الشريط الإخباري

“بصمات الملك السوري أنطيوخوس ايبيفانس في تاريخ سورية” محاضرة بثقافي حمص

حمص-سانا

سلط الباحث التاريخي نهاد سمعان الضوء على دور الملك السوري انطيوخوس ايبيفانس الذي ترك وامثاله من الملوك العظماء بصمات حضارية تبدت في المزيج الراقي الذي تميز به الشعب السوري منذ الفترة التاريخية الممتدة ما بين دخول الاسكندر المقدوني عام 333 قبل الميلاد ودخول الرومان 64 قبل الميلاد وهي الفترة التي يطلق عليها المؤرخون العالميون فترة “ملوك سورية”.

ورأى سمعان في المحاضرة التي استضافها المركز الثقافي العربي بحمص بعنوان “بصمات الملك السوري انطيوخوس ايبيفانس في تاريخ سورية” أن أمة لا تعرف تاريخها لا يمكن ان تعرف هويتها وبالتالي فهي أمة عمياء لا تقدر على صناعة مستقبلها وقد يصنع لها مستقبلها وحاضرها في مطابخ اعدائها دون ان تدرك ذلك لافتا الى انه من حق السوريين ان يفخروا بماضي امتهم عندما يقرؤون تاريخها المشرف والذي اسس له عدد من الملوك العظماء في التاريخ ومنهم الاسكندر المقدوني.

وأضاف سمعان.. انه بعد فترة الاسكندر المقدوني ما لبث ان اختلف قادته الاربعة وهم “انتيباتر” الذي اختص باليونان و “انتيغوس” الذي اختص باسيا الصغرى وسورية الشمالية والغربية و “بطليموس” الذي اختص بمصر وافريقيا و”سلوقس” الذي اختص ببلاد ما بين النهرين وفارس والهند غير ان انطيوخوس الثالث الكبير استطاع عام 197 قبل الميلاد توحيد سورية الطبيعية ليتواصل اندماج الشعوب الذي اسس له الاسكندر المقدوني ليواصل حفيده سلوقس الذي تزوج من الاميرة افاميا وبنى مدنا منها افاميا والرستن وحمص وحماة وحلب ومنبج وبيروت وعكا وعمان وبيسان.

واستعرض المحاضر المراحل التاريخية للملوك الذين حكموا سورية في تلك الحقبة وخاصة الملك انطيوخوس ايبيفانس الذي كان متأثرا بالفلسفة الرواقية ثم انتقل الى الابيقورية وكلتا الفلسفتين تتناقض تماما مع الفلسفة اليهودية المتزمتة التي لا تترك فسحة لتطوير العقل وتشريف الحياة وتجميلها ما شكل من اليهود عقبة في وجه طموحاته فخيرهم بين الاندماج مع شعوبه او موتهم وواجه معهم صدامات كثيرة.

ولفت الى ان انطيوخوس ترك بصمة جميلة في تاريخ الفنون الشرقية والغربية ومنها المهرجانات التي كان ينظمها بنفسه والتي كانت تستهل باستعراض عسكري شاركت فيه عشرات الالاف من الجنود من قوميات مختلفة.

واختتم سمعان المحاضرة بالحديث عن نهاية انطيوخوس الذي حكم احدى عشرة سنة كانت مليئة بالاحداث اهمها احتلال مصر وانهاء احلام اليهود المجوفة في سورية وفلسطين وتثبيت هوية فلسطين ومدن الساحل وفي عهده وبسبب دعوته الفلسفية نشأت عند اليهود مذاهب وطوائف مازالت مستمرة في خلافاتها حتى اليوم وفي المقابل تم في عهده وبسبب عنفه الزائد التأسيس لقيام كيان يهودي ذي حكم شبه ذاتي في شؤونه الداخلية سيصبح بواسطة الدعم المصري انذاك شوكة في خاصرة سورية تتراوح قوتها في مد وجزر الى ان يزيلها الرومان نهائيا من الوجود عام 70 للميلاد.