الشريط الإخباري

ما يدعو إلى العار.. بقلم:شوكت أبو فخر

بعد مرور عقدين على غزو العراق، مازالت هذه الجريمة بمثابة الكارثة التي تؤرق -ليس العراق فقط – بل المنطقة برمتها، لأن ما حصل لاحقاً من تدمير وخراب وإرهاب كان نتيجة طبيعية لهذا الاحتلال.

من المفارقات اليوم أن هذا الغزو لم يعد جزءاً من النقاشات السياسية العامة في الولايات المتحدة التي تزعمت الغزو، أو في المملكة المتحدة أقرب حلفائها، وكأن الأمر، “فعلاً عادياً” حصل وانتهى، لكنه في حقيقته، جريمة حرب حصلت عن سبق الإصرار خارج قوانين الأمم المتحدة وثبت بالأدلة أن كل المزاعم التي سيقت لتبرير الحرب كانت كاذبة.

لقد فشل موضوع تبرير الحرب، بل سقط أصحاب هذا الاتجاه الذين دعموا هذه الجريمة الرهيبة وبات عليهم اليوم الاعتراف بالجريمة المخزية، حيث لم تعد محل انقسام، بقدر ما هي مثار عار.

في نظرة سريعة للمنطقة نرى أن ما يحصل فيها، لم يكن إلا نتيجة للاحتلال الأمريكي، ورعاية مخططات الفوضى، لسرقة الموارد، وتفتيت الدول إلى كيانات طائفية متناحرة، كي يبقى المحتل هو الأقوى والمسيطر.

لكن وعي أبناء المنطقة لهذه الحقائق فوت على المحتل وأذنابه فرصة تحقيق هذه الأهداف، وما نشاهده يومياً من عمليات مقاومة، ما هو إلا رد فعل شعبي عفوي رافض، للاحتلال وعلى النقيض معه، ما يعني أن المحتل لن ينعم بالهدوء أو الاستقرار وسيكون مصيره كغيره من الغزاة الذين مروا على هذه المنطقة.

اليوم لابد من تأكيد الحقائق، وهي أن جريمة غزو العراق أدت إلى إطلاق العنان لنزاعات خطيرة أفضت إلى ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من تنظيمات إرهابية، لذلك فإن على الأمريكيين أن يتذكروا، وهم يراجعون سياسات بلدهم الخارجية، أن هذه الجريمة تدعو للعار، كما التدخل وسرقة موارد الدول الصغيرة.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

نثق بالحليف الروسي.. بقلم: شوكت أبو فخر

شكّلت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى روسيا الاتحادية، والمحادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، محطة …