الشريط الإخباري

“سورية مهد الحضارات”.. وثائقي على قناة بلغارية-فيديو

صوفيا-سانا

“بعد حضور الفيلم ستعلمون لماذا تم القول لكل شخص وطنان.. وطنه الأصلي وسورية”.. هكذا قدمت قناة ألفا البلغارية فيلهما الوثائقي المعنون “سورية مهد الحضارات” لتذكر بحقائق الشمس السورية التي كانت منارة العالم ووصل شعاعها إلى أصقاع الأرض.

الفيلم الذي أعدته القناة بالتعاون مع حزب “أتاكا” البلغاري وأبناء الجالية السورية في العاصمة البلغارية صوفيا يحكي قصة إشعاع حضاري لم تخمد جذوته على مر العصور ويسرد بالصورة وبلغة رشيقة وتنويع جميل بين العربية والبلغارية حكاية حضارة هي أم الحضارات ومهدها.

2

ولفتت القناة إلى أنها أعدت الفيلم بمناسبة ذكرى استقلال سورية من الاحتلال الفرنسي وعرضته باللغتين العربية والبلغارية كونها متابعة في بلغاريا والوطن العربي.

في بداية الفيلم الوثائقي قالت السيدة رولا حميدة وهي بلغارية كانت تقيم مع عائلتها في سورية حتى فترة قريبة مضت “من هنا كانت البداية.. بداية التاريخ القديم.. سورية تلك الجوهرة في قلب العالم.. آثارها ما زالت تعطي لكل باحث إشارات الماضي لمعرفة الحقيقة وأصل الوجود.. منذ 7000 عام وسورية تنشر السلام ومنها ولدت أبجدية أوغاريت الأولى أصل كل شيء”.

وأضافت “سورية مخزن الحضارات القديمة منها بدأت خطوات البشرية الأولى في مغامراتها الرائعة في الزراعة والفنون والديانات والتجارة والقانون.. وفيها جرت أولى الألعاب الأولمبية في عمريت.. ومن البوابة الشرقية شرق المتوسط تدخل إلى سورية التي تتمتع بسحر خاص وفريد.. أينما اتجه بصرك تجد الجمال والنقاء بطبيعتها الخلابة ومياهها العذبة والمعدنية المعروفة بأنها دواء وشفاء ولذلك أصبحت مقصداً للسياح من جميع أنحاء الدنيا”.

3

وتناول الفيلم بالتفصيل أغلب المناطق السورية التاريخية مستخدما عبارات وصفية منتقاة بدقة ترسم صورا ذهنية أقرب ما تكون إلى الخيال ولكنها الواقع بحذافيره مبتدئا من جبال مدينتي كسب وصلنفة ليصل إلى صافيتا التاريخية ومنها إلى مياه مدينة الدريكيش المعدنية فجبال مشتى الحلو الوادعة والمثمرة.. ومكملا بصور ليحط في مدينتي حمص وحماة ومذكرا بالمدن الأثرية والقلاع والكنائس والقصور التي تركت اليد السورية بصمتها الحضارية عليها ومشيرا إلى عظماء في التاريخ مروا بأروقة مدنها.

وكان لنواعير حماة على ضفاف العاصي وأسد شيزر وجبال مصياف وأصول أباطرة العالم نصيب مهم في الفيلم الذي شد السير إلى حلب مدينة التجارة والصناعة والعلم والشعر مرورا بمدينة شاعر الفلاسفة أبي العلاء المعري.

ولم ينس فيلم قناة ألفا البلغارية شرق سورية حيث تبسط عشتار سحرها على الفرات مذكرا بالصالحية وحران والرقة البيضاء رصافة هشام بن عبد الملك التي منها كانت ترفرف الرايات من الصين إلى الأندلس.

وكان للمدينة الأسطورية تدمر النصيب الذي يليق بها في الفيلم كعروس المجد الصحراوي حيث يوءمها السياح من أصقاع الأرض ويتجه الفيلم بصوره ولغته العذبة نحو الغرب لتستقبله دير عطية وجبالها الفريدة في العالم حيث مهد أقدم ملاذات الإنسان وفي صخورها منحوتة بلدة معلولا الوحيدة في العالم التي ما تزال فيها لغة السيد المسيح الآرامية محكية بين الناس إذ يقول الفيلم فيها للمشاهد هنا.. “أنت أمام الحقيقة المنحوتة في الصخر”.

ويؤكد الفيلم أنه من دمشق يشع الإسلام المتسامح وهي أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ ومنها خرج بولس الرسول ينشر المسيحية وهي عاصمة الإبداع ومقصد المؤمن والفنان والباحث وبيت الأصالة والإبداع والتحف ومقر الإيمان.

وإلى جنوبها ينتقل الفيلم بالمشاهد إلى “شهبا حيث قال الإمبراطور فيليب العربي إنها روما الصغرى وهي ما تزال على حالها” مشيرا ارتفاع أعمدة بصرى ومسرحها وبيت الراهب بحيرة في جانبها الغربي مشيدا بسهل حوران وجبال الجولان وصهيل الذكريات في اليرموك كأخصب بقعة في بلاد الشام.

وختم الفيلم الذي مدته نحو ثلث ساعة بالقول “إنها سورية منذ أن وجدت كانت وطناً للحقيقة والمعرفة والحوار وطن الأبجدية الأولى واللحن الأول والسباق الأولمبي الأول وكما يقول المؤرخ الشهير ويل ديورانت والباحث الفرنسي أندريه بارو محافظ اللوفر السابق لكل إنسان وطنان.. وطنه الأصلي وسورية”.