الشريط الإخباري

شهود من دوما.. مزاعم الهجوم الكيميائي باطلة

دمشق-سانا

أكد شهود من مدينة دوما بريف دمشق أن الحادثة المزعومة باستخدام مواد كيميائية في المدينة بتاريخ السابع من نيسان 2018 كانت مسرحية مفبركة من قبل التنظيمات الإرهابية وداعميها لتبرير الاعتداءات على سورية، موضحين أنه لم يتم تسجيل أي وفيات بهذه المواد، كما أن الحالات التي تم تصويرها ونشرها عبر الانترنت لا تثبت استخدام أي مواد كيميائية.

وقال الدكتور حسان عيون طبيب إسعاف في مشفى دوما خلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الخارجية والمغتربين اليوم: كنت مناوباً في المشفى يوم الحادثة المزعومة، وكان يوماً اعتيادياً، وفي الساعة الواحدة ظهراً، أي قبل ساعات من الحادثة تم نشر معلومات بضرورة الاستعداد لحدث سينتج عنه عدد كبير من الإصابات، ما يؤكد التحضيرات المسبقة للمسرحية المفبركة التي تم تصويرها، مبيناً أنه مع إشاعة خبر استخدام سلاح كيميائي سادت حالة من الفوضى والهلع لدى الكادر الطبي في المشفى.

وأضاف عيون: إن الحالات التي وصلت إلى المشفى يومها اعتيادية تتراوح بين ضيق التنفس وصعوبته جراء الغبار والأتربة والدخان، ومن شاهد الفيديو الذي نشره الإرهابيون يلاحظ أنهم تحدثوا عن 45 حالة وفاة و800 إصابة، في حين لم يتجاوز عدد الحالات التي راجعت المشفى يومها 40 إصابة.

وتابع عيون: إن السلاح الكيميائي سلاح دمار شامل، وليس انتقائياً فلا يمكن استخدامه في مكان فيصيب الأطفال والنساء دون الرجال، ولا يمكن أن يصيب مبنيين ويترك الثالث أو يستهدف حياً دون أن يصيب الأحياء المجاورة، وهذا ما يثبت زيف الادعاءات التي وردت في مقطع الفيديو الذي تم نشره عن الحادثة المزعومة، واعتمد كأحد المصادر لتقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وأوضح عيون أنه مع حالة الفوضى ووجود كادر غير مؤهل ظهرت في الفيديو المنشور إجراءات طبية غير صحيحة، فالطفل الذي ظهر وهم يغسلونه بالماء والآخر الذي يضعون عليه مادة (سالبوتامول) والطفل الذي كانوا يربتون على صدره كلها إجراءات غير صحيحة ولا يمكن تبريرها طبياً.

من جهته قال الطبيب ممتاز الحنش اختصاصي العظمية في مشفى دوما: إن المشفى يخدم 120 ألف مواطن، ومن الطبيعي أن يراجعه العشرات يومياً كحالات اعتيادية، ويوم الحادثة المزعومة في السابع من نيسان كنت موجوداً في قسم العمليات، ولم يتم تسجيل أي إصابات أو وفيات بمواد كيميائية وهو ما أكدته إدارة المشفى في بيان لها في اليوم التالي، حيث أعلنت أن جميع الحالات التنفسية التي راجعت المشفى هي حالات عامة يتعرض لها المرضى الذين يعانون مشاكل تنفسية، ولم تسجل أي حالة وفاة أو إصابة بمواد كيميائية أو اختناق بغازات سامة، ما ينفي استخدام السلاح الكيميائي كما زعم الإرهابيون.

بدورها قالت الطبيبة فاطمة خنشور اختصاصية نسائية: كنت موجودة في نفس المنطقة التي حدث فيها الهجوم المزعوم، والجميع يعلم أنه في حال استخدام مواد كيميائية فإن انتشارها يكون على نطاق واسع، وتصيب الجميع فمن غير المنطقي أن يصاب أناس بعينهم دون آخرين، مؤكدة أنه لم يتم تسجيل أي إصابة للمسعفين الذين نقلوا حالات الإصابة المزعومة إلى المشفى، ومن غير المعقول حدوث ذلك في حال استخدام مواد كيميائية.

من جانبه قال المحامي محمد النعسان رداً على سؤال لمراسلة سانا: سيطر إرهابيو ما يسمى (جيش الإسلام) على مدينة دوما منذ بداية عام 2015 وارتكبوا عدة مجازر في المدينة وأرهبوا الأهالي واحتجزوهم دروعاً بشرية، وكان كل شخص يعارضهم يتعرض للخطف أو السجن أو الاغتيال، وأنا كنت من بين من سجنوا، حيث قضيت ستة أشهر في سجنهم وتعرضت لشتى أنواع التعذيب.

وأضاف: إن إرهابيي (جيش الإسلام) طلبوا قبل يوم من الحادثة المزعومة من الأهالي التوجه إلى الأقبية والبقاء فيها لمدة 48 ساعة، وأنا كنت على بعد نحو 400 متر من مكان الحادثة المزعومة، ولم أعرف بوقوعها إلا في اليوم التالي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح النعسان أن أهالي دوما ضاقوا ذرعاً بتصرفات الإرهابيين وإجرامهم وتسلطهم، ومع بداية عام 2018 طرحت الدولة السورية التسويات والمصالحات الوطنية إلا أن الإرهابيين رفضوا ذلك رغم مطالبات الأهالي بالتسوية، وكانوا تنفيذاً لتعليمات المدعو (سمير كعكة) أحد متزعمي فصيل (جيش الإسلام) الإرهابي ينكلون بكل من يطالب بالتسوية وبخروج الإرهابيين من المدينة.

من جهته قال الشيخ راتب ناجي إمام وخطيب مسجد في دوما: لم نر بأم أعيننا أي مصاب أو قتيل كما زعم الإرهابيون، ولم تظهر جثامين من ادعوا موتهم، وكان قصدهم التهويل، وعندما طالبنا بها اعتدوا علينا، وهنا علت أصوات الأهالي تطالبهم بالخروج من المدينة وضرورة دخول الجيش العربي السوري لبسط الأمان وضمان عودة الحياة الطبيعية.

بدوره قال مصطفى قشوع أحد وجهاء دوما: قبل خمسة أيام من الحادثة المزعومة اجتمع نحو 130 شخصاً من وجهاء المدينة وعدد من الأطباء مع متزعمي (جيش الإسلام) وطلبنا منهم الخروج من المدينة والموافقة على المصالحة التي طرحتها الدولة، لكنهم رفضوا وقالوا: إن حدثاً لمصلحتهم سيحصل خلال الأيام القادمة، لتتم فبركة الحادثة المزعومة باستخدام مواد كيميائية في السابع من نيسان 2018.

المتابعة والرصد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

القطاعات الخدمية والتعليمية والصحية في دوما تنهض بتعاون المجتمع المحلي