الشريط الإخباري

لافروف: خطط “داعش” لا تتوقف عند حدود الشرق الأوسط.. يجب إغلاق الحدود التركية السورية فورا

روما-موسكو-سانا

أجمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مواقف بلاده من الأحداث في سورية والمنطقة بالتأكيد على ضرورة التعاون بين الجميع لمكافحة الإرهاب وعدم اتخاذ مواقف مزدوجة معتبرا أنه يجب إغلاق الحدود التركية-السورية فورا وعدم السكوت عن أعوان التنظيمات الإرهابية.

كما أبدى لافروف في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية عنه خلال مشاركته في مؤتمر “حوار المتوسط” المنعقد في إيطاليا استعداد بلاده للتعاون مع التحالف الذي تقوده واشنطن في حال حصل على الشرعية المطلوبة عبر موافقة سورية والأمم المتحدة على عملياته في هذا البلد وقال “إن هذا التحالف يعتبر حليفا محتملا لكن الى اليوم لم يقبل الأمريكان التنسيق الكامل” مؤكدا رفض بلاده التام لأي طروحات بخصوص تقسيم سورية كما اعتبر أن حل القضية الفلسطينية يساعد في حل ملفات المنطقة.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن خطط تنظيم “داعش” الإرهابي التوسعية لا تتوقف عند الشرق الأوسط بل تستهدف مناطق عديدة بما فى ذلك شمال القوقاز داعيا إلى التوحد حول هدف تدمير هذه الهيكلية الإرهابية.

وبين لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني في روما عقب مباحثات ثنائية على هامش المؤتمر أنه تم خلال المباحثات تبادل الآراء حول “نشاطات مجموعات العمل المختلفة لتسوية الوضع في سورية”.

وقال لافروف إن “روسيا وإيطاليا تشاركان في هذه المجموعات.. وفي المستقبل القريب سنحدد البرنامج الأساسي لهذه الآلية الدولية لإنجاز الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى يتم تحديد المجموعات الإرهابية وتشكيل وفد المعارضة للمحادثات مع وفد الحكومة السورية للتسوية السياسية”.

وأوضح لافروف أنه بالنظر إلى القضايا الدولية والإقليمية فقد “عبرنا عن نهجنا الموحد بمكافحة الإرهاب وتطوير الجهود المشتركة وكيف يمكن التعاون بفاعلية أكثر فى سورية ضد تنظيم “داعش وجبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى” مشيرا إلى مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أعلن عنها في الأمم المتحدة لتشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب.

وأكد لافروف أن تهديدات تنظيم “داعش” الإرهابي واضحة للجميع وهي لا تتوقف عند حدود الشرق الأوسط وقال “لقد أعلنوا على الملأ أنهم يريدون تشكيل الخلافة التي يجب أن تمتد برأيهم من البرتغال إلى باكستان ومن المقلق وجود آلاف المواطنين الروس ومن بلدان جارة من المقاتلين ضمن تنظيم “داعش” ولديهم خطط فيما يتعلق بشمال القوقاز لهذا السبب فإننا مقتنعون بوجوب ان تكون تلك الخطط حافزا أساسيا كى نضع الطموحات الجيوسياسية الأخرى وغيرها جانبا ونتوحد حول هدف واحد لتدمير هذه الهيكلية الإرهابية”.

وبخصوص التعاون مع التحالف الذي تقوده واشنطن قال لافروف “إن الحديث يدور ليس عن الانضمام بل عن التنسيق بين الطرفين على أساس متكافئ” دون أن يستبعد أن تجتمع “مجموعة دعم سورية” مجددا في فيينا الأسبوع المقبل في حال نجاح الأطراف المشاركة في المفاوضات في تنسيق قوائم التنظيمات الإرهابية والفصائل التي يمكن تسميتها بالمعارضة وبعد تنسيق مثل هذه القوائم يمكن التعويل على اطلاق مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال لافروف “نحن ننظر إلى التحالف كشريك فعال محتمل لكن لكي يصبح هذا التحالف فعالا في حقيقة الأمر من المهم أن يعتمد على قاعدة القانون الدولي المتينة وقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي”.

وتساءل لافروف عن السبب الذي يمنع واشنطن من طلب موافقة دمشق على غاراتها ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية بعد أن قامت بهذا العمل عندما بدأت ضرباتها ضد التنظيم في العراق ولماذا لا تتوجه إلى مجلس الأمن لتوفير أرضية قانونية لعمل التحالف.

وأعاد لافروف إلى الأذهان أن الجانب الروسي اقترح على الأمريكيين منذ بداية العملية العسكرية في سورية إقامة تنسيق وثيق لكن واشنطن لم تقبل إلا اتفاقا محدودا حول الإجراءات الضرورية لتجنب الحوادث غير المرغوب فيها في أجواء سورية.

وتابع إن “العسكريين الروس ما زالوا مهتمين بالتنسيق الوثيق فيما يخص الأهداف الإرهابية في سورية وتبادل المعلومات حول مواقع فصائل المعارضة السورية المسلحة التي ترفض أيديولوجية الإرهابيين وممارساتهم والذين يمكن الاعتماد عليهم باعتبارهم شركاء في محاربة الإرهاب”.

وشدد وزير الخارجية الروسي على مساندة بلاده لجهود الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية وأزمات أخرى وقال “اقترحنا تشكيل مجموعات مشتركة للتخلص من التهديدات الإرهابية ويجب أن تستمر المشاورات بين روسيا وإيطاليا”.

وبما يخص الأزمة الأوكرانية قال لافروف “تحدثنا حول أوكرانيا ولدينا رأي موحد بالنسبة لكل المشاركين في عملية تسوية الأزمة فيها إذ يجب تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم التوصل إليها وسجلت في اتفاقات مينسك”.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق خلال محادثاته في روما على استمرار التعاون بين البلدين ليكون مثمرا أكثر رغم ما يشوب العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي كما تم الاتفاق على تطوير التعاون السياسي والاقتصادي وفي كل المجالات.

بدوره أكد جنتيلوني أن تنظيم “داعش” الإرهابي يمثل تحديا كبيرا للاستقرار في العالم لافتا إلى أنه “لدى هذا التنظيم مراكز في سورية والعراق وموجود في أفغانستان وأفريقيا ومناطق أخرى”.

وبين جنتيلوني أنه تم بحث الأزمات في بلدان حوض البحر المتوسط ولاسيما الأزمة في سورية معتبرا أن محادثات فيينا الخاصة بها فتحت الطريق نحو “التغيير ووقف إطلاق النار” إضافة إلى الأزمة في ليبيا التي توليها إيطاليا أهمية كبيرة.

وشدد جنتيلوني على أهمية العلاقة بين روسيا وإيطاليا حيث تعد روما ثاني أكبر شريك اقتصادي أوروبي لروسيا وتتواجد في السوق الروسية بشكل مستمر.

وفي سياق عرضه لموقف روسيا من القضايا المطروحة على الساحة الدولية طالب لافروف خلال كلمة له في مؤتمر “حوار المتوسط” المنعقد في روما اليوم بقطع قنوات تمويل وتسليح الإرهابيين في سورية مشددا على أن ذلك “يتطلب إغلاق الحدود التركية-السورية فورا”.

ونقلت روسيا اليوم عن لافروف قوله “لا يجوز أن نغمض عيوننا عندما تعمل أطراف ما كأعوان لتنظيم داعش وتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين” مضيفا “إننا نطالب بوضع حد لكل ذلك كما أن ذلك يؤكد على ضرورة إغلاق الحدود التركية-السورية فورا”.

واعتبر لافروف أن إنجاح مهمة مكافحة الإرهاب يتطلب من الجميع التخلي عن “اللعبة المزدوجة” والكف عن دعم المتطرفين والتستر على الإرهابيين مؤكدا أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية من قبل سلاح الجو التركي كانت مثالا على مثل هذه اللعبة المزدوجة.

وحذر لافروف “بعض الأطراف من خطر الوقوع في الخطأ عندما تحاول استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية معينة مثل تغيير النظام في سورية” موضحا أن التنظيمات المتطرفة والإرهابية تستخدم بمكر انعدام الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها وتحاول نشر “خلافتها” لتمتد من البرتغال إلى باكستان.

وأضاف لافروف “إنهم يجعلون الحياة لا تحتمل بالنسبة لأي شخص يرفض مشاطرتهم ايديولوجيتهم القاتلة ويستغلون الدين الإسلامي كتغطية لجرائمهم”.

وعبر لافروف عن رفض بلاده “أي خطط لتقسيم سورية إلى كيانات تحمل طابعا إثنيا أو طائفيا” لافتا إلى ضرورة “أن يمنح الدستور السوري ضمانات أكثر متانة للأقليات داخل المجتمع”.

وأشار لافروف إلى موقف بلاده من مستقبل الرئيس بشار الاسد وقال “إن حل هذه المسألة يتم عن طريق الانتخابات” مشددا على أن المهمة الرئيسية في سورية تكمن في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.

وبخصوص ما شهدته المنطقة خلال السنوات الماضية اعتبر لافروف أن الشعوب العربية أرادت التغيير لكنها واجهت الدمار وانهيار الاقتصاد بسبب تدخل الغرب الذي سعى إلى تغيير بعض الأنظمة السياسية.

وقال لافروف “إن فكرة إمكانية إعادة بناء الهيكلية الداخلية في دول عربية برغبة قوى خارجية كانت نتيجة للطموحات أحادية القطب التي لم تكن في محلها وكذلك توجهات ما يسمى نهاية التاريخ”.

وأشار لافروف إلى أن ذلك بدأ بالغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 رغم تحذيرات كثيرة من روسيا وأوروبا والعالم العربي ثم استمر مع موجة ما يسمى “الربيع العربي” عندما شجع الغرب ما سماه “ثورات” بغض النظر عن الوقائع السياسية وثقافة وتقاليد المجتمعات العربية.

وقال لافروف “إن موسكو على قناعة بضرورة تبني رؤية شاملة للتطورات بالمنطقة” مؤكدا ضرورة تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأن التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية سيساعد كثيرا على تقويض دعاية المتطرفين وقدرتهم على التجنيد.

واعتبر لافروف أن المبدأ الأساسي في القرن الأ 21 يجب أن يتمثل في شراكة الحضارات وحق الآخرين في الاختلاف وقال إن “روسيا مستعدة للتعاون الشفاف مع جميع الشركاء لوقف التطورات المدمرة لدى جيرانها في الجنوب” مشيرا إلى أن سياسة روسيا شفافة دون وجود أي أجندة خفية.

الغرب بدأ يدرك ضرورة تنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب

وفي وقت سابق أعلن لافروف أن الغرب بدأ يدرك ضرورة تنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب مشيرا بهذا الصدد إلى نتائج الاتصالات الروسية الفرنسية الأخيرة.

وقال لافروف في تصريحات لوكالة نوفوستي الروسية.. إننا “سنحكم على النوايا الحقيقية للولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب من خلال استعدادها لتشكيل تحالف موحد لمكافحة الإرهاب وكذلك مستوى التعاون بين عسكريينا في سورية ونحن منفتحون لمثل هذه الشراكة دائما إلا أننا نواجه في الواقع ممانعة واضحة لإقامة حوار أكثر ثقة في مجال مكافحة الإرهاب اذ لم تشعر موسكو بعد عمليا أن الغرب مستعد للتعاون في مكافحة الإرهاب”.

ورأى لافروف أن سلسلة الهجمات الارهابية الدموية في مختلف أنحاء العالم تدل على أن محاولات بناء “جزر أمن” منفصلة والقضاء على الإرهاب باستخدام قدرات دولة واحدة أو مجموعة محدودة من الدول عديمة الآفاق.

واستغرب لافروف مواقف واشنطن الرافضة تقديم معلومات استخباراتية حول إحداثيات مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وذلك تزامنا مع توجيهها اتهامات إلى روسيا بضرب أهداف خاطئة قائلا “من الصعب لنا أن نرى أي منطق هنا ولا يفهم لماذا المعلومات التي قدمها الجانب الروسي للأمريكيين حول تحليقات الطيران الحربي الروسي لم تؤخذ بعين الاعتبار قبيل إسقاط القاذفة الروسية في سورية”.

وكان لافروف جدد التأكيد سابقا على ثبات الموقف الروسي الداعي إلى ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف التي تعتزم محاربة الإرهاب الدولي.

من جهة أخرى أكد لافروف أن الشعب السوري هو المخول في اختيار قيادته وقال “لا أحد يمكن أن ينفرد بحق اتخاذ القرار بدلا من السوريين حول شكل الدولة السورية ورئيسها وإن الوثائق التي وقعت في فيينا أكدت ذلك بوضوح”.

وكان لافروف دعا نظيره الأمريكي جون كيرى خلال اتصال هاتفي أول أمس إلى تنفيذ القرارات المتخذة فى لقاء فيينا بشأن الية تشكيل وفد “المعارضة السورية” والتي تنص على “تشكيل وفد للمعارضة للمشاركة في مفاوضات مع الحكومة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة”.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

 https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

انظر ايضاً

لافروف: أمريكا والغرب قلقون بشأن عمل دول بريكس

موسكو-سانا أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن الولايات المتحدة ودولاً غربيةً أخرى