الشريط الإخباري

كوتشينفا:اختطافي من قبل الإرهابيين زاد إصراري على نقل حقيقة ما يجري بسورية

دمشق-سانا

ساهمت المترجمة والإعلامية الروسية انهار كوتشينفا في كشف حقيقة ما يجري في سورية والإرهاب الذي تتعرض له من خلال ما عاشته ورأته بأم عينها على مدى ثلاثة أعوام رغم ما طالها من تهديدات ومخاطر وصلت إلى حد خطفها من قبل الإرهابيين.

وفي حوار خاص لـ سانا الثقافية قالت الإعلامية انهار كوتشينفا: أنا أعيش في سورية منذ ثلاثة أعوام إلا أنني كنت أتردد عليها بشكل مستمر منذ عام 1999 وكنت أرى التطور الكبير في هذا البلد فعملت في القطاع السياحي مترجمة ودليلة سياحية للوفود الروسية التي كانت تزور سورية باستمرار.

وأضافت: خلال عملي بالسياحة أنجزت كتبا عن سورية وعن الآثار في بعض الدول العربية كالأردن ومصر وما تتضمنه تلك البلدان من مناطق ومواقع أثرية وبعدها وضعت كتابا عن دمشق جمعت في أغلب محتوياته ما تحتويه هذه المدينة الحضارية من عراقة عبر التاريخ وكيف تنامت فيها تلك الحضارات وكافح وناضل شعبها وأهلها منذ الحروب البيزنطية والرومانية وضد الاستعمار العثماني فهو كتاب يوثق لدمشق بما تستحقه من عظمة تاريخية.

وأشارت إلى أن الأزمة الظالمة التي تعرضت لها سورية التي تعتبر من أجمل بلدان العالم جعلتني أحمل مسوءولية إضافية بتأدية رسالة إنسانية أمام التاريخ أقف من خلالها إلى جانب شعب عرف بإنسانيته وحضارته لأنه صاحب حق وقضية عادلة ويحب الحياة بشرف ونقاء.2

وبعد أن تحولت كوتشينفا إلى العمل الصحفي بدأت منذ أواخر العام 2011 تنقل كثيرا مما تراه إلى أغلب قنوات التلفزة الروسية بشكل منهجي ودقيق مبينة أنها سعت لإنجاز منظومة إعلامية تظهر ما تعانيه سورية بشكل حقيقي وما تتعرض له من حرب تضليلية تقلب الحقائق وتزيف الأمور وتخرب المعايير.

وبرأي الإعلامية الروسية فإن النجاح في ربط الواقع الذي تعيشه سورية بمنظومات إعلامية دولية سوف يجعل العالم يعرف أن حكوماته ترتكب خطأ جسيما عبر دعمها للإرهاب وأن سورية شعبا وقائدا يعملون من أجل الحق والحقيقة رغم وقوف أدوات الصهيونية في أغلب أنحاء العالم بوجههم.

وروت كوتشينفا حكاية خطفها على يد التنظيمات الإرهابية فقالت: تعرضت للخطف بعد القائي محاضرة بالمركز الثقافي بطرطوس عن دور الجيش العربي السوري منذ حرب تشرين التحريرية وأنا في طريق العودة إلى دمشق في شهر تشرين الأول 2012 حيث تم خطفي من قبل الإرهابيين الذين أخذوني إلى منطقة القصير بحمص.

وأضافت: تبين لي من خلال تحقيقاتهم معي أنه لا يتعرض للخطف والتنكيل إلا الإعلامي الذي يقف إلى جانب سورية وأن الذين يقفون بجانب المؤامرة لا يتعرضون لأي أذى ووجدت أن الإرهابيين يتحركون بإشارات الكيان الصهيوني وبعد معاناة طويلة استيقظت في الصباح الباكر وهم نيام وتنكرت وهربت باتجاه الغسانية والتقيت بحواجز تابعة للجيش العربي السوري وهناك تمت مساعدتي بالوصول إلى دمشق بعد أن قضيت لدى الخاطفين 153 يوما أدركت من خلالها أن هدفهم كان التفاوض لإطلاق سراحي مقابل حصولهم على 50 مليون دولار.

هذه التجربة القاسية لم تنل من عزيمة كوتشينفا بل زادت إصرارها على نقل وقائع الأزمة في سورية وتابعت عملها الإعلامي ومع الوسائل الإعلامية الروسية على مختلف أنواعها إضافة إلى وسائل إعلامية كازاخية مشيرة إلى أنها استطاعت عبر التعاون مع بعض الإعلاميين الروس إيصال حقيقة ما يجري في سورية.

وعبر عملها الإعلامي في سورية صورت كوتشينفا أكثر من 20 ألف صورة وثقت عددا من الاعتداءات الإرهابية لتكون هذه الصور بمثابة توثيق دقيق حاولت أن تصل به قدر استطاعتها إلى معظم الوسائل الإعلامية رغم أن الإعلام المعادي يرسل بأدواته إلى أماكن الإرهابيين وينفق الأموال الباهظة لتزييف الحقيقة.

كما أقامت معارض للتصوير الضوئي مرتين في موسكو وآخر في بلجيكا وبعض الدول الأخرى بينت ما تتعرض له سورية من إرهاب في ظل الأزمة ومعتبرة أن الشعب السوري شعب ورث حضارة تاريخية وثقافة عريقة ما جعله يتحمل هذه المعاناة ويرفض الإذلال والخضوع رغم فداحة المؤامرة التي أثرت على حياته الاجتماعية.

أما ظاهرة الوقوف على الحياد فهي بمنظور كوتشينفا ظاهرة سلبية وأصحابها هم الأكثر خسارة وبمرور الوقت ستطولهم المؤامرة ويصبحون من ضحاياها في حين أن الذين وقفوا بوجهها سيحصدون ثمار الدفاع عن أوطانهم وسيكونون الأجدر ببنائها وصياغة قرارها وصناعة حضاراتها الواعدة.

ولا يفوت الإعلامية الروسية التأكيد على ضرورة بذل جهود أكبر لإيصال صوت الإعلام السوري إلى مختلف أنحاء العالم وتطوير آليات تسويقه والترويج له ولاسيما أنه يقدم جزءا مهما من نتاجه بعدة لغات عالمية داعية إلى إحداث مركز إعلامي دولي داخل سورية لنقل الأحداث بالصورة للخارج.

يذكر أن انهار كوتشينفا من مواليد 1972 درست في معهد آسيا وأفريقيا للغات في موسكو واشتغلت في مجال الترجمة الكتابية والفورية وفي السياحة كما أن لها عددا من الكتب عن السياحة والآثار وتعمل حاليا مراسلة للعديد من الوسائل الإعلامية في روسيا وكازاخستان.

محمد الخضر وميس العاني