الشريط الإخباري

أهالي البياضية بحماة يواصلون نداءاتهم للحصول على مياه شرب صالحة

حماة -سانا

تتجدد معاناة أهالي قرية البياضية مع مياه الشرب كل عام وتتفاقم في فصل الشتاء والامطار حيث تتحول المياه الواصلة لبيوتهم إلى خليط من الأتربة والاوحال لا يمكن شربها أو حتى استخدامها في الاعمال المنزلية ورغم نداءاتهم المتكررة اقتصرت الاجراءات الاسعافية على ايقاف الضخ.

وتعود مشكلة أهالي البياضية إلى عام 2009 بعيد استخدام بئر جديدة تقع في الحي الشمالي من القرية على هضبة مرتفعة قليلاً وتحويل مياه البئر القديمة لتروي تجمع قرية الزاملية التي تقع شرقاً بحدود كيلومترين. 1

ويرى عباس محمد من أهالي القرية “أنه لم يعد بالإمكان السكوت عن هذه المشكلة التي تزداد سوءا كل يوم ولا يمكن لأحد تقبل هذه المياه العكرة التي تصب في خزاناتنا ولا يمكننا استخدامها بأي شكل أو غرض”.

ويقول محمد “المشكلة مرتبطة بصحتنا وحياة أسرنا مباشرة فلا يتجرأ أي مواطن من القرية على شرب هذه المياه لأنها قد تكون قاتلة وإن قمنا بغليها مرات عديدة لا يمكن تخليصها من الشوائب والأتربة” مضيفا “فشلت كل محاولاتي لجعل هذه المياه صالحة للشرب وإقناع أطفالي بشربها لذلك أضطر الى شراء مياه معدنية يومياً رغم ارتفاع ثمنها”.

وتشير أمل الجداوي ربة منزل إلى أن “الموضوع لا يتوقف عند الشرب فقط فهذه المياه لا يمكن استخدامها في أي غرض من الأغراض المنزلية فعكورتها تلوث الثياب في الغسالة وتفسدها كما أنها لا تصلح للجلي والشطف لانها تلوث الأواني والأرضيات بدل تنظيفها”.

وتضطر الجداوي إلى شراء المياه من الصهاريج الجوالة يوميا والتي انتعشت تجارتها على حد قولها رغم أن سعر المتر المكعب من المياه يتجاوز 650 ليرة سورية.

ويحاول يوسف سليمان مدرس متقاعد تنظيف خزانه المنزلي يوميا من المياه الملوثة التي تدخل عبر شبكات الضخ الرئيسية ويذكر أن سماكة الأتربة والأوحال المترسبة في أسفل الخزان تزيد على 25 سنتيمترا فيه ما يدفعه إلى إغلاق الصمام المؤدي للخزان والاعتماد على مياه الصهاريج.

ويطالب عبد الرزاق شبيب بإعادة ضخ مياه البئر القديمة لصالح قرية البياضية لأنها ملك القرية.

ويدعو علاء حمود إلى إيجاد حل إسعافي للمشكلة لأن نسبة الكلس في مياه البئر الجديدة تزيد على الدرجة الطبيعية ولا تزول بالغليان ما يدفع بعض الأهالي من ذوي القدرة على حد قوله إلى شراء مياه من تجار المياه الجوالين ويكلف سعر الوعاء 20 ليترا 100 ليرة دون معرفة مصدرها.

ويعترف مدير مؤسسة المياه في محافظة حماة المهندس رضوان الحسن “بسوء مياه البئر وعدم ملاءمتها للشرب” مبينا أنه تم إيقاف ضخها في حالتها العكرة الحالية إلى الشبكة المغذية للأهالي حيث يتم الضخ خارجاً في محاولة لإعادة سحب المياه العكرة التي ركدت في البئر.

ويبين الحسن أن المؤسسة تسعى حالياً الى إيجاد حل إسعافي فوري عبر إعادة ربط البئر القديمة مع الشبكة وتغذية كل من البياضية والزاملية الأمر الذي يتطلب وجود إمكانية فنية للربط بين الشبكتين مشيرا إلى أن خطة العام الجاري تتضمن فتح بئر خاصة لقرية الزاملية و”أن المؤسسة قامت بالإعلان عدة مرات لكن لم يتقدم أحد” وفي حال تم فتحها سيصار إلى وضع البئرين بالخدمة لصالح قرية البياضية.

وحول كميات الكلس الموجودة في مياه البئر يفيد الحسن “بأنها تخضع لفحوصات دائمة في مخابر المؤسسة وهي ضمن المواصفات القياسية”.

وبانتظار تنفيذ وعود المؤسسة تبقى معاناة أهالي البياضية بين محاولات يائسة لتنقية المياه واستغلال التجار وأصحاب الصهاريج لهم.

تقرير عيسى حمود