S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
اللاذقية-سانا
مع ساعات الصباح الأولى يتوجه الصياد “وليد ورزيك” الى شاطىء ابن هاني في مدينة اللاذقية ميمماً شطر البحر ليقضي ساعات طويلة بانتظار رزقه مع غيره من الصيادين الذين يفضل بعضهم الانتظار على الشاطىء مع صناراتهم ليقوم الآخرون بارتداء ملابس الغطس الخاصة لخوض غمار البحر والبحث عن خيراته والنهل منها.
ورزيك ذو الأربعين عاما الذي يعتبر واحدا من أمهر الغطاسين بين أبناء جيله تعلم فنون الصيد منذ الصغر وأصبح الصيد عبر الغطس في البحر والبحث عن أسراره عشقه الذي لا ينتهي وحرفته التي يعتاش منها فنراه دائما مرتديا بدلة الغطس الخاصة به ومنطلقا منذ الصباح الباكر وهو الوقت المفضل لديه للغطس نظرا لهدوء التيارات المائية وخروج الأسماك بحثا عن الطعام.
ويعتبر ورزيك أن شواطىء جبلة وبانياس من أفضل المواقع لممارسة الغطس الحر والصيد في أعماق البحار كما أن موقع مركز البحوث والدراسات البحرية في اللاذقية مناسب أيضا من ناحية العمق ويفضل الغوص باستخدام بدلته المتخصصة التي تحميه من الطحالب وقناديل البحر إن وجدت ويقول..”لا يمكن الغطس لأعماق كبيرة دون ارتداء اللباس المخصص لذلك والذي تختلف سماكته للصيف والشتاء ويمكن معايرتها من خلال الحزام لتحديد الاستقرار المناسب للعمق تحت الماء بحيث يحافظ الغطاس على توازنه أثناء الصيد”.
تعلم الغطس الحر في اللاذقية يكون في أغلب الأحيان بمبادرة وجهد شخصي حسب ورزيك حيث تفتقد المدينة للأندية المتخصصة بتعليم هذا النوع من السباحة.
ويقول ورزيك ..”لم أتعلم أصول الغطس الحر من معلم أو ناد متخصص حيث اكتسبت مهاراتي بشكل فردي وفي أحيان كثيرة أسبح بمفردي لأكثر من كيلومتر وسط الماء من دون قارب لأصل لنقطة معينة وأبدأ بالغطس لعمق 25 مترا بعد أن أحبس انفاسي لأصيد ما توفره الأعماق من أسماك”.
ويؤكد أن هناك إقبالا متزايدا من الشباب لتعلم أصول هذه الرياضة البحرية التي تحتاج لياقة بدنية عالية ونفسا طويلا منوها بضرورة الغطس مع مرافق في المرات الأولى وعدم إجبار الذات على الغوص لأعماق كبيرة في حال لم يكن للجسد طاقة لذلك.
معدات الصيد والغطس التي يعتمدها ورزيك ليست كثيرة بل يكفي أن يتزود بمنظار مع قناع وقصبة للهواء وزعانف وبارودة للصيد بالإضافة لمشكاك صغير يربطه الغطاس على خصره لربط الأسماك المصطادة او الاستعاضة عنها بكرة معدنية مزودة بحبل تعلق الأسماك في نهايته بحيث يسحبه الصياد عند عودته الى البر ويؤكد ورزيك أن “الغطس الحر ليس مجرد وسيلة للصيد فهو يوفر للغطاس حالة روحانية فريدة تتيح له الانعزال عن المحيط والتمتع بمشاهد جميلة في الأعماق”.
ويلفت ورزيك إلى تنوع الأصناف التي توفرها الأعماق في سورية لتشمل “الحبش والأسود واللقس والسرغوس وغيرها”، لافتاً إلى أهمية تضافر الجهود لحماية الثروة البحرية من الصيد الجائر والتلوث.
ياسمين كروم
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
