الشريط الإخباري

مشيخة قطر وجماعة الإخوان تتعمدان ترويج صورة محددة لمجريات الأوضاع الليبية

طرابلس-سانا

استمرارا لحالة الفوضى والاضطرابات التي تعيشها ليبيا تضاربت الأنباء حول هوية الطائرات التي قصفت مواقع في العاصمة الليبية طرابلس في الأيام القليلة الماضية فقد تحدثت مصادر رسمية ليبية عن مسؤولية الجيش عن عمليات القصف في وقت تساءل فيه الليبيون عن مسببات محاولات الإعلام الإخواني والقطري حرف الأنظار والتركيز على قضية الطائرات والتغاضي المتعمد عن التدمير الممنهج والحالات الإنسانية في طرابلس.

وبحسب تصريح للناطق باسم مجلس النواب الليبي فرج هاشم مساء أمس نقلته وسائل إعلام محلية فإن الجيش الليبي هو من نفذ الضربات الجوية على طرابلس.

وأشار مراقبون في ليبيا إلى نجاح وسائل إعلام كل من مشيخة قطر وتنظيم الإخوان الإرهابي في تشويه صورة ما جرى على الأرض الليبية لدرجة أدت إلى تورط الأمريكيين بتصريحات تتهم مصر والإمارات بقصف مواقع الميليشيات المتطرفة في ليبيا ثم التراجع عنها مستغربين سر التركيز على قصة الطائرات المجهولة التي يقول إعلام إخواني وقطري إنها تقصف مواقع ميليشياتهم بينما يتم السكوت عما يجري في طرابلس من تدمير ممنهج لكل شيء وهو ما فضحته الصور المنقولة للمطار بعد سيطرة الميليشيات عليه.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد أمس الأول أن كل ما نشر من أنباء عن قيام مصر بعمل عسكري في ليبيا محض افتراء ومن صنيعة وسائل الإعلام في حين أكدت مصادر دبلوماسية ليبية أمس أن قطر وتركيا تقفان وراء الاتهامات الموجهة الى مصر والإمارات بقصف مواقع لميليشيات ليبية بهدف التغطية على الورطة التي تعيشها الدوحة وأنقرة في الأزمة الليبية.

وتعيش ليبيا منذ عدوان الأطلسي بدعم وإسهام من عدة قوى إقليمية بما فيها مشيخة قطر وحكومة حزب العدالة والتنمية الإخوانية في تركيا عام 2011 حالة فوضى وفلتان أمني متفاقم انتشر في سياقها السلاح الميليشياوي في كل مكان في هذا البلد وسط حالة من الصراع والتقاتل بين هذه الميليشيات.

وفي المستجدات الميدانية على الأرض قتل 10 عناصر مما يسمى عملية فجر ليبيا وأصيب 37 آخرون في إحدى الغارات الجوية التي شنتها طائرات حربية فيما أكد المكتب الإعلامي للعملية تدمير 100 آلية جراء الغارات الجوية التي استهدفت معاقله غرب طرابلس كما ازداد عدد الأسر النازحة من العاصمة الليبية في حين استمرت الاشتباكات في مدينة بنغازي.

وأعلنت ما تسمى (لجنة الأزمة في مجلس طرابلس المحلي) أن عدد الأسر الليبية النازحة من العاصمة طرابلس جراء تدهور الوضع الأمني وتفاقم الاشتباكات بلغ 12 ألفا و652 أسرة.

وكانت الاشتباكات التي شهدها مطار طرابلس بدأت في 13 تموز ثم توقفت وذكرت صحيفة الوسط الليبية أن الاشتباكات التي دارت في محيط المطار والمناطق المجاورة لها أجبرت السكان على الفرار ما أدى إلى ترك بعض المناطق شبه خالية.

وفي مدينة بنغازي شرق ليبيا أكد مصدر عسكري في القوات الليبية الخاصة (الصاعقة) سقوط قتيل في صفوف قواته خلال المعارك بين وحدات الجيش الليبي وما يسمى (تنظيم أنصار الشريعة) في المدينة.

وأوضح المصدر في تصريح لصحيفة الوسط الليبية أن معارك دارت في مناطق سيدي فرج وسيدي منصور ومحور بوعطني في وقت شن فيه سلاح الجو الليبي العديد من الغارات الجوية على مواقع تمركز وتجمعات لتنظيم ما يسمى (أنصار الشريعة) والقوات الموالية لها والمنضوية تحت ما يدعى (مجلس شورى ثوار بنغازي).

وتسود الشارع الليبي حالة خوف من المجهول مع استمرار الجدل والترقب بسبب حالة الفلتان الأمني كما أفاد استطلاع للرأي نشرته صحيفة الوسط ذاتها.

وكانت الصواريخ والقذائف على طرابلس توقفت مؤخرا في ظل تكتم إعلامي كامل عن أسباب الانسحاب المفاجئ للجماعات المسلحة المحسوبة على قبيلة الزنتان من جميع المواقع التي كانت تتمركز بها لتعيد انتشارها قرب معسكر العزيزية جنوب طرابلس.

كما أسفرت الاشتباكات العنيفة بين مختلف الجماعات المسلحة في ليبيا على خلفية الصراع على السلطة عن سقوط العشرات وربما المئات من القتلى والجرحى في ظل غياب أي إحصائيات رسمية نظرا لمنع الصحفيين والمنظمات الإغاثية والإنسانية من الاقتراب من مناطق النزاع من الجانبين وانهيار أجهزة الدولة الرسمية إلى جانب اضطرار آلاف المدنيين الآمنين للنزوح القسري من بيوتهم إلى دول الجوار والمدن الليبية البعيدة عن مناطق النزاع خشية جحيم المواجهات إضافة لتدمير وحرق مطار طرابلس الدولي وعشرات المؤسسات العامة والمباني والبيوت والشقق السكنية والمحلات التجارية والورش والمصانع ونهبها.

وكان مجلس الأمن الدولي طالب في القرار رقم 2174 بشأن ليبيا الذي أصدره بإجماع الأعضاء بالوقف الفوري لإطلاق النار في ليبيا وقيام مؤسسات الدولة بمهامها والدخول في حوار سياسي شامل.

وأعرب القرار الدولي عن الشعور بالقلق إزاء التواجد المتزايد لتنظيم القاعدة في ليبيا مشددا على ضرورة التصدي له بكل الوسائل استنادًا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز التدخل باستخدام القوة.

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين حذر من أن الوضع فى ليبيا فى حالة “انهيار” حيث “تتفاقم الأحوال سوءاً هناك بسبب التدخلات الخارجية المتواصلة”.

انظر ايضاً

الأمم المتحدة تحذر من تفشي الأمراض شرق ليبيا بعد العاصفة دانيال

طرابلس-سانا حذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من تفشي الأمراض شرق البلاد، وحدوث أزمة …