الشريط الإخباري

الأول من نيسان.. بداية التقويم السوري لدى الحضارات القديمة

دمشق-سانا

الأول من نيسان هو عيد رأس السنة السورية، إذ يعد التقويم السوري أقدم تقويم لا يزال يحتفل به، ويصادف اليوم بداية سنة 6773 للتقويم الزراعي القديم، حيث كانت السنة السورية القديمة تبدأ في الأول من نيسان (نيسانو في اللغة الكنعانية والآرامية).

وبين الدكتور في علم الآثار واللغات القديمة بجامعة دمشق إياد يونس في تصريح لـ سانا أن هذا التقويم ظل قائماً عند الحضارات السورية المتعاقبة، ومنها ممالك أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ودمشق ونقل مع العرب فيما بعد إلى الأندلس.

وأضاف يونس: “لم يتخذ السوريون القدامى الأول من نيسان أول أيام سنتهم عن عبث بل لأنه البداية الحقيقية، وكانت الاحتفالات بقدوم الربيع تبدأ في يوم الاعتدال الربيعي وتستمر حتى اليوم الأول من نيسان يوم رأس السنة السورية، ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب ونمو الزرع والثمار، وكانت تتخلل الاحتفالات طقوس دينية وشعائر، وتقدم خلالها قرابين ومواكب احتفالية كبيرة”.

وأشار يونس إلى أن التقويم السوري ارتبط بعشتار الربة الأم الأولى ربة الحياة ونجمة الصباح والمساء في آن معاً، والتي تصفها النصوص القديمة بأنها “في فمها يكمن سر الحياة”، مشيراً إلى أن احتفالات رأس السنة السورية كانت تبدأ في الحادي والعشرين من آذار، الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير، بعدها تبدأ الاحتفالات الدينية لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان، ثم تستمر حتى العاشر منه.

وأوضح يونس أن هذا العيد سمي “أكيتو” بالسومرية و”أكيتي سنونم وريش شاتين” بالأكادية، ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، والذي يشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير والقمح والحبوب المختلفة والخضراوات.

وأكد يونس أن الآثار التي تم اكتشافها في سورية والعراق تبين أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيد للحصاد الزراعي، الذي كان ينجز مرتين في السنة الواحدة، الأولى في شهر نيسان، والثانية في تشرين الأول، وكان حينها يسود الاعتقاد بأن حركة القمر السنوية ما هي إلا “حركة دائرية مغلقة”، تضمن الطبيعة من خلالها الخلود ومقومات استمرار الحياة.

وقال يونس: “إنه من الجدير بالذكر أن تأريخ يوم السومريين كان يعتمد على عدة عناصر طبيعية وأهمها القمر، فقد كان معلوماً بأن شهر “نيسانو” أي نيسان يبدأ حسب التقويم بليلة الاعتدال الربيعي، واختلف العلماء حول أصل التسمية “الأكيتو”، غير أن أصل الكلمة هو “يوم الخصب” لأنه في الأساس هو عيد زراعي مرتبط بموسمي البذار والحصاد.

وختم يونس حديثه قائلاً: “إن الأعياد السورية القديمة هي قيم ثقافية واجتماعية”، مشيراً إلى أن الاحتفال برأس السنة السورية الأكيتو يعد أمراً مهماً يدل على وعي جديد لدى مختلف الشرائح السورية التي تعيد اكتشاف تلك المراحل المجهولة من تاريخها”.

رشا محفوض

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

الأول من نيسان عيد رأس السنة السورية.. عيد للحياة وعودة الخصب

دمشق-سانا ليس غريبا أن يعرف السوريون التقويم منذ قديم الزمان وأن يتقدموا بوضعه على التقويمين …