الشريط الإخباري

السمكري مهنة تقاوم الاندثار يمتهنها قلة من أهالي مدينة القامشلي

القامشلي-سانا

تعتبر مهنة السمكري التي تعتمد على إعادة صناعة وإصلاح الأدوات المعدنية كالأباريق وبوابير الكاز من الحرف التقليدية المعروفة في سورية ورغم قدمها أخذت تستعيد جزءاً من حضورها في حياة الناس اليومية من جراء الظروف الاقتصادية الراهنة حيث عكف كثيرون على إعادة إصلاح ما لديهم من أدوات بدل شراء الجديد منها.

ومن الحرفيين القديمين في هذه المهنة كلوديوس بنيامين حنا ابن مدينة القامشلي الذي قضى 32 عاماً في سوق الذهب بالمدينة برفقة المطرقة مطوعاً بيده المعدن لخدمة عمله الذي يراه إحدى ضرورات الحياة ومصدر رزقه الذي لا يتخلى عنه.

ووصف حنا مهنته خلال حديثه لمراسلة سانا بالنادرة والقديمة التي سبقت صناعة الآلة وظهور المصممين والمهندسين في مجال الصناعة مشيراً إلى قلة عدد من يتقنونها من أهالي الجزيرة لأنها تحتاج إلى جهد وصبر ورغم ذلك يتمسك بها لأنه يرى أن الإنسان الذي يكد ويتعب من أجل الحصول على لقمة العيش يحظى بقيمة أكبر في المجتمع من الإنسان الخامل الذي لا يعمل.

ولفت حنا إلى أن معرفته في مجال عمله جعلته يتعامل مع الألمنيوم والمطرقة والسندان برفق حتى يصنع من خلالها أواني وأدوات عديدة تخدم الإنسان في منطقته ومنها أباريق الشاي وسطول اللبن التقليدية وأرضيات القدور ومدافئ الحطب وبواري المدافئ وخزانات المياه التي تصل سعتها حتى 300 ليتر دون حاجته لآلة كهربائية.

وأشار حنا إلى أن استحسان زبائنه لنتاج عمله وردود أفعالهم الإيجابية بعد مشاهدتهم أدواتهم وهي صالحة مرة أخرى للاستعمال تزيده نشاطاً وتزيل تعب كل ساعات العمل التي كابدها خلال النهار مبيناً أن هذه المهنة يمتهنها القليل من أبناء المنطقة ما يهدد باندثارها ولذا يجب أن يعمل بها أشخاص آخرون.

من جهته ذكر المواطن أبو أحمد خليل العلاوي من أبناء ريف القامشلي خلال وجوده في محل كلوديوس أن الكثيرين من أبناء الريف يبحثون عن السمكري لإصلاح أدواتهم وخاصة أنهم يستخدمون الطبخ والتسخين على الحطب ما يتسبب أحياناً بثقوب في أواني الألمنيوم.. ولكي لا يضطرون إلى شراء أدوات جديدة يسلكون طريق السمكري ليصلح أدواتهم وتعود جاهزة للاستخدام مجدداً لافتاً إلى ضرورة وجود أشخاص أكثر يعملون في هذه المهنة للحفاظ عليها ولا سيما في ظل الظروف الراهنة.

نوف الضمن

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

تكفيت الفضة على النحاس… حرفة الصبر الدمشقية

تصوير: كناز عثمان