الشريط الإخباري

رحلة المفكر السوري عدنان العطار في فيلم وثائقي شبابي

دمشق-سانا

دخل عدد من الشباب السوري في الآونة الأخيرة مجال صناعة الأفلام الوثائقية ليجدوا فيه عالما واسعا يعبرون من خلال أدواته إلى عالم التوثيق والإبداع ومن هؤلاء الشباب الرحالة
محمد حاج قاب الذي دخل هذا المجال ليبحث عن كنوز سورية ومفكريها وعلمائها فكان فيلمه الواقعي عن رحلة المفكر السوري الدكتور عدنان العطار في علم الأنساب “الأنثروبولوجيا”.
يلامس الفيلم ببساطته وعمق مضمونه تاريخ العطار المليء بالإنجازات الفكرية حيث يروي المفكر السوري بصوته مسيرة حياته التي بدأت في دمشق عام 1930 وتضمنت أحداثا أثرت في حياته وفكره مشيرا إلى نفي والده إلى فلسطين وعودته الى سورية زمن الاستقلال ودحر الاحتلال الفرنسي عن بلاده ومتابعته الدراسة في المدارس السورية ونيله إجازة في التاريخ من جامعة دمشق عام 1951.
ويتضمن الفيلم بعض الصور التي يتحدث فيها العطار عن حياته وهو يلعب الشطرنج فقد كان عضوا وأمين سر اتحاد الشطرنج في سورية وله العديد من المؤلفات عن الشطرنج كما تطرق العطار خلال سرده قصة حياته إلى الثقافات البديلة التي بدأت تدخل مجتمعاتنا العربية من الخارج موجها رسالة تؤكد ضرورة مواجهة هذه الأفكار والثقافات عن طريق إظهار معالم القوة الثقافية والفكرية التي تتمتع بها الدول العربية واستقطاب الأجيال الشابة بطريقة فعالة.
وبروح الشباب المؤمن بإمكانية العطاء بين مخرج الفيلم محمد حاج قاب لنشرة سانا الشبابية أنه يحاول من خلال هذا الفيلم إلقاء الضوء على تفاصيل مهمة في المجتمع وعلم من أعلام سورية لما للأفلام الوثائقية من أهمية في إظهار إمكانيات السوريين الكامنة والمهمة للعالم بطريقة جذابة لتصل لأكبر قدر ممكن من الجمهور المتابع لهذه الأفلام.
ويقول “إن الغرض من الأفلام الواقعية الوثائقية ليس مجرد تقديم الشخصيات المألوفة والشائعة والموضوعات المستمدة من الطبيعة والواقع فحسب وإنما إظهار فردية البشر وتشابههم مع الأفراد الآخرين في آن واحد” مشيرا إلى أن الواقعية في الفن تنبه الناس إلى جمال الطبيعة والبشر وتهتم أساساً بتصوير العلاقات الاجتماعية التي ينشغل بها الناس والقوى التي تتحكم فيهم والروابط والمصالح المشتركة بينهم.
كما تهدف الأفلام الوثائقية بحسب حاج قاب إلى إيصال رسالة معينة تعكس حالة اجتماعية وتنير عقل المشاهد وتثقفه حول قضايا عديدة من جهة ومن جهة أخرى فهي تشكل المرآة التي تعكس ظواهر مختلفة من المجتمع وتضيء على قضية معينة قصتها هي الحبكة ذاتها التي تكون على أرض الواقع والناس “أهل الحدث” هم أبطالها.
يشار إلى أن الدكتور عدنان العطار يحمل دكتوراه في علم الأنساب “الأنثروبولوجيا” من جامعة كييف وله العديد من المؤلفات أهما كتاب صور من التاريخ العربي والحركات التحررية في الحجاز ونجد وكتاب عن تاريخ القبائل العربية وعن آداب الموءاكلة وعن قبيلة البلوش وعن الأندلس من الفتح إلى السقوط.
والفيلم من إعداد وإخراج الشاب محمد حاج قاب وتصوير الفنان وائل خليفة ومونتاج طارق جوخدار.

لمى الخليل