الشريط الإخباري

الحنين إلى الترحال دافع الروائية سمر الكلاس إلى الكتابة

دمشق-سانا

تجد الروائية سمر الكلاس أن الحنين إلى الترحال فجر لديها طاقة كامنة وحرضها على الإبداع فهي التي ولدت في الغربة وتنقلت من بلد لآخر قبل أن تستقر في بلدها حيث استيقظ حنينها للسفر مع حبها للأدب ورغبتها في الكتابة.

وبينت الروائية الكلاس أنه خلال غربتها وبحكم طبيعة عمل والدها في السفر المتواصل نما لديها شغف باللغة العربية وكتابة الشعر وعندما انتهت غربتها وعادت إلى الوطن مع اندلاع الحرب الإرهابية تحول شغفها القديم إلى حب في الكتابة فكتبت عن أدب الرحلات والغربة في المجلات والصحف والمنابر الثقافية.

وجاء عملها الروائي الأول الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بعنوان (وينكسر الطريق) بمثابة مخاض استغرقت كتابته أربع سنوات وتعاملت معه كمعادلة كيميائية في مختبر علمي جراء تأثرها بعملها ودراستها معتبرة أن المنتج الإبداعي يجب أن يختمر عند الأديب وأن يمتلك أدواته وتكون عنده كل معادلاته.

وسعت الكلاس عبر روايتها لمزج الواقع بالخيال كما تجسد حنينها لبعض الأماكن التي زارتها وعاشت فيها أعواماً من حياتها ورصدت تقاليد وعادات سكانها كما جسدت معاناة السوريين والشعوب العربية جراء المؤامرة على المنطقة وفوضى الحروب من غير أن تصنف الرواية ضمن الأدب الحربي ولكن كانت الحرب خلفية لبعض أحداثها.

وتشير إلى أن الهدف الأساسي من روايتها هو إلقاء الضوء على المؤامرة الكونية على بلادنا ولفت النظر إلى القضية الفلسطينية واللاجئين ومعاناتهم جراء النزوح والاحتلال.

وعلى الروائي كما ترى الكلاس أن يقدم رسالته للقراء من خلال الحدث الروائي وليس على شكل عظة لتوضيح وجهة نظره التي قد تكون غائبة عن الآخرين مشيرة إلى أن قراءة الحدث تتنوع مع تعدد الأشخاص والثقافات والموروث الفكري.

وحول الحضور الواضح للغة الشعرية في روايتها تعتبر الكلاس أن طبيعتها كامرأة رومانسية ونمط الحياة الذي عاشته ورغبتها أن تصبح شاعرة جعلها توظف السرد بين الواقعي والشعري حسب حاجة العمل الروائي.

وتجد الكلاس أن الرواية السورية واكبت الحرب علينا وجسدت آلام وآمال السوريين ولكنها ترى أن بعض هذه الأعمال قصرت عن تحقيق هذه الغاية في احتواء واستيعاب هذا الألم.

ولأن هذه الحرب لم تنته بعد فإن الكلاس تجد أنه لم يتبلور لدينا بعد أدب يمكن وصفه بأدب الحرب.

وترى الكلاس أن الرواية السورية لها مكانتها اليوم كما كانت في القرن الماضي ولكن الظروف مختلفة بسبب انحسار الكتاب الورقي وعدم اعتماد الناس على القراءة بالدرجة الأولى في زحمة وسائل الاتصال والمعرفة المتطورة.

بلال أحمد