الشريط الإخباري

تجاوز نشاطها تقديم المساعدات.. جمعيات أهلية تسعى إلى الانتقال من الاقتصاد الخيري لترسيخ دورها التنموي

دمشق-سانا

شهدت السنوات الأخيرة تعاظم النشاط التنموي للجمعيات الأهلية في البلاد ضمن اطار ما يعرف ” باقتصاد الخير” حيث يترك هذا النشاط ظلالا اقتصادية تمس بشكل مباشر أو غير مباشر الحياة المعيشية والاجتماعية لالاف المواطنين من شرائح اجتماعية اقتصادية ومهنية مختلفة.

وحاول عدد من الجمعيات الابتعاد عن الظهور بمظهر تقليدي تاطرت فيه عبر عقود طويلة نظر فيها الناس اليها من جانب خيري دون التنموي لكون مهمتها تنتهي عند تقديم المساعدة لمحتاجيها إلا أنها  باتت حاليا تطلق مشاريع وتخلق فرص عمل وتعيد تدريب وتأهيل الكوادر الداخلة إلى سوق العمل فضلا عن تقديم القروض التنموية.

وتبين رئيس مجلس ادارة جمعية الندى التنموية ميساء رسلان لنشرة سانا الاقتصادية أن الجمعية تنطلق في ادائها واستراتيجيتها من هدف سام هو”حتى لا يعود السائل للسؤال” حيث تحرص على تزويد الراغبين في العمل وخاصة أولئك الذين تضررت منشاتهم بالادوات التي تمكنهم من تحقيق طموحهم عبر تدريبهم وتأهيلهم لمساعدتهم في الانطلاق من جديد بعملهم.

وتضيف رسلان ان لدى الجمعية مركزين لتقديم خدمات التدريب والتطوير في المزة بدمشق والغزلانية بريف دمشق يدربان في مجالات الحاسوب والخياطة والمشغولات اليدوية والصباغة وحياكة البسط والسجاد وغيرها حيث يحصل المتدرب عند انتهاء الدورة على شهادة مصدقة من وزارة الشؤون الاجتماعية وعلى قرض دون فائدة يتراوح بين 75  الف ليرة إلى 100  ألف ليرة  لافتة إلى ان الجمعية منحت 150 قرضا العام الفائت.

وتقف الجمعية وفقا لرسلان على أرضية صلبة بعد سنوات من انطلاقتها تتمثل بعدد من الخريجين يتجاوز الفي متدرب كل شهرين كما ان لديها حاليا اكثر من 1300 متدربا و700 يتيم و250 حالة اعالة من كبار السن والعجزة و133 طالب علم حيث تقدم وجبة شهريا لكل اسرة مسجلة لديها كما أسست مشغل خياطة خلق اكثر من مئة فرصة عمل ومصبغة لتامين فرص عمل لذوي الاحتياجات الخاصة.

وتسعى جمعية حفظ النعمة لمحاربة ظاهرة هدر المواد الغذائية والألبسة والأثاث الموجودة في المجتمع والاستفادة من الأطعمة والألبسة بإعادة استخدامها لمساعدة الأسر المحتاجة حيث تنبهت الجمعية إلى أهمية ذلك وبدأت عملها “بجمع الطعام المتبقي من موائد الحفلات والولائم واستصلاحه بطريقة كريمة لائقة” ثم توسع عملها ليشمل الدواء والكساء والأثاث وذلك بهدف نشر ثقافة “حفظ النعمة بين الناس ” وزيادة التعاون بين الجمعية والمتبرعين من أفراد وجهات خاصة وعامة.

كما أن  لدى الجمعية إستراتيجية تعمل على تنفيذها تتمثل “بنقل الأسر الفقيرة من أسر مستهلكة إلى أسر منتجة” من خلال إنشاء ورش تدريب مهنية للذكور والإناث بحيث يختار الفرد مهنة يستطيع من خلالها أن يعيل نفسه وأسرته حيث تضم الجمعية عدة أقسام هي قسم الغذاء ويقدم الطعام المستصلح والمطبوخ بمطبخ الجمعية والوجبات التموينية الجافة وفيه مشاريع موسمية مثل إفطار الصائم ومشروع الأضاحي وإفطار الصائم الجوال أما القسم الثاني فهو قسم الأدوية ويقدم الدواء بعد فرزه وتحضيره من قبل كادر طبي متخصص وتوزيعه من خلال صيدليتي الجمعية وضمن هذا القسم هناك قسم فرعي للتجهيزات الطبية الذي يقوم بأخذ التجهيزات الطبية وصيانتها وإعارتها للمحتاجين.

ويقوم القسم الثالث قسم الكساء بجمع الملابس المستعملة وفرزها وغسلها واستصلاحها وتقديمها للمحتاجين بطريقة لائقة فضلاً عن الملابس الجديدة التي ترد من المعامل والتجار وهناك فرع لتجهيز العرائس إذ تقدم مجموعة من الألبسة والاحتياجات التي تتطلبها العروس كما أنه يقدم فستان الزفاف وبدلة العرس على شكل إعارة ويقدم قسم الأثاث القطع المستعملة بعد جمعها من البيوت واستصلاحها ضمن ورش الجمعية إلى جانب ما يصله من تجهيزات من قبل المعامل.

وتدخل المصارف على خط اقتصاد الخير من خلال انشطتها ومشاريعها المشتركة مع الجمعيات الخيرية فقد ذكر تقرير المسؤولية الاجتماعية الصادر عن بنك البركة الاسلامي لعام 2013 بان البنك قدم خدمات مالية ومصرفية لاكثر من 80 جمعية خيرية شملت الاعفاء من الرسوم وتقديم تسهيلات خاصة كارقام الحسابات المميزة لسهولة جمع واستقبال التبرعات وغيرها من الخدمات المصرفية.

وفي هذا السياق أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية قبل ايام حملة لقمتنا سوا بالتعاون مع مبادرة أهل الشام واثنتي عشرة جمعية أهلية والتي تستهدف إطعام 30 ألف صائم يومياً.

أحمد العمار

انظر ايضاً

تنديداً بمجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة… وقفات تضامنية للجمعيات الأهلية والفرق التطوعية في دمشق والمحافظات

دمشق-سانا دعماً للشعب الفلسطيني، وتنديداً بمجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الأهالي في قطاع غزة المحاصر،