الشريط الإخباري

هل تنجح خطط واشنطن في أوكرانيا؟.. بقلم:أحمد ضوا

بدأت تتضح وجهة الإرهابيين الذين قامت القوات الأميركية بنقلهم بعد أحداث سجن الثانوية الصناعية في حي غويران في الحسكة قبل نحو شهرين 20-1-2022 إلى مناطق مجهولة، وتبين لاحقاً أن بعضهم يخضعون لتدريبات خاصة في قاعدة الاحتلال الأميركي بالتنف.

إن اعلان القوات الروسية في أوكرانيا القضاء على مجموعة كبيرة من الإرهابيين القادمين من مخيم الركبان المحيط بقاعدة الاحتلال الأميركي في التنف يكشف جانباً من الخطط الأميركية لتوظيف الإرهاب الدولي في نشر الفوضى والعدوان على الدول الأخرى وتهديد أمنها القومي، ويأتي ما ذكرته الاستخبارات الخارجية الروسية عن نقل الآلاف من الإرهابيين والمرتزقة إلى أوكرانيا للمشاركة في القتال ضد القوات الروسية واستنزافها وإطالة أمد الحرب ليكشف جانباً من الخطط العدوانية الغربية ضد الاتحاد الروسي .

يحاول حلف شمال الأطلسي الإيحاء بعدم تدخله المباشر أو غير المباشر في أوكرانيا، وهذا ما تدحضه المعلومات التي أوردتها بعض وسائل الاعلام الغربية التي أكدت قيام الأطلسي بنقل المرتزقة والإرهابيين ضمن عملياته الجارية لتعزيز حضور قوات أعضائه في بولونيا ورومانيا والتشيك ومن ثم تأمين دخولهم إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب القوميين الأوكرانيين والنازيين ضد القوات الروسية.

إن تحويل أوكرانيا إلى مسرح لتوافد المرتزقة والإرهابيين والنازيين ستكون له عواقب وخيمة وفوضى شاملة، أول من سيتضرر منها الشعب الأوكراني جراء التهديد الكبير بتشظي البلاد وامتداد هذه الفوضى في كل الاتجاهات وخاصة نحو الدول الأوروبية حيث لا يوجد مانع من انقلاب السحر الإرهابي على الساحر الغربي في وقت لاحق.

منذ استقلال أوكرانيا في 24-8-1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بقي الاهتمام الغربي والناتو بأوكرانيا محصوراً في تحويلها إلى خاصرة رخوة للأمن القومي الروسي، ولم تتوجه الاستثمارات الغربية إلى هذا البلد إلا بما يخدم هذا التوجه، الأمر الذي أدخل البلاد في العديد من الأزمات الاقتصادية والسياسية أوصلت إلى سدة السلطة القوميين والعنصريين والموالين للولايات المتحدة الذين لا يختلفون عن الإرهابيين الدوليين إلا بالتسمية فقط.

تتوالى المعلومات عن نشاط الاستخبارات الأميركية في أوساط التنظيمات الإرهابية والمرتزقة في الشرق الأوسط وإفريقيا وتجهيز وتدريب مجموعات لقتال الشوارع بهدف نقلها إلى أوكرانيا على وجه السرعة ويدعم ذلك ما كشفته صحيفة واشنطن بوست عن قيام البنتاغون منذ كانون الأول العام الماضي بتزويد أوكرانيا بأسلحة ومعدات مناسبة للقتال داخل المدن، يضاف إلى ذلك إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن إرسال أنظمة دفاع جوي من طراز ستينغر وصواريخ جافلين المضادة للدبابات إلى أوكرانيا والتي ستجد طريقها إلى الإرهابيين الذين يتم الدفع بهم إلى الأراضي الأوكرانية.

إن ادعاء الناتو والولايات المتحدة بعدم التدخل المباشر في أوكرانيا هو محض كذب وافتراء وموجه بالدرجة الأولى الى شعوبهم التي تنشط المجموعات العنصرية والنازية فيها لحشد الرأي العام فيها وتأليبه ضد روسيا، الامر الذي ينبئ بمخاطر كبيرة على السلام العالمي.

لقد كان لافتاً قيام منظومة الناتو وبعض الدول الأوروبية باتخاذ أقسى الإجراءات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ضد روسيا قبل العملية العسكرية وخلال الأيام الأولى منها بهدف قطع الطريق أمام أي مفاوضات تستجيب للشروط الأمنية والعسكرية الروسية، وهذا دليل كاف على التخطيط المسبق للدول الغربية إلى تحويل أوكرانيا إلى بؤرة فوضى عارمة وجاءت دعوة الرئيس الأوكراني المرتزقة من كل أنحاء العالم للقتال إلى جانب تشكيلاته العسكرية القومية تلبية للتوجهات الغربية التي فتحت الباب أمام دخول النازيين الجدد في الدول الأوروبية وخاصة في ألمانيا والإرهابيين الدوليين إلى الأراضي الأوكرانية.

إن روسيا الاتحادية وتحالفاتها الإقليمية والدولية اليوم لا تشبه واقع الاتحاد السوفيتي بعد دخول الجيش الأحمر إلى أفغانستان ومن الخطأ الربط بين مصير المرحلتين الذي تركز عليه وسائل الإعلام الغربية بهدف تشويه الحقائق أمام الرأي العام الأوكراني فأوكرانيا بالنسبة لروسيا ليست كأفغانستان، وكل التحليلات تذهب باتجاه تلقى الناتو وواشنطن هزيمة نكراء على الساحتين الأوكرانية والدولية.

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني