أوباما يواصل المواربة في مكافحة الإرهاب

عواصم-سانا

أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي يشكل تهديداً على كل الدول في أحدث تصريح لرأس الإدارة الأمريكية التي تستمر حتى اليوم في محاولة المواربة أمام الرأي العام العالمي والتهرب من تحمل مسؤوليتها المباشرة عن ظهور هذا التنظيم وتمدده في سورية والعراق نتيجة سياساتها الداعمة للإرهاب في المنطقة.

واعتبر أوباما في مؤتمر صحفي اليوم في العاصمة الاستونية تالين مع نظيره الاستوني توماس هندريك ايلفيس أن “موقف بلاده كان واضحاً منذ دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى الموصل وتم وضع استراتيجية منذ ذلك الحين تسعى في البداية إلى التأكد من حماية الامريكيين في العراق والعمل مع العراقيين لتشكيل حكومة عملية تشمل الجميع وتخدم كأساس وقاعدة للعراق للدفاع عن نفسه” إلا أن الواضح الذي لا شك فيه أن أوباما ما زال متخبطاً في تلمس خطوات الطريق الصحيح لمكافحة هذا التنظيم إذ لا يمكن دعم مكافحة الإرهاب في العراق والتغاضي عنه في سورية والتعامل بمعايير مزدوجة في هذا الموضوع وفق ما يؤكده العديد من مسؤولي الدول الفاعلة في العالم والتي تعمل وفق منطق القانون الدولي.

وحاول أوباما التهرب من تحمل المسؤولية حين رأى أن “نتيجة استراتيجيته لم تكن واضحة بسبب ما حصل في سورية وتصاعد المشاكل والازمات” مشيراً إلى أن “الوصول إلى النتيجة الواضحة سيتطلب وقتا طويلا” متجاهلاً بذلك أن ما يحصل اليوم كان نتيجة حتمية لسياسة إدارته التي تغاضت عن نشاط التنظيمات الإرهابية في المنطقة منذ سنوات ورفضت التعاون مع دول المجتمع الدولي للتصدي لها وعملت على تجنيدها ورعايتها لتحقيق أجنداتها في المنطقة.

وكان العديد من المسؤولين الأجانب حذروا الإدارة الأمريكية من مغبة تزويد من تسميهم واشنطن “مسلحي المعارضة” الذي بغالبيتهم ينضوون في التنظيمات الارهابية بالأسلحة لخطورة وقوعها لاحقا في يد إرهابيي تنظيم /دولة العراق والشام/ الارهابي بينما رفضت هذه الإدارة ذلك وواصلت إرسال شحنات الأسلحة إلى /معارضيها/.

وأشار أوباما إلى أن “اعتماد استراتيجية عسكرية في سورية قد تتطلب موافقة الكونغرس لكي تكون النتيجة مجدية وفعالة”.

وأعرب أوباما عن رغبته في أن يعمل حلف شمال الأطلسي على انشاء شراكات إقليمية تتمكن من مواجهة تنظيم /دولة العراق والشام/ الإرهابي والشبكات الارهابية التي تنشأ وتؤثر في استقرار الدول في المنطقة معتبراً أن “العمل مع المجتمع الدولي سيمكن من التضييق على تنظيم داعش الإرهابي ومن قدراته العسكرية ومن التمويل الذي يحصل عليه ومن التأثير والتهديد الذي يشكله”.

أوباما يترأس مجلس الأمن في 25 الجاري للحشد ضد إهابيي داعش

إلى ذلك أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنتا باور أن الرئيس باراك أوباما سيترأس في 25 أيلول الجاري اجتماعا لمجلس الأمن الدولي سيعقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات في موازاة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة “حيث تنوي الولايات المتحدة استصدار قرار حول التهديد الذي يشكله المتطرفون الأجانب” الذين يقاتلون في سورية والعراق.

ونقلت/اف ب/ عن باور قولها “نشهد ازديادا واضحا لعدد الإرهابيين الذين يسافرون للقتال في نزاعات في الخارج” في إشارة خصوصا إلى مئات الأجانب الذين انضووا في صفوف تنظيم /داعش/ الإرهابي موضحة أن هؤلاء “يعودون غالبا إلى بلدانهم وقد صاروا متطرفين انطلاقا من هذه التجربة”.

وأوضحت السفيرة الأمريكية أن بلادها تسعى إلى تأمين “تفاهم حول خطورة هذا التهديد وضرورة القيام بعمل مشترك” مشيرة إلى أن مشاورات تجري من أجل إصدار قرار يهدف خصوصا إلى “تشجيع التعاون الدولي لمنع المقاتلين الإرهابيين الأجانب من السفر” وإشراك الأمم المتحدة في هذا الأمر في شكل أكبر.

وأضافت باور التي تتولى بلادها في أيلول الرئاسة الدورية لمجلس الأمن أن “هذا القرار سيحض الحكومات الوطنية على بذل جهد أكبر “لتعزيز أدوات المراقبة لديها مبدية” ثقة كبيرة بإمكان التوصل إلى تفاهم” حول هذا القرار.

وكان مجلس الأمن تبنى في آب الماضي قرارا بالإجماع لمنع التجنيد في هذه المجموعات الإرهابية وتمويلها.

وبعد أسبوعين على بث شريط فيديو عن قطع رأس الصحفي الأميركي جيمس فولي نفذ إرهابيو داعش تهديداتهم وقتلوا ستيفن سوتلوف الصحفي الذي اختطف في آب 2013 كما بين شريط فيديو وزعته مجموعة سايت لمراقبة المواقع /الجهادية/.

وبعد تساؤلات عن تاريخ تصوير شريطي الفيديو وخصوصا أنهما متشابهان في المضمون أوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أنه تبين لأجهزة الاستخبارات “أن هذين الشريطين لم يصورا في وقت واحد” لافتة إلى أن الشريط الذي يظهر قتل سوتلوف “تم تصويره بعد شريط فولي”.

وأكدت من جهة أخرى أهمية التحالف الدولي الذي تسعى واشنطن إلى بنائه ضد إرهابيي /داعش/ وقالت إن “الولايات المتحدة لن تقاتل /داعش/ بمفردها بالتأكيد”.

وأضافت “لسنا مقيدين بالجغرافيا ثمة مجموعة واسعة من الدول التي يتواصل معها وزير الخارجية” مشيرة إلى أن كيري أجرى أخيرا مشاورات عبر الهاتف مع “نظرائه الاسترالي والإماراتي والأردني والقطري والإيطالي”.

وتؤكد العديد من التقارير والمعلومات الاستخباراتية الغربية أن مملكة ال سعود ودويلة قطر هما الداعمان الأساسيان لتنظيم داعش الإرهابي وقامتا على امتداد السنوات الماضية بتمويله قبل أن يقوم هو ذاته بالاعتماد في تمويله على خبرته من خلال عمليات السطو والإجرام التي جعلته يسيطر على مناطق في سورية والعراق.

وينتقد محللون وسياسيون ومسؤولون غربيون عدم وجود استراتيجية واضحة لدى الولايات المتحدة لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي الذي يمارس القتل والإجرام في سورية والعراق ولم يسلم منه حتى ممولوه وداعموه الأساسيون من الأوروبيين والأمريكيين حيث قام أمس بذبح الصحفي استيفن سوتلوف وذلك بعد أيام من ذبحه الصحفي الأمريكي جيمس فولي.

كيري: الولايات المتحدة ستقتص من قتلة الصحفيين الأميركيين

من جهته توعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن بلاده ستقتص من قتلة الصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف اللذين قتلا على يد إرهابيي تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام”.

1

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن كيري قوله في بيان اليوم “عندما يقتل إرهابيون في أي مكان من العالم رعايانا فستحاسبهم الولايات المتحدة مهما طال الوقت.. فليعرف الذين قتلوا جيمس فولي وستيفن سوتلوف في سورية أن الولايات المتحدة ستحاسبهم أيضا أيا كان الوقت الذي سيستغرقه ذلك”.
يشار إلى أن مسؤولي البيت الأبيض الذين بدؤوا سيل تصريحاتهم المتوعدة لتنظيم “داعش” الإرهابي بعد مقتل أمريكي ثاني على يد التنظيم الإرهابي تناسوا ما قدموه لهذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية في سورية والمنطقة من دعم تسليحي وتمويلي تحت ما سموه “معارضة معتدلة”.
ووصف كيري إعدام سوتلوف بأنه “ضربة في الصميم ووحشية ترقى إلى القرون الوسطى”.
وكان نواب أميركيون طالبوا أمس الرئيس باراك أوباما بالإسراع في وضع خطة للتصدي لتنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي فى سورية والعراق وذلك بعد تبنى التنظيم الإرهابي قطع رأس صحفي أميركي ثان هو ستيفن سوتلوف.

الاتحاد الأوروبي يعلن التزامه بدعم جهود محاربة تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي

من جهة أخرى أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم أنه ملتزم أكثر من أي وقت مضى بدعم الجهود الدولية لمحاربة تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي غداة مقتل الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف على أيدي إرهابيي التنظيم.

وقال الاتحاد في بيان وقع عليه 28 عضوا في بروكسل نقلته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم إن “جريمة القتل البشعة التي ذهب ضحيتها الصحفي الأمريكي هي دليل آخر على تصميم التنظيم على مواصلة وتوسيع استراتيجيته الإرهابية”.
وأضاف البيان إن “الاتحاد الأوروبي ملتزم أكثر من أي وقت مضى بدعم الجهود الدولية لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي وكل المجموعات الإرهابية التي تعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر”.
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي انساق منذ بداية الأزمة في سورية وراء السياسات الأمريكية في دعم الإرهاب في سورية تحت زعم دعم ما سموه “معارضة معتدلة” رغم كل المعطيات التي أكدت أنهم جميعا يقبعون في بوتقة التنظيمات الإرهابية المتشددة.
وفي واشنطن قال ماثيو أولسين مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في أمريكا في تصريحات له اليوم إن تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق وسورية يشكل خطرا حقيقيا على الغرب ولكنه “ليس تنظيما لا يقهر”.

انظر ايضاً

الأمم المتحدة تحذر من تمدد إرهابيي (داعش) في أفريقيا

نيويورك-سانا حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف