الشريط الإخباري

وتذوب مساحيق التجميل الأوروبية!.. بقلم: أحمد حمادة

ليس غريباً، ولا استثنائياً، أن يصدر مجلس الاتحاد الأوروبي بياناً يجافي الحقائق في سورية، وليس جديداً عليه أن يزيف الأحداث والوقائع فيها، فمنذ بدء الحرب العدوانية وحتى اليوم ارتضى “الأوروبي” أن يكون تابعاً لأميركا، وأن يلعب الأدوار التي تكلفه بها إدارات البيت الأبيض.

وكعادته يسهب بيان “الأوروبي” في سرد عبارات البكاء على الوضع الإنساني للسوريين، ومعاناتهم الكبيرة بسبب الفوضى و”عدم الاستقرار”، لكن خبراءه ممن صاغوها لم يكونوا صادقين حتى مع أنفسهم، حين تجاهلوا أن قواتهم الغربية الغازية هي التي نشرت الفوضى، ودعمت المتطرفين، ودمرت المدن والقرى، ومنعت المساعدات من الوصول إلى مستحقيها.

تجاهلوا، وهم يدبجون عبارات التباكي على السوريين، حتى الفوضى والدمار والخراب الذي تتسبب به طائرات تحالفهم في الحسكة وعموم الجزيرة على مدى الأسبوع الحالي بذريعة مطاردة عناصر “داعش” الفارين من سجونهم، وتجاهلوا تدخلات استخباراتهم بالشأن السوري، وتجاهلوا عقوباتهم الجائرة والظالمة، وإجراءاتهم القسرية أحادية الجانب، التي منعت حتى الغذاء والدواء والطاقة عن شعبنا.

لم يجدوا سوى التضليل والخداع البائسين، فانفصلوا عن الواقع، لأنهم مجرد أداة تديرها أميركا كما تدير المتطرفين وتشغلهم متى تشأ، افتقدوا أدنى درجات الاستقلالية كما افتقدت منظمة “حظر الكيميائية” ومجلس حقوق الإنسان وغيرهما المصداقية، وارتضوا القيام بدور المنفذ لأوامر سيدهم الأميركي.

إنهم البيدق بيد واشنطن تحركه حيثما وأنى تشأ، وشعاراتهم حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان تعرت كثيراً حتى الآن، وستتعرى أكثر، فهم الشركاء في سفك دماء السوريين وتدمير بلدهم، وهم حصان طروادة الأميركي الذي اعتمدت عليه واشنطن لإدخال المتطرفين إلى سورية، وتسهيل مرورهم عبر الأراضي التركية وبعض دول الجوار لفرض خرائط التقسيم ونشر الفوضى الهدامة وخدمة أجندات الكيان الإسرائيلي.

وهم الذين كانوا ومازالوا خير بوق لواشنطن على مدى سني الحرب، وهم من انتهكوا القرارات الدولية التي تحارب الإرهاب، وخربوا الحل السياسي، وهم من ضبطوا ساعتهم على “عقارب” الإرهاب الاقتصادي الأميركي، ودقات “قيصر”، وتاجروا باللاجئين والمهجرين قسراً بفعل الإرهاب، وهم من استقبلوا رسمياً رئيس منظمة إرهابيي “الخوذ البيضاء” لينتقلوا من رعايتها سراً إلى تبنيها علناً، وهم من أنزلوا قنوات سورية الفضائية عن أقمارهم، لحصار إعلامنا، ومحاولة إسكاته وحجبه، هم من فعلوا أكثر من ذلك بكثير، ولهذا كله فبيانهم اليوم لا جديد فيه سوى ذوبان مساحيق التجميل البراقة والخادعة التي تزينه.

لكن ما لا يعلمه مصدّرو البيان أن السوريين، الذين حافظوا على وحدة بلدهم، ودحروا الإرهاب، وأفشلوا مخططات الغرب بقيادة واشنطن والكيان الإسرائيلي، لن يسمحوا لعواصمهم بالتدخل في شؤونهم، أو عرقلة الحل وإعادة الإعمار، فهنا شعب حيّ مقاوم، وحصارهم وبياناتهم لن تثنيه عن هدفه، والنبش بدفاتر “العجوز” القديمة المحترقة لن ينفعها في شيء.

انظر ايضاً

أكبر مجزرة “صحفية”.. وعالم يكتفي بالإدانة!.. بقلم: أحمد حمادة

هنا في غزة، لا حماية دولية للصحفيين، لأن “المدلل غربياً” هو الجلاد الصهيوني، هنا قواعد …