبة المدن والأمانوس والأقرع وجبل موسى والنفاخ أسماء لا تخفى هويتها السورية.

وبين لواء اسكندرون السليب والجولان المحتل تمتد شرايين وطن تضخ فيها دماء أجيال لم تنس يوما انهما جناحان كبل أحدهما عدو صهيوني غاصب وسلب الآخر استعمار حاقد وقدمه بغير حق هبة لنظام تركي لم يخف مطامعه في أرض سورية يوما.

سلخ اللواء السليب صورة صارخة عن استعمار غربي ابدع في تفتيت واحتلال الدول وسلب الشعوب حريتها وخيراتها فاتفاقية سايكس بيكو التي جزأت الوطن العربي بحدود مصطنعة بين أقاليمه الطبيعية ومكوناته الجغرافية والبشرية صورة أخرى لمشاركة استعمارية هدفت إلى استنزاف وسرقة خيرات وطننا العربي.

منذ 78 عاما سلخت قوات الاحتلال التركية لواء اسكندرون بعد مؤامرة مع فرنسا التي تعهدت وفق اتفاق سري في آذار عام 1938 تم الكشف عنه لاحقا بضمان أغلبية تركية في مجلس اللواء بعد أن حقق العرب في اسكندرون وقرق خان وأنطاكية تفوقاً على الأتراك في عدد الناخبين المسجلين وذلك كله في ظل تغاضي اللجنة التي أرسلتها عصبة الأمم المتحدة إلى اللواء عن التزوير المفضوح في لجنة الإشراف على الانتخابات فيه وإلغاء قيود الآلاف من الناخبين العرب قبل أن يقوم مجلس اللواء المزور في أيلول عام 1938 بعقد جلسته الأولى وانتخاب رئيس وتشكيل وزارة من الأتراك لتبدأ مرحلة تتريك طالت كل شيء في اللواء بدءا من اسمه الذي أصبح “هاتاي” وليس انتهاء بتهجير العرب والعبث بهويته الديمغرافية وإلغاء التعليم باللغة العربية وإلغاء كل المعاملات الحكومية بها وتبني الليرة التركية كعملة رسمية بما يخالف النظام الذي وضعته عصبة الأمم.

واليوم يتكرر العدوان التركي عبر نظام أردوغان الاخواني الذي ارتكب العديد من المجازر بحق السوريين في أرياف حلب والحسكة راح ضحيتها مئات المدنيين وذلك خلال غارات جوية وقصف مدفعي على الأراضي السورية بزعم محاربة تنظيم “داعش” لم يخف علاقة الشراكة بين الجانبين في سرقة النفط والغاز والآثار السورية حيث يقدم نظام أردوغان جميع أنواع الدعم للمجموعات الإرهابية بعد أن حول الحدود المشتركة الى معابر غير شرعية وخطوط امداد لها بالسلاح والمرتزقة.

واليوم تحل ذكرى جريمة سلخ اللواء عن الوطن الأم سورية في وقت يكتب السوريون الفصل الأخير من انتصارهم على الإرهاب المدعوم من الغرب الاستعماري والنظام التركي والرجعية العربية مكرسين زمن الانتصارات الذي سيتكلل باستعادة الأرض السليبة والجولان السوري المحتل.

قوات الاحتلال والأنظمة التي تقف وراءها لم تستطع محو سورية للواء السليب رغم التغيير الديمغرافي الذي فرضته الأنظمة المتعاقبة كأساليب عدوانية لاتجدي نفعا ضد السوريين وليس أدل على ذلك سوى فشل محاولات الكيان الصهيوني صنيعة الاستعمار والامبريالية في فرض الهوية الصهيونية على أهالي الجولان الذين دافعوا عن عروبتهم وقدموا الشهداء وتصدوا لآلة القتل الاسرائيلية بكل عزة وكرامة وهم على موعد قريب مع التحرير بقوة وهمة الجيش العربي السوري وأبناء الوطن الغيارى الفخورين دائما بأن وطنهم صاحب الأبجدية الأولى ومنطلق الاشعاع الحضاري الأول الذي أنار الدرب للإنسانية جمعاء.

ويقع لواء اسكندرون شمال غرب سورية ويطل على البحر المتوسط ممتداً على مساحة 4800 كم مربع ويسكنه اليوم أكثر من مليون نسمة ولم تكن تبلغ نسبة الأتراك فيه عام 1920 أكثر من 20 بالمئة وقد حرره العرب في العام 16 للهجرة من الاحتلال البيزنطي وأعادوا إليه هويته وعمروا أرضه وحصنوه كخط أول في مواجهة الروم البيزنطيين وبقي قلعة وثغرا عسكريا متأهبا في مواجهة محاولات الغزو الخارجي.

وقع اللواء بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى ضحية اتفاقية التقسيم سايكس بيكو التي تمت بشكل سري بين فرنسا وبريطانيا عام 1916 وكان من نصيب الاحتلال الفرنسي فاعترفت الدولة العثمانية بالهزيمة وأقرت بعروبة اللواء في معاهدة سيفر في الـ 10 من آب عام 1920 التي وقعت مع قوات الحلفاء واستغلت تركيا اندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من أيلول عام 1939 والوضع القائم في أوروبا وحاجة الحلفاء الى ضمها إليهم أو إبقائها على الحياد وخاصة أنها بعد معاهدة مونترو التي عقدت في ال20 من تموز 1939 أصبحت تسيطر على المضائق في زمن الحرب فأعلنت ضم اللواء نهائيا إليها.

وبقي اللواء بعد سلخه عن سورية من وجهة النظر القانونية الدولية منطقة مستقلة تتبع سورية في شؤونها الخارجية وترتبط معها في العملة والجمارك والبريد ولم تعترف عصبة الأمم التي قامت على أنقاضها منظمة الأمم المتحدة الحالية بكل الإجراءات والتغييرات التي أحدثتها فرنسا وتركيا باللواء والمخالفة للقوانين والأنظمة التي وضعتها.

واليوم كما كل يوم ورغم كل ما قامت وتقوم به السلطات التركية لفرض سياسات التمييز الثقافي واللغوي والعرقي ضد السكان السوريين من أبناء اللواء واضطهادهم والتضييق عليهم يصر الأطفال السوريون على رسم خريطة الجمهورية العربية السورية ولواء اسكندرون والجولان السوري يزيناها ويتربعا على تفاصيل خطوطها آملين قريبا برحلة مدرسية إليهما لتزيين ذاكرتهم بجزء غال من الوطن الغالي على قلوبهم.

انظر ايضاً

(اللواء عربي سوري من الأزل إلى الأبد).. تجمع وطني بجامعة حلب في ذكرى جريمة سلخ لواء اسكندرون

حلب-سانا في الذكرى الـ 81 لجريمة سلخ لواء اسكندرون عن الوطن الأم سورية نظمت الجمعية …