الشريط الإخباري

خميس الحلاوة طقس شعبي في حمص

حمص- سانا

يحتفل أهالي حمص بخميس الحلاوة حيث يزورون موتاهم ويوزعون الحلاوة على الفقراء وبهذه المناسبة تزينت واجهات المحال بمخاريط ملونة باللونين الزهري والأبيض من حلاوة الخبزية التي تتربع على عرش الحلويات الشعبية الحمصية التي تشتهر بها حمص في خميس الحلاوة إلى جانب البشمينة والسمسمية والراحة بنوعيها السادة والمزينة بفستق العبيد بالإضافة إلى حلوى بلاط الجنة.

ويعتبر خميس الحلاوة أو خميس الأموات من الطقوس السنوية الهامة التي تعيشها مدينة حمص وتتفرد به عن بقية المحافظات السورية حيث تشهد المدينة اليوم الاحتفال بهذا الخميس من خلال زيارة الناس لموتاهم وتوزيع الحلاوة على الفقراء حيث تزدان محال بيع الحلاوة بالوانها الزاهية ما يضفي جوا من الإلفة والمحبة حيث يتبارى الناس في شراء أنواع الحلوى إضافة إلى أن الجيران يتبادلون توزيع أنواع الحلوى فيما بينهم بهجة بخميس الحلاوة.

و أكد ناظم طيارة رئيس مجلس المدينة على أهمية هذا اليوم الذي يحل ضيفا كل عام على المدينة حيث غدا طقسا مهما ينتظره الأهالي لا إن أهالي حمص فقدوا بهجته ومتعته نتيجة الظروف الراهنة التي حلت باسواق المدينة القديمة التي كانت تشكل وجهة أهالي حمص لشراء الحلويات في خميس الحلاوة، لافتا إلى إصرار أهل المدينة على مواصلة الاحتفال بهذا العيد حيث تزدان واجهات محال بيع الحلوى اليوم بما يبهر العين من ألوان الحلوى البيضاء والحمراء الأمر الذي يدعو إلى السعادة والفرح لكون الناس يتوافدون من جميع الأحياء لشراء الحلوى والترحم على موتاهم.

بدوره اشار الشيخ محمد حلموشي أمام جامع بلال الحبشي إلى أهمية هذا اليوم وما يحمله في طياته من أواصر المحبة والألفة بين أهالي مدينة حمص والذي لا يقتصر على المسلمين فقط لافتا إلى إن أهالي حمص يحتفلون بخميس الأموات أو خميس الحلاوة بعد عيد الفصح الشرقي من شهر نيسان حيث ينطلق الناس فيه إلى المقابر حاملين الحلاوة المتنوعة ويقومون بوضع الآس والنخيل والورود على القبور ويوزعون الحلوى على الفقراء والمحتاجين.

وقال.. لا يمكن لاحد أن ينسى هذا الخميس لأن البائعين هم الذين سيذكرون الناس به حيث مخاريط الحلاوة تزين شوارع ومحال وأحياء حمص.

وحول طقوس خميس الحلاوة تحدثت السيدة / أم محمود / وهي في أواخر العقد السادس من العمر من مواليد مدينة حمص قائلة.. ” إن حمص تميزت منذ القدم بسبعة خميسات هي الخميس الضايع الذي ينتظر هلال شباط و خميس الشعنونة و خميس المجنونة نسبة لجنون الرياح في هذا الشهر وخميس القطاط الذي يحل فيه موسم تزاوج الهررة وخميس النبات الذي يجلب الحظ وخميس الحلاوة وأخيرا خميس المشايخ لافتة إلى أن بعض الناس كانوا يطلقون على خميس الحلاوة خميس الاموات حيث ينطلق فيه الناس إلى المقابر لزيارة الموتى وغرس الآس على القبور وتوزيع الحلوى على الزائرين وهو يأتي في الأسبوع الأخير من نهاية صوم الطوائف المسيحية ما قبل خميس الآلام.

وأشارت إلى أن النساء كنا قديما في هذا العيد يخرجن بعد ظهر الخميس إلى الجبانات لزيارة القبور وتوزيع ما حملن من حلاوة على الفقراء فتجلسن حول الزرع ويردد الشبان بعض الاغاني والأناشيد الشعبية ويشتري الناس الحلاوة لبيوتهم وأقاربهم ويوزعونها على كل من يحبونه ويتذكرونه والأهم أن الحلاوة توزع على أرواح الأموات وعلى الفقراء الذين يتواجدون في المقابر لمعرفتهم بهذا العيد.

وأردفت أم محمود قائلة.. إن خميس الحلاوة هو التقليد الوحيد الذي بقي مستمرا لأيامنا هذه على الرغم من افتقاده للتميز بشكل تدريجي نتيجة توفر أنواع الحلاوة التي يتميز بها هذا الخميس في جميع أوقات السنة مغلفة بالعلب الانيقة والجميلة حيث لم يعد يقتصر وجودها على خميس الحلاوة بل أصبحت تلك الحلويات الشعبية تمثل الهوية الحمصية حيث يقوم الناس بتوصية كل زائر لحمص بعبارة دخيل عينك لا تنس حلاوة الجبن والشعيبيات والحلاوة الحمصية الخبزية ما أثر على انعكاس صدى فرحة هذا الخميس في نفوس الحماصنة.

ورأى وليم وهو أحد باعة الحلويات الشعبية في حمص أنه لطالما اشتهرت مدينة حمص بصناعة الحلاوة وحافظت عليها لأن إعدادها يحتاج إلى وقت وجهد وصبر وأشهر أنواعها الحمرا والبيضا التي تحتاج لجهد كبير في أعدادها كونها تعد بشكل يدوي مضيفا.. “انه توجد أنواع أخرى ولها أسماء غريبة وطريفة مثل بلاط جهنم أو بلاط الجنة التي تتميز بشكلها الجميل حيث تشبه الحجارة التي ترصف أرض المنازل بشكل مستطيلات صغيرة متناوبة بين الاصفر والاحمر وهناك البشمينة التي تصنع من رقائق رفيعة جدا من الطحين والسكر أما السمسمية فهي عبارة عن عجينة السكر بالسمسم تقطع إلى مستطيلات رفيعة يرش عليها السمسم بالإضافة للجوزية والغريبة والشوشية وهي أنواع لذيذة ومطلوبة.

وأكد أنس السباعي صاحب محل أجياد لبيع الحلوى بأن خميس الحلاوة يعتبر جزءا من تراث المدينة الذي ينتظره الناس لممارسة طقوسه حيث يشكل حالة من الالفة بين الناس في جميع أحياء حمص وخاصة أنه يأتي في فصل الربيع وأعياد نيسان إضافة إلى الألفة التي تسود الجو العام بين الحماصنة من خلال تبادل الحلويات والترحم على موتاهم.

وأكد أن أكثر الحلوى مبيعا هي الخبزية الحمراء والبيضاء التي تكون على اشكال هرمية وهي المحببة جدا للناس إضافة لأنواع الأخرى المتنوعة.

انظر ايضاً

طقس اجتماعي تنفرد به حمص

حمص-سانا طقوس اجتماعية مميزة ترافق الاحتفال السنوي بعيد (خميس الحلاوة) الذي تتميز به مدينة حمص …