الشريط الإخباري

بمنتهى الدقة.. بقلم: عبد الحليم سعود

في كثير من الأحيان يكون الأحمق عدو نفسه قبل أن يكون عدو الآخرين، ففي حالة ميليشيا “قسد” الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي يتجلى هذا الوصف بمنتهى الدقة، إذ لا أحد يعرف بالضبط ما هو وجه الحكمة في إصرار هذه الميليشيا على ممارسة العمالة والارتزاق لمحتل سيرحل في نهاية المطاف، ويترك عملاءه لمصيرهم الأسود، وهم يعلمون أن أعمالهم المخزية لن

تبقى من دون حساب، فكل ما يرتكبونه من انتهاكات بحق أبناء الجزيرة السورية بتشجيع أميركي سينقلب عليهم وبالاً في لحظة خروج المحتل.

لم يدركوا بعد أنهم مجرد بيدق هزيل في لعبة الشطرنج الأميركية، وأنه ستتم التضحية بهم عند أول منعطف حاسم، فما إن تبدأ المقاومة الشعبية بالتصاعد ضد الوجود الأميركي غير الشرعي أو توقع صفقة بين واشنطن وأنقرة حتى يبدأ هذا الوجود بالتقهقر تاركاً الجمل بما حمل، وقد تكرر هذا السيناريو في مناطق كثيرة من العالم ولا سيما في أفغانستان العام الماضي، فالنفط هو ما يحرص الأميركي على سرقته ونهبه من سورية، ولا تعنيه بأي شكل مصلحة عملائه ومرتزقته، والتاريخ الأميركي مليء بالشواهد التي تؤكد قيام واشنطن ببيع عملائها ومرتزقتها، وكثيراً ما قامت بالمتاجرة بحلفائها أيضاً، كما تفعل مع أوروبا حالياً، إذ تمارس دور المتفرج إزاء أزمة الطاقة التي تعصف بأوروبا برغم أنها المتسبب الأول فيها.

لقد أضاع عملاء “قسد” الكثير من الفرص السانحة لتسوية أوضاعهم ضمن الوطن الأم سورية بعيداً عن أوهامهم الانفصالية الرخيصة، وإذا ما ظلوا مراهنين على الأميركي فلن يحصدوا إلا الخذلان والخيبة وهما أكثر ما يليق بمرتزق عميل.

ثمة فرصة ذهبية – وربما أخيرة – أمامهم من أجل العودة إلى صوابهم والإقلاع عن مشروعهم البغيض الذي لن يكتب له النجاح، إذ إن تباشير المقاومة الشعبية قد بدأت في الجزيرة السورية وهذا سيساهم بطرد المحتلين الأميركيين، وتكرار مشهد الطائرات في مطار كابول، فهل يحسنون استغلال الفرصة هذه المرة أم يضيعونها ويخسرون كل شيء دفعة واحدة.

انظر ايضاً

دعم واشنطن للعدوان الإسرائيلي.. وحساب الربح والخسارة!… بقلم: جمال ظريفة

لا وصف لما منيت به السياسة الأمريكية في الآونة الأخيرة بعد الانخراط بالعدوان على غزة …