الشريط الإخباري

سياسات واشنطن الخاطئة تدخل اقتصادها أتون التضخم الأكبر منذ عقود

دمشق-سانا

يمر الاقتصاد الأمريكي بحالة من الركود والتضخم تعد الأكبر في تاريخه منذ عقود وبدلاً من اتخاذ إجراءات تنعشه تسارع واشنطن إلى فرض حزم من العقوبات الاقتصادية على موسكو متجاهلة العواقب الوخيمة المرتدة على الأمريكيين أنفسهم.

شهر شباط الماضي كان الأسوأ اقتصادياً بالنسبة للأمريكيين حيث استمرت أسعار البنزين والمواد الغذائية وتكاليف السكن في الارتفاع ووصل مقياس التضخم الرئيسي إلى مستوى لم يشهده منذ كانون الأول 1982 مع توقعات بارتفاعها بشكل أكبر خلال الأيام القادمة.

وأفاد مكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل في الحادي عشر من الشهر الجاري بأن مؤشر أسعار المستهلك الذي يقيس سلة السلع والخدمات قفز بنسبة 7.9 بالمئة خلال فترة الـ12 شهراً التي انتهت شباط الماضي مبينا أن مقياس التضخم ارتفع بنسبة 0.8 بالمئة في شباط وحده جراء ارتفاع تكاليف المواد البترولية والغذائية والتي لا تبشر بالخير بالنسبة لأرقام التضخم لشهر آذار.

ويتوقع الخبراء أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا سترفع معدل التضخم من خلال التسارع الكبير في ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية والسلع الأساسية جراء تفاقم مشاكل سلاسل الإمداد.

كل ارتفاع بعشرة دولارات لسعر النفط سيتسبب في تراجع النمو الاقتصادي الأمريكي بنسبة 0.1 بالمئة وبزيادة التضخم بـ 0.2 بالمئة وفق تقديرات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أكد أيضاً أنه إذا أظهرت قراءات التضخم حاجة لزيادة أسعار الفائدة بوتيرة أسرع فسيتم رفعها وذلك خلال إفادته مطلع الشهر الحالي أمام الكونغرس للتعقيب على التداعيات المتوقعة في ظل استمرار الأزمة في أوكرانيا.

ويوم الأربعاء الماضي رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لأول مرة منذ نهاية 2018 بادئاً سلسلة من الزيادات الإضافية التي يتوقع أن تصل إلى نطاق بين 1.75 بالمئة و2 بالمئة بحلول نهاية العام بهدف منع الاقتصاد من الإنهاك وخفض التضخم الذي وصل لأعلى مستوياته منذ أربعة عقود ومن المتوقع أن تكون لهذه الخطوة تداعيات واسعة النطاق فمن خلال رفع أسعار الفائدة سيجعل البنك الاحتياطي الفيدرالي الاقتراض أكثر تكلفة على الأسر والشركات الأمريكية وعلى الحكومات في جميع أنحاء العالم حيث بينت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا أن لرفع سعر الفائدة تداعيات كارثية ستجعل الدول ذات المستوى المرتفع من الديون المقدرة بالدولار تواجه الكثير من المخاطر التي قد تدمر اقتصاداتها.

صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أكدت أن على الأمريكيين ألا يتوقعوا أي انفراج اقتصادي قريب وأن سياسات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ووعودها بخفض أسعار الطاقة مجرد وعود وأن على الأمريكيين وليس طبقة النخبة التعامل مع عواقب ذلك مرجعة التضخم الحاصل إلى عدم قدرة بايدن على اتخاذ الإجراءات الاقتصادية الناجحة وأن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا ليست السبب بارتفاع أسعار الوقود كما يزعم فقد كانت الولايات المتحدة متجهة نحو هذا الارتفاع بكل الأحوال وأن تزايد أسعار الطاقة من تصميم الحزب الديمقراطي وتخطيطه.

وتظهر الإحصائيات أن الطبقة الأكثر تضرراً من التضخم الحاصل هي الطبقات التي تتقاضى الحد الأدنى من الأجور التي ستشهد انخفاضاً بنسبة 2 بالمئة خلال الشهور القادمة ما سيؤدي إلى زيادة عدد الفقراء وتوسيع فجوة الثروة بينهم وبين الأغنياء.

ميرفت سعيد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

التضخم الأمريكي يسجل في تموز الماضي أول تسارع منذ 13 شهراً

واشنطن-سانا تسارع تضخم أسعار المستهلك السنوي في الولايات المتحدة إلى 3.2 بالمئة في تموز الماضي …