موسكو: واشنطن مسؤولة عن انتشار الإرهاب

باكو-موسكو-سانا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تزايد نشاطات الإرهاب الدولي في منطقة الشرق الأوسط يشكل تهديدا على العالم.

وأعرب لافروف خلال محادثات أجراها اليوم مع نظيره الأذربيجاني إيلمار ماميدياروف في إطار زيارته للعاصمة الأذربيجانية باكو كما نقلت وكالة ايتار تاس الروسية عن القلق من تصاعد نشاطات الإرهاب الدولي التي تصاعدت في سورية والعراق ومنطقة الشرق الأوسط القريبة من روسيا منبها إلى أن مخاطر هذا الإرهاب على العالم كله.

وأوضح لافروف أنه تبادل مع وزير الخارجية الاذربيجاني ماميدياروف وجهات النظر حول الوضع في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن مكافحة الإرهاب الدولي “مهمة مشتركة” لدى روسيا وأذربيجان وقال: “اتفقنا على تكثيف الاتصالات في هذا المجال”.

كما أعرب لافروف في وقت سابق اليوم عن أمله في أن يناقش مع قادة أذربيجان الاضطرابات الجارية في أوكرانيا والمواقف المتعلقة بقضايا دولية أخرى.

وحول العلاقات بين روسيا واذربيجان أكد لافروف العمل على الحفاظ على اتصالات منتظمة وتكثيف الاتصالات الثنائية بين البلدين.

وفي سياق منفصل اعتبر لافروف ان مقتل الصحفيين الروسيين العاملين في هيئة الاذاعة والتلفزيون الروسية الرسمية في أوكرانيا يعطي إشارة واضحة إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في أوكرانيا والبدء بتخفيف حدة التوتر في هذا البلد.

وقال لافروف إن “هذه اشارة اضافية من أجل إطلاق عملية للتخفيف من حدة التصعيد في أوكرانيا وبدء المحادثات استنادا إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه مسبقا”.

وحذر لافروف من ان “خطط كييف لفرض قانون أحكام عرفية في منطقتي دونتيسك ولوغانسك سيمنح قوات الجيش الأوكرانية مطلق الحرية”.

بوشكوف: واشنطن تأخرت بالاعتراف بأن التنظيمات المتطرفة في سورية إرهابية.. وتتحمل مسؤولية توسيع انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط

من جانبه حمل ألكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية انتشار الإرهاب في الشرق الاوسط مؤكدا أن الأحداث الأخيرة في العراق هي دليل اخر على الفشل التام للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأشار بوشكوف في مؤتمر صحفي اليوم في موسكو إلى أن المسؤولين الروس نبهوا على مدى السنوات الثلاث السابقة زملاءهم الغربيين إلى مخاطر هذه التنظيمات المتطرفة في سورية على الأمن والسلام في المنطقة وفي العالم حيث “اعترفت الولايات المتحدة مؤخرا بأن هذه القوى في سورية إرهابية وتأخرت بهذا الاعتراف حتى تشكل قوام هذه القوى وتصلب عودها لذلك فإن الولايات المتحدة تتحمل كامل المسؤولية في سياستها الشرق أوسطية” مذكرا بأن الولايات المتحدة دعمت هذه التنظيمات لوقت طويل وادعت بأنها قوى “معارضة ديمقراطية”.

وقال “إنه وبعد ما يقارب ست سنوات من وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السلطة ظلت نتائج السياسة الأمريكية مفجعة للغاية ولم يتحقق ما وعد به أوباما في القاهرة أثناء زيارته الأولى لمنطقة الشرق الأوسط فلم تحل مشكلة الشرق الأوسط بل تعطلت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتحولت ليبيا من دولة مستقرة غنية ذات دخل فردي يزيد على خمسة عشر ألف دولار سنويا إلى دولة تسود فيها الفوضى والاغتيالات السياسية واختطاف رئيس الحكومة ونهب النفط الوطني وغيرها”.

وأضاف بوشكوف إن “ما نراه اليوم في العراق هو مشكلة انتقلت إليه نتيجة سياسة الولايات المتحدة إزاء سورية إذ انه بعد فشل محاولاتها في الإطاحة بالحكومة السورية اعطت الضوء الأخضر ليس للمعارضة السياسية القابعة في اسطنبول فقط بل للتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي اجتمع عناصرها القادمون من مختلف الدول العربية والإسلامية والغربية أيضا ومنها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها على الأراضي السورية لتكمل عملياتها في العراق”.

واستشهد بوشكوف بما فعلته الولايات المتحدة الامريكية والغرب في ليبيا حيث تم تخريبها وتكونت التنظيمات الإرهابية التي ستنشط في كل بقاع الأرض بما فيها ضد الولايات المتحدة الأمريكية مشيرا إلى عقم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والتي تحاول واشنطن من خلالها الان تأجيج أتون الحرب في العراق في حين يحتاج العراق إلى الهدوء والاستقرار.

وأعرب بوشكوف عن ثقته بأن لعبة “تغيير الأنظمة” التي اتبعتها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط هو ما أوصل الوضع إلى مرحلة انتشار المنظمات الإرهابية المتطرفة في دول المنطقة ولم يعد هناك مخرج من هذا الوضع الذي انتقل من الأراضي السورية واللبنانية ليصل اليوم إلى العراق ما يدل على تخبط السياسة الامريكية الاستراتيجية هنا وهناك وهو ما لا يخدم الدور القيادي الذي تدعيه أمريكا لنفسها لأن دور القائد هو في حفظ الأمن والسلام والعمل على التهدئة في البلاد وليس بإرسال مشاة البحرية لتطبيع الوضع فيها.

وحذر بوشكوف من انه إذا “استمر أوباما بهذه السياسة فسينهي عهده على شكل أسوأ مما انتهى إليه سلفه جورج بوش الذي خلف كل هذا الإرث ولم يتمكن أوباما من تصحيحه لأنه بنى سياسته على أساس ردات الفعل الأيديولوجي في الاستمرار بتغيير قادة الدول” مكررا بأن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن توسع انتشار الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار بوشكوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إلى أن التشابه بين ما حدث في سورية وما يحدث اليوم في أوكرانيا ينحصر في أن الدولتين كانتا ضحية ضغوطات عملية كبيرة من قبل الولايات المتحدة الأميركية التي تحاول باستمرار تطبيق سياستها في تغيير الأنظمة في دول متتالية الواحدة بعد الأخرى.

وأضاف بوشكوف “إن الفرق في الحالتين هو في أن الولايات المتحدة تمكنت من تحقيق ذلك في أوكرانيا على الرغم من رفض الجزء الأكبر من سكان البلاد لهذا النظام الذي وصل إلى السلطة في كييف بانقلاب فاشي وهذا ما أدى إلى حرب أهلية في أوكرانيا إذ ان الجيش الأوكراني لا يقتل مواطني روسيا بل يقتل مواطني أوكرانيا أي الأوكراني يقتل الأوكراني وهذا هو الشكل التقليدي للحرب الأهلية”.

وأعرب بوشكوف عن أسفه لأن الولايات المتحدة كما وقفت في سورية كليا إلى جانب المنظمات الإرهابية وقفت ايضا في أوكرانيا إلى جانب المتطرفين قوميا الذين استولوا على السلطة الشرعية بالقوة في كييف وتحاول اتهام روسيا بكل الماسي التي حصلت هناك.

ولفت بوشكوف إلى أن “الولايات المتحدة كانت كذلك ترفض الاعتراف بأن المنظمات الإرهابية المتطرفة هي المسيطرة على قوات /المعارضة السورية/ بل كان الأمريكان يقولون عنها بأنها قوى ديمقراطية تنشط ضد النظام في سورية”.

وتابع بوشكوف لذلك فإننا نرى في الحالتين التدخل الأمريكي في شؤون الدولتين وهذا ما يوجه الضربة القاصمة لما يسمى التفوق الأمريكي إذ أن هذا التفوق لم يبق منه إلا القليل في رأس أوباما ورؤوس أولئك الساسة الأوروبيين الذين يقدمون الدعم له.

وأكد بوشكوف “إننا في واقع الأمر نشاهد سفك الدماء والدمار والخراب والحروب الداخلية أينما يقوم الأمريكيون بالتدخل” موضحا أنه إذا كانت الولايات المتحدة تحاول البرهان على أن تدخلها هو لتنظيم العلاقات في العملية الديمقراطية فإننا نشاهد بتدخلها العكس تماما.