السكن الجامعي في حمص… كحل الازدحام أهون من عمى أسعار الاجار الكاوية

حمص-سانا

يرتب أمجد الأحمد طالب هندسة بترول في جامعة البعث أشياءه البسيطة من كتب وبعض اواني المؤونة والثياب ويحرص على استثمار كل شبر من المساحة المتاحة في ملحق داخل السكن الجامعي يتقاسمه مع رفاقه في وقت صار فيه الحصول على غرفة نظامية حلما يصعب تحقيقه.

الضغط على السكن الجامعي بات كبيرا جدا مع توافد اعداد كبيرة من طلبة جامعات دير الزور وحلب والرقة ما دفع إدارة المدينة الجامعية في جامعة البعث لاستثمار كل المساحات المتاحة وباتت الغرف مكتظة وحتى غرف المطالعة والمطابخ كلها تغص بالطلبة الذين تراهم يلجؤون للدراسة في الممرات والحدائق المحيطة بالمدينة ومع ذلك يرون السكن أرحم من الاجار لدى القطاع الخاص.

وفي زيارة للسكن للجامعي بحمص التقت مراسلة سانا بعض الطلبة الساكنين من مستجدين وقدامى حيث اتفقت الاراء على انه يبقى السكن الجامعي رحمة كبيرة مقابل غلاء وجشع أصحاب العقارات المؤجرة للطلبة والدليل على ذلك ان العديد من الطلبة عادوا بعد تجربة الاستئجار.

محمد حسين سنة رابعة كلية العلوم الصحية تحدث عن تدني الخدمات بالمدينة الجامعية ويدلل على ذلك بان مواسير المياه في غرفته معطلة منذ أكثر من شهر ولم يتم اصلاحها بسبب الضغط الهائل على الورشات وعندما سألناه لماذا لا يستاجر قال “لا أستطيع فقد طلب مني صاحب شقة صغيرة 50 ألف ليرة سورية وهذا مبلغ كبير يرهقني ويرهق أهلي”.

مراسلة سانا لاحظت خلال جولتها في المدينة أن الطلاب هم من يحضرون لوازم الاثاث المخرب من حنفيات ومصابيح انارة وغيرها لزوم تجهيز الغرفة للسكن اللائق في غياب ورشات الصيانة وهذا ما أخبرتنا به الطالبتان لوسي شعبان هندسة مدنية من حماة والطالبة رهام ريا من مريمين بريف حمص هندسة غذائية سنة أولى حيث أحضرتا المصابيح الكهربائية وحنفية المياه والمسامير والبراغي لزوم تنفيذ الإصلاح.

ومن باب الدعابة قالت لوسي: “إنها وزميلاتها سيتعلمن ويبرعن في بعض المهن من صحية ونجارة وغيرها ” ورغم ذلك تقول.. “يبقى السكن الجامعي أفضل من الايجار حيث تشعر ورفيقاتها بالأمان”.

أبو منار صاحب مكتب عقاري في حي الشماس القريب من المدينة الجامعية يقول ان اسعار الايجارات تبدا ازديادا تدريجيا بحسب البعد الجغرافي عن الجامعة وبحسب مساحة وتجهيزات المنزل وفرشه وفراغه وتتراوح ما بين 25 إلى 30 الفا شهريا بالنسبة للمنزل غير المفروش بينما تصل اجرة البيت المفروش ما بين 45 وحتى 60 ألفا وتتوزع الاجرة على 4 إلى 5 طلاب فقط.

واختار الطالبان علي شدود وجميل العلي هندسة ميكاترونيك سنة أولى الايجار في غرفة ومنافعها في حي قريب للجامعة بقيمة 25 ألف ليرة سورية رغم انهما حصلا على غرفة في السكن إلا انها لم تكن مجهزة أبدا وبحسب وصفهما “مجرد جدران”.

بعض الطلبة اقترحوا تأمين وسائط نقل رخيصة وآمنة إلى ريف حمص وريف مصياف القريب معتبرين أن هذا سيخفف الضغط على السكن الجامعي كون نسبة كبيرة من الطلاب من هاتين المنطقتين لكن تكاليف النقل العالية وعدم توفره في فترة بعد الظهر تجعلهم يضطرون للسكن في المدينة الجامعية رغم كل الضغط الحاصل فيها.

مراسلة سانا التقت الدكتور لؤي مرهج مدير المدينة الجامعية الذي أوضح أنه خلال فترة الازمة توقفت جميع المشاريع فلم يطرأ اي زيادة على اعداد الوحدات السكنية وبالمقابل اعداد الطلبة سنويا بازدياد.

وأشار مرهج إلى أنه تم منذ بداية العام الدراسي الجامعي اسكان نحو 12 الفا و500 من الطلبة وتم اسكان جميع الطالبات وخصصت الوحدتان 14 و15 لطلبة الدراسات العليا واعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الطب البشري في السنتين الرابعة والخامسة.

وطلب مدير المدينة الجامعية رفد المدينة بعمال الصيانة من جميع الاختصاصات حيث يوجد حاليا ستة عمال صيانة للصحية والنجارة العربي والالمنيوم فقط وذلك بهدف دعم أعمال الصيانة الطارئة للوحدات لافتا إلى أنه تمت صيانة وتاهيل الوحدة الثامنة العام الماضي بقيمة نحو 60 مليون ليرة سورية وحاليا قيد التصديق بالوزارة عقد بقيمة 42 مليونا لزوم أعمال التأهيل والترميم الطارئة للوحدات في وقت تجري فيه أعمال الصيانة والتأهيل منذ بداية العام الحالي للوحدة الثانية التي تشتمل على 285 غرفة بقيمة نحو 50 مليونا وتنتهي مع نهاية العام الحالي ليتم إسكان الطلبة فيها وليجري بعدها تباعا أعمال التأهيل لباقي الوحدات.

وأشار مرهج إلى أنه تم استثمار كامل المساحات المتاحة للسكن حتى قاعات المطالعة والمطابخ نظرا لحاجة الطلاب للسكن موضحا أنه تتم منذ أربع سنوات المطالبة بالسماح لإدارة المدينة بتخصيص قسم من مواردها الذاتية لصالح ترميم السكن وأن تكون لها هيئة مستقلة حيث تعرضت خمس وحدات للتخريب خلال الأزمة مطالبا بإحداث وحدتين جديدتين نظرا لتوفر المساحات

تمام الحسن

 

انظر ايضاً

الاتحاد الوطني لطلبة سورية يطلق منصة (سكن) الإلكترونية لتسهيل عملية التسجيل في المدن الجامعية

دمشق-سانا أطلق الاتحاد الوطني لطلبة سورية اليوم منصة “سكن” الإلكترونية المتخصصة في أتمتة عملية التسجيل …