الشريط الإخباري

على هدي التصحيح بقلم: أحمد حمادة

تمر ذكرى التصحيح المجيد، الذي قاده الرئيس المؤسس حافظ الأسد، في مرحلة دقيقة وحساسة من تاريخنا المعاصر، مازالت فيها الحرب الإرهابية تشن على بلدنا، ومازال الحصار الغربي والعقوبات القسرية أحادية الجانب تحرم شعبنا من أبسط مقومات حياته، ومازال الغزاة الأميركيون والأتراك يحتلون جزءاً من أرضنا، ويسرقون ثرواتنا ومواردنا، وفي مقدمتها النفط، ومازالت منظومة العدوان، القادمة تحت عباءات مكافحة الإرهاب المزعوم، ترهب أهلنا، وتدمر مدنهم وقراهم وممتلكاتهم، وتدعم أدواتها الانفصالية والإرهابية بكل أنواع الدعم المادي والمعنوي.

لكن رغم كل هذه المعطيات الكارثية، فإن شعبنا الأبي استطاع على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب الإرهابية، بكل ما فيها من قتل وتدمير وسرقات وحصار وعقوبات، أن يصمد ويكافح وينتصر على المحتلين وأدواتهم، وأن يعطي العالم كله دروساً في العطاء والقدرة على الثبات والانتصار، وتحمل أقسى ظروف الحرب والعدوان والعقوبات.

وما كان السوريون ليفعلوا كل ذلك لولا الإيمان بالدفاع عن وطنهم، والاستشهاد في سبيل وحدة أرضهم، وحفظ كرامتهم، وتأمين مستقبل أبنائهم، ولم يك ذلك ليتحقق لولا أنهم استلهموا معاني البناء والعطاء والنصر التي رسخها التصحيح المجيد منذ بدايات حركته وحتى يومنا.

فعلى هدي التصحيح، وما نتج عنه من نصر مؤزر في “تشرين التحريرية” تمكن شعبنا، بتلاحمه مع قيادته وجيشه، من دحر أكثر تنظيمات الإرهاب تطرفاً ودعماً غربيّاً قل نظيره في العصر الحديث، وقدم دروساً بالغة في مقاومة المحتلين الأميركيين والأتراك ومرتزقتهم وأدواتهم الإرهابية والانفصالية، وفي مقدمتها “داعش وقسد”، من خلال تعزيز وحدته والوقوف يداً بيد، وعلى قلب رجل واحد، لمقاومة كل الانفصاليين والمحتلين والغزاة الذين دنسوا بإرهابهم ترابنا الطاهر.

وفي جانب آخر من المعادلة فعل التصحيح فعله في الخارطة الإقليمية والدولية، وجعل من سورية دولة حاضرة دوماً في كل محطة بارزة، ومؤثرة وذات دور محوري في الصراع بالمنطقة، وهو ما لم يرُق لأعداء الأمة، فتحركوا في العقد الأخير، وشنوا حربهم الإرهابية لبعثرة نتائج حرب تشرين، والالتفاف على نهج التصحيح، وإسقاط كل ما بناه، لكن شعبنا تمكن من الحفاظ على منجزاته ومكتسباته بعد أن قدم الغالي والنفيس في هذه المعركة الشرسة، معلناً دحره للإرهاب، وانتصاره على أكبر مخططات العدوان.

فالتصحيح ليس ذكرى عابرة، ولا عادية، بل هو فعل وحدث استثنائي ومفصلي في تاريخ سورية، بكل ما أحدثه من متغيرات على الأرض السورية والإقليمية والدولية، وجعل من سورية حلقة يصعب كسرها، واللاعب رقم واحد في معادلة الصراع العربي الصهيوني، ويقر الأعداء قبل الأصدقاء أن سياسة الرئيس المؤسس حافظ الأسد شكلت نقلة نوعية عميقة الأثر في تاريخ المنطقة برمتها، ولاسيما فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.

اليوم وفي ذكرى التصحيح ما أحوجنا أن نستمر في استلهام معانيه، ونرسخ أسباب النهوض الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، رغم كل الحصار والإرهاب والعقوبات، ورغم كل هذه الاعتداءات الاستعمارية من قبل الغرب والصهاينة وأدواتهم، ولاسيما أن أصحاب الأرض والحق منتصرون لا محالة، مهما تجبر المعتدون وتغطرسوا، وبقيادة ربان السفينة الماهر السيد الرئيس بشار الأسد.

انظر ايضاً

أكبر مجزرة “صحفية”.. وعالم يكتفي بالإدانة!.. بقلم: أحمد حمادة

هنا في غزة، لا حماية دولية للصحفيين، لأن “المدلل غربياً” هو الجلاد الصهيوني، هنا قواعد …