الشريط الإخباري

دير الزور.. الجيش يحطم الرهان

دير الزور-سانا

لم تكن الخارجية الأميركية تقدم توصيفا للواقع عندما أعلنت منتصف العام 2015 أن القضاء على تنظيم داعش الإرهابي يحتاج إلى نحو خمس سنوات بقدر ما كانت تقدم توطئة لخطة عمل أميركية ستتبناها واشنطن خلال السنوات المقبلة متأبطة حزمة غليظة من الأسهم وفرها لها التنظيم الإرهابي لاكتساب امتياز إضافي وتمرير مشاريعها في المنطقة على حساب أمن واستقرار شعوب هذه البقعة الأكثر حساسية على خارطة الجغرافيا السياسية الدولية.

في مواجهة هذا الواقع الجديد الذي حاولت واشنطن وأدواتها فرضه وتثبيته على شعوب المنطقة ولا سيما في سورية كان لا بد من الامساك والتمسك بزمام المبادرة لوقف تمدد تنظيم “داعش” حيث أعلن الجيش العربي السوري حربه على التنظيم التكفيري الذي استغل ظروفا وفرها له تحالف مزعوم سمي “التحالف الدولي” وبقيادة أميركية ليتمدد ويتمدد.

وفي الوقت الذي كانت فيه واشنطن منشغلة في شرعنة وتسويق حربها المزعومة على “داعش” بدأ الجيش العربي السوري حربه ضد هذا التنظيم الإرهابي التكفيري فكان تحرير مدينة تدمر ذات الأهمية الاستراتيجية بريف حمص الشرقي في مطلع آذار الماضي قاعدة انطلاق جديدة نحو دحر جديد لإرهابيي داعش واستعادة السيطرة على مدينة السخنة الى الشمال الشرقي من تدمر.

وأضافت السيطرة على مدينة السخنة امتيازا آخر لوحدات الجيش بالتوجه نحو دير الزور والرقة أهم معاقل تنظيم “داعش” على الأراضي السورية.. وضمن حملة الجيش لتحرير منطقة البادية من تنظيم داعش الإرهابي استعاد السيطرة على مدينة القريتين الاستراتيجية جنوب شرق محافظة حمص ولاحقا قام بتطهير ريف حمص الشرقي بالكامل من إرهابيي داعش بما يحتويه من حقول النفط والغاز التي كانت تشكل أهم مصادر تمويل “داعش” عبر سرقة ما تنتجه هذه الحقول وتصديره الى تركيا برعاية ودراية من نظام أردوغان في أنقرة.

وفي الخامس من أيلول الماضي تمكن الجيش العربي السوري من كسر حصار مدينة دير الزور بعد وصول قواته المتقدمة من الريف الغربي إلى الفوج “137” لتؤكد حينها القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن فك الطوق عن مدينة دير الزور “يشكل تحولا استراتيجيا في الحرب على الإرهاب ويؤكد أيضا إصرار الجيش وحلفائه على إلحاق الهزيمة الكاملة بالمشروع الإرهابي في سورية”.

وشهدت مسيرة انجازات الجيش العربي السوري المتلاحقة في حربه على تنظيم داعش الإرهابي محطات بارزة أظهرت تنسيقا كبيرا بين الولايات المتحدة وإرهابيي التنظيم المتطرف بلغ حد التدخل الأميركي المباشر لانقاذه وتمكينه من السيطرة على مناطق جديدة ففي تموز من العام الماضي اعتدى طيران “التحالف الأميركي” على أحد مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بدير الزور ما مهد بشكل واضح لهجوم إرهابيي داعش على الموقع والسيطرة عليه وهذا شكل دليلا قاطعا جديدا على دعم الولايات المتحدة وحلفائها للتنظيم التكفيري.

وتزايدت شواهد التناغم الأميركي الداعشي وتعددت مصادره ففي الثامن من أيلول الماضي أكد مصدر عسكري روسي قيام “مروحيات تابعة لتحالف واشنطن بإجلاء متزعمين متنفذين من تنظيم “داعش” من دير الزور ونقلهم إلى مناطق آمنة من أجل استخدام خبرتهم في جبهات أخرى”.

إضافة إلى ذلك أقدم “التحالف الأميركي” في الثامن عشر من أيار الماضي على الاعتداء عدة مرات على نقاط للجيش العربي السوري على طريق التنف في البادية السورية ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء ووقوع خسائر مادية ناهيك عن قيام “التحالف الدولي” بتوجيه إرهابيي التنظيم التكفيري للتمدد نحو أماكن اخرى لإعاقة تقدم الجيش العربي السوري كما حدث في القريتين قبل نحو شهر من الآن.

واكتملت فصول المسرحية الأميركية الداعشية في مدينة الرقة عندما أعلن تحالف واشنطن المزعوم في تموز الماضي انطلاق عملية “تحريرها” من”داعش” وحشد لها من وسائل الحرب الإعلامية ما فاق بكثير ما أعده من قوة عسكرية لينتهي الأمر بخروج آمن لإرهابيي التنظيم من المدينة وانتقالهم إلى جبهات القتال ضد الجيش العربي السوري.

اليوم ومع إعلان الجيش العربي السوري إنجاز عملية تحرير مدينة دير الزور بالكامل من إرهاب داعش يكون فرسان هذا الجيش بالتعاون مع الحلفاء قد خطوا بدمائهم الفصل الأخير من فيلم رعب هوليوودي عنوانه داعش أبطاله تخرجوا من معاهد الرياض والدوحة واسطنبول وأخرجه الأميركيون وموله ملوك وأمراء النفط في الخليج.