الثقافة والمواجهة لـ”علي عقلة عرسان”.. كتاب يؤكد على الثقافة كسلاح بوجه العدوان

دمشق -سانا

يقدم المفكر الدكتور علي عقلة عرسان في كتابه الجديد “الثقافة والمواجهة” دراسات منهجية تتناول أهمية الثقافة كسلاح للدفاع بوجه العدوان الخارجي والفكر المتطرف والحالات الاجتماعية السلبية.

والثقافة بمفهومها الشامل بحسب عرسان لا تتوقف عند الفكر والأدب والفن بل تشمل التراث والموروث بأنواعه وأشكاله وتتعدى ذلك إلى التربية والتعليم والإعلام وكل ما هو في حكم المكونات الرئيسة لشخصية الأمة وقيمها وذاكرتها ووجدانها والمؤءسس لتربية أجيال واعية منتمية وقادرة على استشراف المستقبل ما يستدعي بالضرورة معرفة الماضي والانطلاق من الحاضر بوعي معرفي لامتلاك كل ما يؤهلها للدفاع عن نفسها وحماية وجودها والتقدم في مجالات البناء والعمل والابداع.

ويرى في كتابه أن الثقافة العربية في حالة مواجهة اشتدت وطأتها وتعددت أشكالها منذ اتفاقات أوسلو ووادي عربة على الخصوص وتتركز في مواجهة سياسة الاستسلام ونهجه ومن يعملون على وضع الثقافة في خدمة المشاريع الاستسلامية من داخل البيت الثقافي العربي ذاته لتحقيق اختراقات في الثقافة لمصلحة الصهيونية والامبريالية الأمريكية ومشاريعهما في المنطقة.

وأشار المفكر عرسان إلى التحدي السياسي الثقافي الاجتماعي والاقتصادي الذي يطرحه الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني المتحالفان على امتنا ووطننا وثقافتنا ومثقفينا والذي يتجلى في تفتيت الأمة وفرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة العربية وتعزيز القدرة الشاملة للكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات معه والتوجه نحو فرض النظام الشرق أوسطي بكل مناحيه بغرض تغيير البنى الثقافية والتربوية والقيم العربية.

وأكد المؤلف ضرورة مقاومة الاعتراف بالعدو الصهيوني وأشكال تطبيع العلاقات معه واشكال التنظير الفكري والسياسي التي تروج لذلك مبينا أن التحدي الذي يواجه المثقف العربي رفض السلام الصهيوني الامبريالي المفروض والمرفوض منا عقليا ووجدانيا لأنه هو الاستسلام الذي يسوقه سماسرة السياسة والثقافة المتعاونون على الشعوب وقضاياها المصيرية العادلة.

وجاء في الكتاب “إن ما يفرض علينا هو اعتراف قهري بحق تاريخي مزعوم لقوة معتدية غاصبة غاشمة بأن لها حقا في الوجود فوق أرضنا وإقامة دولة وسيادة على حساب دولتنا وسيادتنا وإحداث مشروع توسعي استيطاني على حساب مشروعنا النهضوي واستقلالنا واستقرارنا ومحاولة إلغاء لقوة الحق
التاريخي لعروبة فلسطين تاريخيا وحق شعبها في العودة إلى كل شبر منها وإقامة دولته المستقلة وبسط سيادته فوق تراب وطنه.

ودعا المؤلف إلى مراجعة صريحة وشجاعة للمفاهيم والمواقف والاعتقادات على أرضية من الفهم والعلم والانتماء والموضوعية والنظرة المستقبلية الواعية لذاتها ولأهدافها ووسائلها المتبصرة جيدا بتاريخها وعلاقتها التاريخية مع الأمم والدول وإقامة جسور التواصل معها في الجانب الثقافي والسياسي والاجتماعي.

وفي الكتاب رؤى منهجية أخرى متعددة تذهب إلى التحصيل الثقافي وضرورة التعامل بإيجابية مع الكاتب والإعلام والعلمانية والعلم والأدب وتوجيه هذه القوى مجتمعة لمقاومة كل من يحاول النيل من كرامتنا وأرضنا.

يذكر أن المفكر والباحث الدكتور علي عقلة عرسان شغل العديد من المناصب الثقافية منها الأمين العام لاتحادات الكتاب العرب في الوطن العربي لدورات متعددة ورئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية وقبلها معاونا لوزير الثقافة كما ترأس وأدار العديد من الصحف والدوريات ومن أهم مؤلفاته /صمود وانهيار مسارات التفاوض/ بأجزائه المتعددة و/المثقف العربي والمتغيرات/ كما كتب العديد من المسرحيات منها /الغرباء/ و/رضا قيصر/ وفي الرواية له /صخرة الجولان/ إضافة لسلسلة أعماله الشعرية الكاملة وبحوث وكتابات أخرى في الأدب والفكر والسياسة.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency