الجغرافيا التوراتية الافتراضية.. محاضرة بدار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا

أكد الباحث الدكتور بسام جاموس في محاضرة بعنوان “الجغرافيا التوراتية الافتراضية عبر العصور” الخلفية الزائفة للصهيونية كفكرة الشعب المختار وأرض الميعاد مشيرا الى ان بني اسرائيل “قوم موسى” عندما جاوءوا الى بلاد كنعان كانت المدن الكنعانية ذات حضارة قديمة نشأت منذ ألف وخمسمئة سنة.

وعرف جاموس مستشار وزير الثقافة لشؤون الآثار التوراة في محاضرته التي ألقاها ظهر اليوم في دار الأسد للثقافة باللاذقية بأنه كتاب وعقيدة وشريعة يطلق عليها اسفار موسى الخمسة وهي “التكوين – الخروج – اللاوين – العدد – التثنية والاشتراع” والتي تروي قصة الشعب اليهودي الاسرائيلي منذ الخلق الى فترة الطوفان والاباء والخروج الجماعي من مصر ورحلات التيه في صحراء سيناء واعطاء الشريعة لموسى في سيناء مستعرضا ترجمة التوراة عبر العصور من الآرامية الى اليونانية ثم الى اللاتينية في القرن الاول بعد الميلاد والى الحبشية مطلع القرن الرابع والى العربية في عهد هارون الرشيد اضافة الى ظهور ترجمات بروتستانتية وكاثوليكية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وترجمة “الآباء اليسوعيون” إضافة إلى ترجمات أخرى من الانكليزية الى العربية.

وأشار جاموس الى ان المعطيات والدلائل والشواهد الأثرية أكدت التزوير والنقل الحرفي عن الحضارات التي سبقت ظهور التوراة لافتا الى ان أهم مظاهر الانحراف عن توراة موسى الاصلية ان التوراة التي كتبها الكهنة بعد عصر موسى لعدة قرون تقوم على التفرقة العنصرية فتجعل من اليهود شعب الله المختار وتنظر لبقية الشعوب نظرة دونية في المجتمع الانساني.

وقال الباحث في علم الآثار.. ان المعطيات التاريخية الأثرية تبين ان الارض العربية بشكل عام وبلاد الرافدين بشكل خاص موثقة بالاف الشواهد التي تؤكد على هوية المشرق وان فلسطين بشكل خاص لم تنفصل عن عمقها المشرقي اذ لا وجود لما ورد في الخارطة التوراتية للاباء المؤسسين كـ “ابراهيم واسحاق ويعقوب وموسى” والخروج من مصر والتيه في سيناء مبينا ان التنقيبات التي يقوم بها الكيان الصهيوني على ارض فلسطين والجولان هي مخالفة لجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وخاصة التي تنص منها على الحفاظ على الممتلكات الثقافية اثناء النزاع المسلح وما هي الا محاولة لتزييف التاريخ.

واستشهد جاموس بالكاتب الفرنسي روجيه غارودي الذي قال.. ان فكرة الشعب المختار صبيانية وغير متوازنة مؤكدا في كتابه “أحلام الصهيونية وأضاليلها.. ملف اسرائيل” ان هذه الفكرة اجرامية من الناحية السياسية اذ انها تكرس مشروعية الاحتلال والتزوير اضافة الى النظرة القبلية والنظرة الضيقة للايديولوجية التوراتية لكن اكتشاف حضارات بلاد الشام والرافدين ومصر أسقطت هذه الادعاءات وابعاد التضليل الصهيوني وأصبحت الحضارات الثلاث هي المرجع الاول للباحثين والعلماء الذين اثبتوا على ضوء الدراسات والشواهد بأن اسفار التوراة هي منسوخة ومنقولة عن ثقافات واداب حضاراتنا القديمة.

وتابع الدكتور جاموس.. ان من اشهر اقتباسات التوراة من الحضارات الاوغاريتية والمصرية والرافدية قصة ظهور موسى وهي قصة سرجون الاكادي ومنقولة حرفيا عنها موضحا ان قصة الخليقة سرقها اليهود عن البابليين و قصة البعث والقيامة اخذوها عن السومريين والبابليين والمصريين اما قصة قابيل وهابيل فهي مسروقة عن قصة سومرية تدعى “ايميش واينتين” وكذلك قصة الطوفان وولادة موسى والشريعة القانونية التوراتية استقت شرائعها من شرائع حمورابي لافتا الى ان علماء الاثار الذين يؤمنون بالنهج العلمي والوثيقة الاثرية ضحدوا ووضحوا رؤية واهداف اللوبي الصهيوني وتحريفهم وتزويرهم للحقائق التاريخية والأثرية مؤكدين ان هذه الحضارات من ابداع سكان بلاد الشام أي سكان سورية المحليين الاصليين الذين اهدوا البشرية الزراعة والعمارة والكتابة والفنون والقوانين والتربية والتعليم.

 

انظر ايضاً

الإعلان وتأثيره في اللغة العربية.. محاضرة بدار الأسد باللاذقية

اللاذقية-سانا أثر الإعلان في اللغة العربية سلبا وإيجابا وتطوره عبر تاريخنا والدور الراهن الذي يلعبه …