روسيا: ننسق جهود حل الأزمة مع الحكومة السورية.. عدم زيارة بعثة تقصي الحقائق إلى خان شيخون ومطار الشعيرات فضيحة

موسكو-سانا

قدمت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان اليوم تحليلا لتقرير الآلية المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والامم المتحدة حول التحقيق في حادثة خان شيخون مؤكدتين أن التقرير سطحي وأدلته غير مقنعة وما جرى فى خان شيخون كان عبارة عن “مسرحية”.

وقال ميخائيل أوليانوف مدير قسم الحد من الانتشار ومراقبة التسلح في مؤتمر صحفي مشترك لوزارات الخارجية والدفاع والصناعة والتجارة اليوم “إن العيوب المنهجية في عمل آلية التحقيق المشتركة تبينت بعد أحداث خان شيخون في نيسان الماضي حيث أن بعثة تقصى الحقائق رفضت زيارة خان شيخون ومطار الشعيرات وقامت بالتحقيقات عن بعد حصرا.. إنها فضيحة ومحاولة تضليل للمجتمع الدولي”.

وأشار أوليانوف إلى أن الدول الغربية فى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية هي من أوقفت المقترح الروسي لإرسال مختصين إلى خان شيخون ومطار الشعيرات حيث يزعم عدد من البلدان أن الطائرة التى قصفت خان شيخون انطلقت من هناك.

وبعد أن قدم ممثل وزارة الدفاع الروسية تحليلا دقيقا وملاحظات تؤكد بطلان الاتهامات الغربية للحكومة السورية وتنفي أي إمكانية لأن تكون الأسلحة الكيميائية بشكل “قذيفة” تم إسقاطها من طائرة سورية أوضح أوليانوف أن الطائرة لو حلقت وفق المسار الذى سجلته الولايات المتحدة فتقنيا كان من المستحيل أن تقصف فى خان شيخون.

وقال أوليانوف “التحليل الذي اجريناه بأنفسنا للصور ومقاطع الفيديو يبين أن الية التحقيق كان من شأنها ان تتجاهل فكرة أن ما حدث في خان شيخون كان عبارة عن مسرحية”.

وأشار أوليانوف إلى أن استخدام مصطلحات “ربما” و”من الممكن” و”يمكن الافتراض” في كل صفحة أمر غير مقبول بالنسبة للتقرير الجدى والمفصل وقال “قد يكون أكثر صراحة بالنسبة لالية التحقيق إبلاغ مجلس الأمن الدولي بأنها غير قادرة على اجراء التحقيق بالجودة المطلوبة”.

وأكد أوليانوف أن بعثة تقصي الحقائق خرقت مبدأ اتخاذ التدابير لضمان سلامة الأدلة المادية وحصلت على العينات من يد منظمات معادية للحكومة السورية وفي أراضي أحد البلدان المجاورة لسورية.

وبين أوليانوف أن الشيء نفسه يخص الشهود الذين استجوبتهم البعثة ثم آلية التحقيق المشتركة حيث لا شيء يؤكد أن هؤلاء كانوا موجودين فعلا في خان شيخون حين وقع الحادث وبالتالي لا يمكن الاستفادة من إفاداتهم وكذلك فإن أصحاب ما يسمى “الخوذ البيضاء” يظهرون في الفيديو الذي تم نشره دون أن يظهر عليهم أي تأثر بغاز السارين.

وتساءل أوليانوف عن سبب امتناع آلية التحقيق عن تحليل الصور التي عرضها الطرف الأمريكي في مجلس الأمن الدولي مدعيا أنها تظهر أطفالا مصابين بغاز السارين وذلك لتبرير الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات وقال “إن رفض آلية التحقيق وبعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سورية تحليل هذه الصور بالرغم من مطالب موسكو لا يعتبر عملا مشرفا”.

إلى ذلك أعاد ممثلو وزارة الدفاع التشديد على أن شكل الحفرة التي أظهرتها الصور بعد وقوع حادثة خان شيخون يؤكد “علميا” أن التفجير حدث على الارض ولم يكن نتيجة سقوط قذيفة من الجو.

وكانت سورية أكدت قبل أيام رفضها شكلا ومضمونا لما جاء فى تقرير لجنة التحقيق المشتركة من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية مشددة على التزامها باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية نصا وروحا وعلى أنه لم يعد لديها أي مواد كيميائية سامة محظورة بموجب هذه الاتفاقية كما تعتبر استخدام الأسلحة الكيميائية عملا لا أخلاقيا ومدانا موضحة أن تقرير اللجنة جاء تنفيذا لتعليمات الادارة الامريكية والدول الغربية لممارسة مزيد من الضغوط السياسية والتهديدات العدوانية لسيادة سورية.

ريابكوف: اتهامات الولايات المتحدة لدمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون لا أساس لها من الصحة

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الآلية المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة بشأن التحقيق في حوادث استخدام السلاح الكيميائي في سورية لم تتمكن من القيام بمهامها في تحديد المذنبين في مأساة خان شيخون.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح له اليوم: إن “قاعدة الأدلة التي استندت إليها الآلية المشتركة للتحقيق ضعيفة وطريقة جمع الأدلة تنتهك المتطلبات الأساسية لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية” مشيرا إلى أن “تلك الآلية التي دعيت إلى إثبات الحقيقة فشلت لسوء الحظ دون أن يخلو ذلك من تأثير الولايات المتحدة على قيامها بمهمتها كما يجب”.

وشدد ريابكوف على أن اتهامات الولايات المتحدة لدمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية في خان شيخون لا أساس لها من الصحة.

وأضاف: إن “زملاءنا الأمريكيين ومن دون أي أساس موضوعي حسب اعتقادي قاموا باتهام الحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية في بلدة خان شيخون في الرابع من نيسان الماضي”.

وأشار ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة تتصرف مرة أخرى وفق حساباتها حيث تكشف عن أقصى درجات الإهمال من قبلها للمعايير الأساسية للعمل في هذا المجال الحساس معتبراً أن “ذلك غير مقبول أبداً بل إنه فقط يعزز قناعتنا بأن من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة وجذرية لإقالة الآلية المشتركة للتحقيق وإنقاذ العمل بشكل عام في هذا الاتجاه من الإملاءات التي تقوم بها الولايات المتحدة في هذا المجال المهم والمأساوي والذي يأتي في جو سياسي متوتر”.

وكانت روسيا استخدمت في الخامس والعشرين من الشهر الماضى حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار أميركى في مجلس الامن يقضي بتمديد آلية عمل لجنة التحقيق حول الاسلحة الكيميائية فى سورية.

ولفت ريابكوف إلى أن الحقائق والنتائج التي توصلت إليها تحليلاتنا سوف تتحدث عن نفسها موضحا أنه كان يجب على الولايات المتحدة قبل أن تتهم روسيا بتقويض عمل الآلية المشتركة للتحقيق في سورية أن تفهم ما حدث في خان شيخون مؤءكدا أنه من اللائق عموما في المجتمعات الراقية محاولة معرفة ما حدث قبل توجيه أي اتهامات.

وقال ريابكوف: “أنا أدرك تماما أننا نتعامل مع وضع ذي طبيعة مأساوية.. تلك الأحداث باستخدام الاسلحة الكيميائية في خان شيخون واضحة لنا وليست أقل وضوحا لنا مما هي لدى الزملاء في واشنطن ولهذا السبب وبسبب حجم المأساة التي وقعت لم ولن ندخر جهدا لإثبات الحقيقة” معلنا أن وزارة الخارجية الروسية ستعقد اليوم اجتماعا مشتركا بين الوزارات حيث سيقدم الجانب الروسي صورة حقيقية لما حدث بالفعل فى خان شيخون.

بوغدانوف: روسيا تنسق جميع جهودها لحل الازمة في سورية مع الحكومة السورية

من جانبه أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن بلاده تنسق جميع جهودها لحل الأزمة في سورية مع الحكومة السورية لافتاً إلى أن “مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي سيعقد في سوتشي تم الاتفاق عليه مع الحكومة السورية”.

وقال بوغدانوف في تصريح للصحفيين بمدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان الروسية إن “موسكو تأمل بمشاركة كل الأطراف السورية في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في الـ 18 من تشرين الثاني الجاري في سوتشي الذين يهمهم مستقبل سورية وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها”.

وأشار بوغدانوف إلى أن موسكو تعتزم توسيع قائمة أطراف “المعارضة” المدعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري وستجرى مشاورات حول هذه القضية مع شركاء في الأمم المتحدة.

وأضاف بوغدانوف في هذا الشأن.. “يمكنني القول إن بعض الأطراف التي لم تذكر في هذه القائمة أعربت عن رغبتها في المشاركة ونحن بالطبع سوف نكمل هذه القائمة” موضحاً أنه لم يتم بعد وضع مفهوم شامل حول مشاركة السوريين الأكراد في مؤتمر الحوار الوطني السوري.

ولفت بوغدانوف إلى أن “القائمة النهائية للمدعوين لحضور مؤتمر سوتشي والعديد من القضايا لم تناقش بعد بشكل نهائي لا مع السوريين ولا مع بعض شركائنا الخارجيين أيضاً.

وكان الدكتور بشار الجعفري رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى اجتماع أستانا 7 أكد في تصريح له في ختام الاجتماع أن سورية أول من بادر إلى عقد مؤتمر للحوار منذ بداية الأزمة في عام 2011 لافتاً إلى أن “مؤتمر الحوار الوطني السوري في روسيا هو نتيجة الحوارات والتنسيق المستمر والدائم بيننا وبين الأصدقاء الروس وعلى خلفية الوضع الميداني وتراجع الإرهابيين في سورية ارتأينا في سورية أن الفرصة باتت مناسبة أكثر لعقد مثل هذا المؤتمر ونحن جاهزون للمشاركة فيه”.

وبين بوغدانوف أنه يجري بحث إمكانية إنشاء منطقة خامسة لتخفيف التوتر في سورية وأن “هذا العمل يجري في أستانا وفي كل الاتصالات مع الشركاء الأمريكيين لذلك فمن السابق لأوانه الحديث عن نتائج ذلك الآن”.

كوساتشيف: تقرير آلية التحقيق المشتركة حول حادثة خان شيخون يستند إلى بيانات مشكوك فيها

بدوره أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف أن تقرير آلية التحقيق المشتركة حول حادثة خان شيخون يستند “فعلا” إلى بيانات مشكوك فيها وردت من الأطراف ذات المصلحة في ذلك.

وقال كوساتشيف في حديث للصحفيين اليوم في موسكو إن “الطريقة التي يفسر بها الجانب الأمريكي حق النقض الذي استخدمته روسيا في مجلس الأمن الدولي في الـ25 من تشرين الأول الماضي بشأن مشروع القرار الأمريكي حول تمديد ولاية آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سورية تهدف إلى تشويه صورة روسيا وتبرير تطبيق مختلف التدابير بحقها”.

وكانت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان قدمتا في وقت سابق اليوم تحليلا لتقرير الالية المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة حول التحقيق فى حادثة خان شيخون مؤكدتين أن التقرير سطحي وأدلته غير مقنعة وأن ما جرى فى خان شيخون كان عبارة عن “مسرحية”.

واعتبر كوساتشيف أن “الهستيريا المعتمدة من قبل الولايات المتحدة لتوجيه اللوم إلى روسيا تخفي في طياتها حسابات جدية وخطيرة”.

وأشار كوساتشيف إلى الضغوط الشرسة التي تمارس على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “لشيطنة صورة روسيا” داعيا دول العالم إلى رفض هذه “المحاولات والألاعيب الأمريكية القذرة”.

الدفاع الروسية: مزاعم (التحالف) عن دير الزور سخيفة وآلاف المدنيين الناجين من إرهاب (داعش) يتجهون إلى الميادين

إلى ذلك أكدت وزارة الدفاع الروسية أن آلاف المدنيين الناجين من إرهاب “داعش” في مدينة دير الزور يتجهون إلى منطقة الميادين وريفها التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار مؤخراً.

وأشار المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان نشره موقع روسيا اليوم إلى أن “الآلاف من السوريين يعودون من مدينة دير الزور إلى ديارهم في منطقة الميادين مع المساعدات الإنسانية التي يقدمها لهم مركز التنسيق الروسي بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية”.

ووصلت إلى محافظة دير الزور منذ فك الحصار عنها مطلع أيلول الماضي من قبل الجيش العربي السوري مئات القوافل الانسانية المقدمة من الحكومة السورية ومركز التنسيق الروسي وعدد من المنظمات الدولية الإنسانية وتم توزيعها على آلاف المواطنين في مدينة دير الزور وريفها.

وسخر المسؤول العسكري الروسي من مزاعم قائد قوات العمليات الخاصة في “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن جيمس جيرارد بفرار المواطنين من مدينة دير الزور باتجاه مناطق انتشار المجموعات المسلحة المدعومة من واشنطن شرق سورية مؤءكدا أنه “لا يوجد أحد يرغب في التوجه شمالا باتجاه الرقة التي تحررت مؤخرا لأنه بعد قصف التحالف الدولي لهذه المدينة على نحو عشوائي لم يتبق من الرقة نفسها أي شيء”.

وأعرب كوناشينكوف عن استغرابه من تصريحات قائد العمليات الخاصة في “التحالف” واصفا إياها بأنها “سخافة جغرافية ولا سيما أن التقارير تؤكد فرار الآلاف من مدينة دير الزور المحررة من إرهابيي “داعش” باتجاه الجنوب حيث مدينة الميادين التي استعاد الجيش السوري سيطرته عليها في الـ 14 من الشهر الماضي في حين يتحدث مسؤول التحالف عن أن الناس يتوجهون إلى الشمال” في إشارة إلى مناطق انتشار المجموعات المسلحة المدعومة من واشنطن.

ومنعت مجموعات “قسد” المدعومة من “التحالف” المئات من أهالي حي المشلب في الرقة في الـ 27 من الشهر الماضي من العودة إلى منازلهم وقامت بالاعتداء عليهم بالرصاص ما تسبب بإصابة 9 أشخاص بجروح.

ولفت كوناشينكوف إلى أن “الرغبة في تقديم التمنيات في سورية كما لو أنها حقائق ثابتة مع عدم معرفة الوضع الحقيقي على الأرض أصبحت أمرا متأصلا لدى معظم ممثلي التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة”.

وتزعم واشنطن التي شكلت “تحالفا” من خارج مجلس الأمن الدولي الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي في حين تؤكد جميع المعطيات والوقائع الميدانية أن التحالف كان يتعاون مع هذا التنظيم الارهابي ويركز غاراته على الجسور والبنى التحتية في المنطقة الشرقية إضافة إلى تدمير مدينة الرقة بشكل كامل.

 

انظر ايضاً

الدفاع الروسية: القضاء على 1225 جندياً أوكرانياً وإسقاط 41 مسيرة أوكرانية

موسكو-سانا أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن قواتها قضت على 1225 جندياً أوكرانياً