المفتي حسون :محاولات المتطرفين إقحام الدين بالدولة لن تنجح في سورية

نيودلهي- سانا

أكد مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن سورية شعبا وحكومة مع مبدأ التسامح وسماحة الأديان وتفاعلها مع بعضها مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “محاولات المسلحين المتطرفين إقحام الدين بالدولة لم ولن تنجح في سورية”.

وخلال لقائه اليوم في نيودلهي وزير الأقليات في الحكومة الهندية عباس نقوي جرى خلاله تبادل وجهات النظر حول كيفية مواجهة الإرهاب قال المفتي حسون إن “العلمانية ليست ضد الدين.. وعلماء الدين في التاريخ لم يتدخلوا في السلطة” مشيرا إلى أنه “جاء الى الهند لينقل أخبار انتصار سورية على الإرهاب ولشكرها على موقفها من الأزمة في سورية”.

ونقل المفتي حسون خلال اللقاء تحيات الشعب السوري والسيد الرئيس بشار الأسد للشعب الهندي والحكومة الهندية.

وعلى صعيد اخر نبه المفتي حسون الى حقيقة ما يجري في ميانمار وقال إن” ما يجري لن يبقى في ميانمار بل الهدف منه نقل الأزمة إلى الدول المجاورة ومنها الهند كما حصل بداية بالأزمة في تونس والتي انتقلت إلى غيرها من البلدان ومنها سورية التي كانت هي الهدف الأكبر لهذا المخطط اللئيم” مبينا أن “القوى الغربية تصعد إعلاميا في ميانمار وتتجاهل اليمن من أجل إيجاد ذريعة للتدخل”.

من جانبه أكد الوزير الهندي أن “رسالة الهند هي رسالة سلام وأن قضية ميانمار هي قضية إنسانية بالنسبة لبلاده التي تستقبل لاجئي الروهينغا”.

وشكر الوزير الهندي المفتي حسون على صوته العالي في مواجهة الإرهاب وعلى زيارته الهند وقال إن “موقف بلاده الثابت يتمثل بمحاربة الإرهاب وأن جميع الحركات المتطرفة لا تنجح فيها بسبب التنوع الموجود في الهند ووجود الدستور والبرلمان والحكومة العلمانية”.

كما التقى المفتي حسون وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي “إ م جي أكبر” وقدم له موجزا عن لقاءاته التي أجراها منذ وصوله إلى الهند والتي كان أبرزها زيارة مدينة “لكناو” الهندية ولقاءه طلبة المدارس والمعاهد والجامعات الإسلامية والقائمين عليها.

وأكد المفتي حسون ضرورة تطوير الخطاب الديني “من خلال تطوير فكر الأساتذة وعلماء الدين وأن يلتقي طلاب الدراسات الدينية على مختلف مذاهبهم وأديانهم ليتعلموا من بعضهم ولا ينغلقوا على أنفسهم” الأمر الذي من شأنه نبذ التطرف ونشر التسامح بين الشعوب من مختلف الطوائف والمذاهب والأديان.

من جانبه استفسر “أكبر” عن الوضع الراهن في سورية وعن التقدم الذي تم إحرازه منذ زيارته الأخيرة إلى دمشق ولقائه السيد الرئيس بشار الأسد “الذي استطاع بالنهاية الحفاظ على وحدة شعب سورية وسلامة أراضيها رغم كل الضغوط من خلال الحفاظ على الإنسان كبنيان والحفاظ على التناغم بين الطوائف والأديان”.

وفي هذا السياق أكد المفتي حسون أن الحرب ضد الإرهاب في سورية “وصلت إلى نهايتها” لافتا إلى أن حركة إعادة البناء والإعمار بدأت في جميع أرجاء المناطق المحررة من الإرهاب وأن آلاف المعامل “عادت إلى العمل والإنتاج وبآلات وتقنيات هندية الصنع”.

ووجه المفتي حسون في ختام اللقاء دعوة لـ “أكبر” من أجل زيارة دمشق وشكره على الدعوة التي وجهتها له الحكومة الهندية معربا عن محبة الشعب السوري للشعب الهندي الشقيق ومشيدا بالعلاقات التاريخية التي تجمع شعبي البلدين الصديقين.

المفتي حسون: سورية انتصرت على الإرهاب

إلى ذلك أكد المفتي حسون خلال كلمة أمام عدد من السفراء العرب والأجانب والأكاديميين والصحفيين في العاصمة الهندية نيودلهي أن سورية انتصرت على الإرهاب داعيا إلى مواصلة العمل على محاربة “التطرف الأعمى”.

وفِي حديث لـ سانا أعرب المفتي حسون عن ارتياحه للتأييد الذي لمسه من المسؤولين الهنود لسورية في حربها على الإرهاب منوها بموقف الهند تجاه سورية ودورها الحضاري في القيام بنهضة معمارية وتكنولوجية بعد نيلها الاستقلال.

وأضاف إن”التجربة السورية تعد فريدة من حيث الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين جميع أبنائها والتي أفشلت المخططات الاستعمارية في تمزيق وحدة الشعب وتمسكه وحبه لوطنه رغم تجنيد مئات الآلاف من المرتزقة ومن أكثر من 100 دولة”.

الهند: ندعم سورية في حربها ضد الإرهاب

من جهته جدد وزير الداخلية الهندي راجنات سينغ موقف بلاده الثابت والداعم لسورية في حربها ضد الإرهاب بكل أشكاله.

وأبدى سينغ خلال لقائه المفتي حسون استعداد الهند للمساعدة والمساهمة في إعادة إعمار سورية وقال إن “هذه الزيارات المتبادلة تصب في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بما فيه مصلحة شعبي البلدين” معربا عن أمله في أن يعود الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية باقرب وقت ممكن.

وكان المفتي حسون وصل نيودلهي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في زيارة للهند التقى خلالها مع عدد من المسؤولين الهنود وعدد كبير من رجال الدين.