الشريط الإخباري

سيدة البشارة “الشحارة” من أقدم الكنائس الأثرية بوادي النضارى

ريف حمص-سانا

في سهل قرية المزينة في وادي النضارى كنيسة قديمة أثرية حجارتها السوداء تدل على عظمة الاجداد وتشهد على مئات من السنين وحضارات تعاقبت عليها جعلت منها مزارا ليس لاهل المنطقة فحسب بل على صعيد سورية وخارجها لقدمها وكثرة عجائبها عبر التاريخ وهي كنيسة سيدة البشارة “الشحارة”.1

ويقول الأب بطرس حزوري كاهن الكنيسة لنشرة سياحة ومجتمع” إن الكنيسة تقع في قرية “الشحارة “ولها نسبت وهذا ما تؤكده الكتابة المنقوشة على الصينية المقدسة الفضية الموجودة في متحف الكنيسة والعائدة لعام 1814م”.

ويضيف الأب حزوري” إن “الشحارة” كانت موجودة بالقرب من قرية المزينة التي بنيت على الهضبة وقد اندثرت تلك القرية ولم يبق من آثارها سوى هذه الكنيسة وطاحونة الشحارة وبعض آثار البيوت والمقابر المتعددة حول القرية المندثرة”.

والكنيسة القديمة مبنية من حجارة المنطقة البازلتية السوداء وقناطرها الحجرية وعقودها الجميلة تدل على قدم الكنيسة كما يوجد فيها جرن معمودية ومائدة مقدسة وايقونسطاس من الحجر البازلتي المحفور بطريقة مزخرفة ورائعة تحاكي النمط المتبع في بناء كنائس من الحقبة الزمنية نفسها.

ويشير الأب حزوري إلى أنه في الكنيسة ايقونات قديمة ترجع إلى عام 1861م وبعض الاواني المقدسة تعود الى العام 1814م أما بقايا الايقونسطاس الخشبي المحفور قديما فهو يعود الى عام 1889م موءكدا ان عمر الكنيسة لايزال غير معلوم بدقة إلا أن المؤرخين يرجحون انها تعود الى العصر المملوكي.1

ويضيف حزوري أنه في العامين 2004 و2005 تم ترميم الكنيسة القديمة من الداخل والخارج بشكل انبوبي يبلغ طولها من الداخل 15م وعرضها 5ر5 م وطولها من الخارج 20 م وعرضها 10م وتم اعادة الكنيسة خلال عمليات الترميم الى شكلها القديم.

وحول تسمية البعض لها بالعجائبية يقول الأب حزوري ” إن الروايات تشير الى انه في العشرينيات من القرن العشرين ومابعدها حدث في الكنيسة الكثير من العجائب والاحداث الموثقة على مرأى الناس”.

ويشير حزوري إلى أن الكنيسة تحتفل في 25 آذار من كل عام بعيد البشارة وفي 15 اب بعيد رقاد السيدة العذراء حيث يأتي المصلون للتبرك بها ومن قدسيتها .

ويتابع حزوري إنه في السبعينيات من القرن الماضي وبسبب ازدياد عدد سكان القرية شيدت كنيسة حديثة ملاصقة للقديمة ويستطيع الناس عبر باب صغير والنزول درجتين الوصول إلى الكنيسة القديمة ومن ثم تم بناء ملحقات للكنيسة تضم غرفة للكشاف وصالونا للاستقبال.

وتعتبر الكنيسة اليوم مركزا للمخيمات الكشفية وفيها فرقة للسيدات اللواتي يساهمن في النشاطات الروحية والخدمات الاجتماعية التي تساهم في تقديم العون إلى المهجرين الذين اجبرتهم المجموعات الارهابية المسلحة على ترك منازلهم .

مي عثمان