للتلاعب بمصير الشعوب.. بقلم: منهل إبراهيم

أتت الحرب في أوكرانيا بكل تفاصيلها الكبيرة والصغيرة كمثال حي وشاهد عيان على أفعال الغرب في سورية والعراق وغيرهما من دول تم استهدافها، وكيل لها من الفبركات والاتهامات ما يسجل أرقاماً قياسية في النفاق والتزييف.

الاتهامات الغربية الكاذبة بشأن روسيا تعيد للذاكرة العديد من الأمثلة التاريخية القريبة والبعيدة في اختلاق الذرائع للقيام بأعمال عدائية كما شهدنا في سورية والعراق، في سياق استخدام هذا السلاح الخطير للتلاعب بمصير الشعوب.

وبالنسبة لروسيا، زادت الاتهامات والفبركات المزيفة والملفقة والمكررة في عدد من وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية عدة مرات حيث أخرج الغرب المزيد من التواريخ الجديدة للهجوم الروسي المزعوم حينها على أوكرانيا، ورفض الغرب في الوقت نفسه الاعتراف بمعاناة سكان منطقة دونباس من الأعمال الإجرامية التي اقترفها ويواصل اقترافها نظام كييف.

تصريحات المسؤولين من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وبريطانيا بشأن مزاعم اختلاق روسيا لذرائع ما يسمى “غزو أوكرانيا” خرج بها المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي في الـ 14 من كانون الثاني الماضي، ولن ننسى تصريح وزيرة الخارجية البريطانية السابقة ليز تراس، وتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “غزو روسي محتمل لأوكرانيا” وغيرها من التصريحات الكاذبة والملفقة بحق روسيا.

وما يقارب الأمثلة الحية الأخيرة حول هذه المزاعم الكاذبة فبركات ما يسمى “الخوذ البيضاء” في سورية التي سعت إلى خداع العالم واتهام الدولة السورية بشن ضربات عشوائية على المنشآت والمدنيين، إضافة إلى الفبركات الإعلامية التي قامت بها الدول الغربية والولايات المتحدة بحق دول عربية ومنها العراق عندما خرج كولن باول وبيده مادة “نووية” قيل إنها من المصنع العراقي الأمر الذي مهد بشكل واضح لغزو العراق وتدميره.

والمثال القريب الآخر على ألعاب الغرب البهلوانية والتضليلية ما كشفته صحيفة التايمز البريطانية مؤخراً أن ألمانيا تعترف بمشاركة الغرب في هجوم السيل الشمالي”، فالمحققون الألمان الذين يحققون في الهجمات التي وقعت على خطوط أنابيب الغاز في أيلول الماضي خرجوا باحتمال أن تكون دولة غربية هي من قامت بتلك الهجمات لإلقاء اللوم على روسيا.

الإعلام الغربي دائماً من حيث يدري أو لا يدري، يكشف عورات أنظمته، وفيما يبدو أن الألمان لم يحرزوا تقدم يذكر، ولم يكشفوا بعد عن أدلة دامغة، إلا أنهم لا زالوا منفتحين على نظرية أن دولة غربية هي من قام بتنفيذ التفجيرات لإلقاء اللوم على الدولة الروسية في ذلك.

وفي نظرة عميقة تحليلية يتبين أن لا مصلحة لروسيا في ضرب هذه الأنابيب الشمالية، كما أن لا مصلحة لسورية في فعل كل ما يلفقه الغرب لها من اتهامات وروايات ثبت بطلانها بالأدلة والمنطق، وكعادته عندما يفشل الغرب في مسرحيته الهزلية التضليلية الخطيرة بكل ما في الكلمة من دلالات، يراوغ ويحاول ترقيع خيبته، كما فعل مستشار الطاقة السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بالتصريح أنه لم يستغرب أن عملية العثور على أدلة في قضية الهجمات على خطوط الأنابيب “السيل الشمالي” لم تكتمل بعد، وقال “إن التحقيقات تحت الماء عادة ما تستغرق دائما الكثير من الوقت، وفي هذه الحالة قد لا يمكن للمرء أبداً العثور على أدلة.

أمريكا تمهد الطريق أن لا أدلة على علاقة روسيا بالتفجيرات، وهي بذلك تعترف أن من قام بالفعل التخريبي ضد أنابيب الغاز هم منظومة العدوان الغربية التي ترعاها الولايات المتحدة، وعلينا إسقاط ذلك على ما حدث ويحدث تجاه الدولة السورية.

ومن موقف القوة رفع المدعي العام لروسيا قضية بتهمة “عمل إرهابي دولي” بعد الأضرار التي لحقت بأنابيب الغاز، وفي 31 تشرين أول الماضي، أفاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سمح لشركة “غازبروم” بفحص موقع انفجار “السيل الشمالي”، وأبلغه رئيس الشركة أليكسي ميلر بنتائج المسح.

وصرح بوتين فيما بعد أن الانفجار الذي وقع على خط الأنابيب هو هجوم إرهابي صريح.. وهذا موقف روسي واضح على أن لا علاقة لموسكو فيما حدث، وتأكيد على ضلوع الغرب المتغطرس في الأعمال التخريبية التي يحاول إلصاقها بالدول التي تقاوم رياح سمومه في مناطق مختلفة في العالم.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

أمريكا مصدر الفوضى والحروب.. بقلم: منهل إبراهيم

تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت …